مقالات

الإحسان.. بقلم الشيخ جميل الربيعي

((للذين أحسنوا الحسنى وزيادةٌ ولا يرهق وجوههم قتر ولا ذلة أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون))(1)
الإحسان كلمة جامعة لكل قول أو فعل طيب معروف مستحسن بنفسه من جهة العقل، والشرع، والحسنة يعبر بها عن كل ما يسر القلب، ويبهج الروح، والسيئة ضدها، يقول أمير المؤمنين (ع): (لو رأيتم الإحسان شخصاً لرأيتموه شكلاً جميلاً يفوق العالمين)(2)
ومن أبرز معالم الإسلام أنَّه دين الإحسان, والجمال, والمعروف في كل شأن من شؤون الحياة فما من عمل يعمله الإنسان في أي مجال من مجالات الخير إلا وطلب منه أن يحسن فيه بل (قيمة كل امرئ ما يحسنه)(3)
يقول تعالى: ((ادعُ إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن إن ربك هو أعلم بمن ضلَّ عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين))(4)
((وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إن الشيطان ينزغ بينهم إن الشيطان كان للإنسان عدواً مبيناً))(5)
((ادفع بالتي هي أحسن السيئة نحن أعلم بما يصفون))(6)
((وأحسن كما أحسن الله إليك ولا تبغ الفساد في الأرض إن الله لا يحب المفسدين))(7)
((ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم))(8)
((الله نزل أحسن الحديث كتاباً متشابهاً مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله ذلك هدى الله يهدي به من يشاء ومن يضلل الله فما له من هادٍ))(9)
((واتبعوا أحسن ما أنزل إليكم من ربكم من قبل أن يأتيكم العذاب بغتة وأنتم لا تشعرون))(10)
((ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحاً وقال إنني من المسلمين * ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم))(11)
والإحسان يشمل جميع علاقات الإنسان مع ربه، ومع نفسه، ومع الآخرين، ومع الطبيعة التي يعيش فيها .
أما علاقة الإنسان مع ربه فتدخل في الجانب العقائدي والفكري، والتي تتفرع منه جميع عبادات الإنسان، ومعاملاته مع الله تعالى… والإحسان هنا هو الإيمان الصادق الذي انساب من العقل إلى القلب، فمزج الفكر بالعاطفة, وامتدَّ في كيان الإنسان, وتحول إلى طاقة داخلية محركة، وموجهة إلى الطاعة، والتسليم, والانقياد المطلق لله تعالى بتجرد، وإخلاص، وتوجه من دون أي ضميمة نفسية؛ بل للإحساس والشعور بجمال الله, وجلاله, وهيمنته, وقدرته… ولعلَّ هذا ما عبرت عنه الأحاديث الشريفة بعبادة الأحرار؛ لأنَّ الله هو الواحد الأحد الذي لا شريك له يعلم خائنة الأعين، وما تخفي الصدور، فقد سأل رجل رسول الله (ص): (يا رسول الله، حدثني ما الإحسان؟) فقال (ص): (الإحسان أن تعمل لله كأنَّك تراه، فإن لم تكن تراه فإنَّه يراك)(12)
فالإحسان هنا هو الإخلاص المحض، والتجرد لله تعالى، والإحساس برقابته حتى يشعر الإنسان أنَّ عين الله لا تفارقه أبداً…
وفي حديث آخر: (الإحسان أن تعبد الله كأنَّك تراه)(13)
فما أروعها وأحسنها من عبادة أن يعبد الإنسان ربه, ويشعر أنَّه يقف بين يدي الله, والله تعالى حاضر ينظره, ومن هنا كان الإحسان من أفضل درجات الإيمان, يقول سيد المحسنين علي (ع):
(أفضل الإيمان الإحسان)
(رأس الإيمان الإحسان إلى الناس)(14)
وأعظم الإحسان أن يعبد الإنسان ربه تعالى كما أمره, ورد عن عمر بن يزيد قال: (سمعت أبا عبد الله (ع) يقول: إذا أحسن المؤمن عمله ضاعف الله عمله، لكل حسنة سبعمائة، وذلك قول الله تبارك وتعالى: ((والله يضاعف لمن يشاء)) ، فأحسنوا أعمالكم التي تعملونها لثواب الله، فقلت له: وما الإحسان؟ (قال:) فقال: إذا صليت فأحسن ركوعك وسجودك، وإذا صمت فتوقَّ كلما فيه فساد صومك، وإذا حججت فتوقَّ ما يحرم عليك في حجك وعمرتك، قال: وكل عمل تعمله لله فليكن نقياً من الدنس)(15)
فالإحسان هنا هو أداء الفرائض بدقة كما حددها الشارع المقدس، بنية خالصة من أي دافع ذاتي سوى طلب رضوان الله .

الإحسان إلى الناس:
والإحسان هنا هو إيصال النفع والخير إلى الآخرين سواء كان في الجانب المادي, أو الجانب المعنوي, وكلما يسر القلب من أفعال الخير فهو إحسان، (وحدُّ الإحسان إيصال النفع لا على وجه الاستحقاق إلى الغير مع القصد إلى كونه إحساناً، ومعنى الإحسان ثابت فيمن أخذ من غيره درهماً بدرهمين؛ لأنَّ من أعطى الكثير بالقليل، وقصد به إلى نفعه به فهو محسن إليه)(16)
والإحسان كما تقدم كلمة جامعة شاملة لكل معاني الخير، فعن أمير المؤمنين (ع): (كل معروف إحسان)(17) كلمة طيبة، أو ابتسامة هادئة، أو معونة كريمة، أو ربتة على الكتف حانية، أو نصيحة شفيقة… لهذا نجد في كثير من أحاديث أهل بيت الإحسان (ع) حثاً على الإحسان إلى كل من يلتقيه الإنسان، يقول أمير المؤمنين (ع):
(وأحسن إلى جميع الناس كما تحب أن يحسن إليك)(18)
(المحسن من عَمَّ الناسَ بالإحسان)(19)
ولم يقصر الإسلام في الإحسان على من أحسن فقط، بل اعتبر الإحسان إلى المسيء أساس في بناء العلاقات الاجتماعية، يقول أمير المؤمنين (ع):
(الإحسان إلى المسيء أحسن الفضل)
(من أحسن إلى من أساء إليه فقد أخذ بجوامع الفضل)(20)

الإحسان إلى النفس:
ما من حسنة يفعلها الإنسان، وعلى مختلف الأصعدة إلا كانت تلك الحسنة لنفسه, يقول تعالى: ((إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم))(21) ، ففي حقيقة الأمر إنَّ المحسن لا يحسن للناس إنَّما يحسن لنفسه، والإسلام بهذا عالج مشكلة التعارض بين المصلحة الخاصة، والمصلحة العامة، فإحسان الإنسان للناس ذخيرة عظيمة يدخرها لنفسه، وإن كان عائدها يعود إلى الناس في الدنيا، ولو كانت أصغر من ذرة ((فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره))(22).
يقول أمير المؤمنين (ع):
(المعروف ذخيرة الأبد)
(الإحسان ذخر، والكريم من حازه)
(عليكم بصنائع المعروف؛ فإنَّها نعم الزاد إلى المعاد)
(نعم زاد المعاد الإحسان إلى العباد)(23)

آثار الإحسان:
للإحسان آثار عظيمة في مسيرة الإنسان في الحياة الدنيا والآخرة, ونشير إلى ذلك بنقاط:
1- الفوز بحب الله تعالى: وهو من أعظم الآثار التي إذا فاز بها الإنسان فاز بالقدح المعلى؛ لأنَّ من أحبه الله تعالى لا يعذبه، يقول عز وجلّ:
((وأحسنوا إن الله يحب المحسنين))(24)
((والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين))(25)
((فاعفُ عنهم واصفح إن الله يحب المحسنين))(26)
((فآتاهم الله ثواب الدنيا وحسن ثواب الآخرة والله يحب المحسنين))(27)
2- الفوز بمعية الله تعالى ورعايته، وعنايته، وتسديده: لقد أكد القرآن الكريم إنَّ الله تعالى مع المحسنين، والمعية هنا تعني الإسناد، والنصر، والتسديد، والتأييد، يقول تعالى:
((والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين))(28)
((إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون))(29)
3- ضمان الأجر وحفظه: إنَّ أجر المحسنين عند الله مضمون محفوظ لا تضيع منه ذرة أبداً. يقول تعالى: ((إن الله لا يضيع أجر المحسنين))(30)
((نصيب برحمتنا من نشاء ولا نضيع أجر المحسنين))(31)
((إنه من يتقِ ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين))(32)
4- نفي السبيل على المحسنين: أي ليس على المحسن مؤاخذة فيما تسبب عن إحسانه أو كما قال الفقهاء: (نفي الضمان في موارد الإحسان)(33)، مثلاً لو أخذ إنسان حيوان غيره لأجل حفظه من التلف والضياع، ولكن اتفق أنَّ البناء الذي حفظ الحيوان فيه سقط عليه، فهنا لا ضمان عليه؛ لأنَّه محسن، أو لو أنَّ الطبيب أخذ المريض؛ ليعالجه ولكن من باب الصدف انقلبت السيارة معه في الطريق، ومات فلا ضمان عليه؛ لأنَّه محسن، واستدل الفقهاء على ذلك بقوله تعالى: ((ما على المحسنين من سبيل والله غفور رحيم))(34)
5- اقتراب الرحمة الإلهية: فعل الإحسان في أي شيء بقصد طاعة الله يقرب الإنسان من رحمته تعالى، فإنَّ رحمته قريبة من المحسنين أعمالهم؛ لأنَّ الجزاء من جنس العمل كما قال الله تعالى: ((هل جزاء الإحسان إلا الإحسان))(35)
فمن أحسن في عبادته نال حسن الثواب، ومن أحسن في الدعاء أعطي خير ما طلبه، أو مثل ما طلبه، وقد طلب الله الإحسان في كل شيء يهدي إليه دين الفطرة, وحرم الإساءة في كل شيء، وجعل جزاءها من جنسها كما قال تعالى: ((ولله ما في السماوات وما في الأرض ليجزي الذي آمنوا بما عملوا ويجزي الذين أحسنوا بالحسنى))(36)
وقال رسول الله (ص): (إنَّ الله عز وجلّ كتب الإحسان على كل شيء، فإذا ذبحتم فأحسنوا الذبح، وإذا قتلتم فأحسنوا القتل، وليحد أحدكم شفرته، وليرح ذبيحته)(37)
6- كسب القلوب: ليس من أمر يجذب القلوب، ويشدها إلى الإنسان كالإحسان، فإنَّها جبلت على حب من أحسن إليها، يقول أمير المؤمنين (ع): (جبلت القلوب على حب من أحسن إليها، وبغض من أساء إليها)(38)
وهذا على حد سواء عند كل ذوي الفطر السليمة، يقول سيد المحسنين علي (ع): (أحسن إلى من شئت وكن أميره)(39) ، فالمحسن للناس يملك قلوبهم وأرواحهم, يقول أمير المؤمنين (ع): (عجبت لمن يشتري العبيد بماله فيعتقهم، فكيف لا يشتري الأحرار بحسن خلقه!)(40)
(بالبر يملك الحر)
(بالإحسان تملك القلوب)
(ما اسْتُعْبِدَ الكرامُ بمثل الإكرام)
(كم من إنسان استعبده إحسان)(41)
7- الإحسان سلاح لدرء الإساءة: من المفاهيم الإسلامية، الرائعة والتي قَلَّ وجودُها في المذاهب الأخرى في مقابلة الإساءة بالإحسان، وهي سلاح أخلاقي عظيم لِقَلْب العداوة حباً كما جاء ذلك في القرآن الكريم: ((ويدرؤون بالحسنة السيئة أولئك لهم عقبى الدار))(42)
((وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفاً من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين))(43)
((وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هوناً وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً))(44)
ومقابلة الإساءة بالإحسان لا تحصل إلا من الذين هذبوا أنفسهم، وربوها على الهدى والحق، وممن تجاوزوا ذواتهم، واستهدفوا تغيير الآخرين؛ لتعبيدهم لله تعالى مما يعرضهم لتحديات ومشاكل كثيرة، ولأجل تجاوزها لا بد من الصبر، والمواصلة، وسعة الصدر، والعفو عما يلاقيه من أذى الناس الذين يدعوهم إلى الله، وقد مرت في حياة الرسول (ص) وأهل بيته (ع) الكثير من ذلك حتى قال (ص): (ما أوذي أحد مثل ما أوذيتُ في الله)(45)
ومن أسمى الأخلاق الإسلامية مقابلة الإساءة بالإحسان , يقول أمير المؤمنين (ع): (عاتب أخاك بالإحسان إليه، وأردد شره بالإنعام عليه)(46)

مكدرات الإحسان:
قد يحسن الإنسان للآخرين، ولكن قد يفسد إحسانه، ويبطله فيما إذا تظاهر به، وأراد أن يكسب الحمد، ويستعلي على الناس به، وأشد ما يفسده (المن بالإحسان) أي إشعار من أحسن إليه بأنَّه متفضل عليه، وهذا عمل مستقبح في كل مجال، وقد نهى القرآن الكريم عن ذلك في آيات عدة: ((ولا تمنن تستكثر))(47)
((يمنون عليك أن أسلموا قل لا تمنوا عليَّ إسلامكم بل الله يمن عليكم أن هداكم للإيمان إن كنتم صادقين))(48)
كما مدح المحسنين بالإنفاق الذين لم يتبعوا إحسانهم بالمن، يقول تعالى: ((الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله ثم لا يتبعون ما أنفقوا منّاً ولا أذًى لهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون))(49)
كما حذر أهل بيت العصمة والإحسان عن ذلك قال أمير المؤمنين (ع):
(المن يفسد الإحسان)
(المن يفسد الصنيعة)
(إياك والمن بالمعروف، فإنَّ الامتنان يكدر الإحسان)
(شر المحسنين الممتن بإحسانه)
(مَنْ مَنَّ بمعروفه أسقط شكره)
(مَنْ مَنَّ بإحسانه كدره)
(يا أهل المعروف والإحسان لا تمنوا بإحسانكم، فإنَّ الإحسان والمعروف يبطله قبح الامتنان)(50)
وأخيراً لا بد أن نذكر أنَّ الإحسان يجب أن يكون بدافع إلهي، أو على الأقل بدافع إنساني، وليس لحب الظهور، وبروز الذات دخل فيه.
فالإحسان بدافع إلهي يعطيه بعداً رسالياً عميقاً، ويبقي ذخراً للإنسان في دار الرحمة والبقاء… وإذا كان بدافع إنساني يمنح الإنسان الذكر الحسن في الناس، وإن كان يحرمه من الثواب الإلهي، ولا بد أن نعلم أنَّ من يحسن بدافع إلهي فإنَّ العامل الإنساني مضمون فيه، وليس العكس.

الهوامش:
(1) سورة يونس: 26 .
(2) الآمدي, تصنيف غرر الحكم ودرر الكلم: 383 ، ح/8721 .
(3) نهج البلاغة: قصار الحكم: 81 .
(4) سورة النحل: 125 .
(5) سورة الإسراء: 53 .
(6) سورة المؤمنون: 96 .
(7) سورة القصص : 77 .
(8) سورة العنكبوت : 46 .
(9) سورة الزمر: 23 .
(10) سورة الزمر: 55 .
(11) سورة فصلت: 33-34 .
(12) المحدث المجلسي، بحار الأنوار: 59/260-261 .
(13) المصدر نفسه: 67/313 .
(14) تصنيف غرر الحكم ودرر الكلم: 382-383 ، ح/ 8687-8706 .
(15) البرقي، المحاسن: 1/255.
(16) الشريف المرتضى، الانتصار: 443 .
(17) تصنيف غرر الحكم ودرر الكلم: 383 ، ح/8718 .
(18) الشيخ الصدوق، من لا يحضره الفقيه : 4/277 .
(19) تصنيف غرر الحكم ودرر الكلم: 388 ، ح/8883 .
(20) المصدر نفسه، ح/ 8873-8880 .
(21) سورة الإسراء: 7 .
(22) سورة الزلزلة: 7 .
(23) تصنيف غرر الحكم ودرر الكلم: 384-385، ح/ 8758-8759-8766-8768 .
(24) سورة البقرة: 195 .
(25) سورة آل عمران: 134 .
(26) سورة المائدة: 13 .
(27) سورة آل عمران: 148 .
(28) سورة العنكبوت: 69 .
(29) سورة النحل: 128 .
(30) سورة التوبة: 120 .
(31) سورة يوسف: 56 .
(32) سورة يوسف: 90 .
(33) السيد البجنوردي، القواعد الفقهية: 4/11 .
(34) سورة التوبة: 91 .
(35) سورة الرحمن: 60 .
(36) سورة النجم: 31 .
(37) ابن عساكر، تاريخ مدينة دمشق: 22/437 .
(38) من لا يحضره الفقيه: 4/273 .
(39) تصنيف غرر الحكم ودرر الكلم: 385 ، ح/8777 .
(40) الشيخ المحمودي، نهج السعادة: 7/224 .
(41) تصنيف غرر الحكم ودرر الكلم: 385، ح/ 8781-8782-8797-8788 .
(42) سورة الرعد: 22 .
(43) سورة هود: 114 .
(44) سورة الفرقان: 63 .
(45) المتقي الهندي، كنز العمال: 3/130، ح/5818 .
(46) نهج البلاغة، الكلمات القصار: 158.
(47) سورة المدثر: 6 .
(48) سورة الحجرات: 17 .
(49) سورة البقرة: 262 .
(50) تصنيف غرر الحكم ودرر الكلم: 389-390، ح/ 8921-8920-8924-8929-8936-8935-8954.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى