مقالات

البر والإحسان من صفات الانبياء عليهم السلام

قال تعالى : {وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلّاً هَدَيْنَا وَنُوحاً هَدَيْنَا مِنْ قَبْلُ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُدَ وَسُلَيَمانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى‏ وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِى الُمحْسِنِينَ} (الأنعام/ 84).

من صفاتهم البارزة الاخرى هي الإحسان للصديق والعدو معاً، فلقد كانوا في الحقيقة مظهراً لصفات «الرحمن» و «الرحيم» والفضل والإحسان للجميع.

ولذا فقد نسب القرآن هذه الصفة إلى‏ الكثير من الأنبياء عليهم السلام ومن جملة ذلك ما جاء في الآية من آيات بحثنا بعد الإشارة إلى‏ «إسحاق» و«يعقوب» ولدي إبراهيم البارّين اللذين وهبهما اللَّه تعالى له في آخر عمره، وكذلك «نوح» و «داود» و «سليمان» و «أيّوب» و «يوسف» و «موسى» و«هارون» (عشيرة من الأنبياء العظام) من بينهم ثلاثة من اولي العزم يقول تعالى : «وكذلك نجزي المحسنين» أي أنّ إحدى الصفات البارزة التي كانت لديهم هي صفة «الإحسان».

كما ورد نفس هذا المعنى أيضاً على انفراد في آيات متعدّدة من جملتها : {سَلَامٌ عَلَى نُوحٍ فِى الْعَالَمِينَ* إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِى الُمحْسِنِينَ} (الصافات/ 79- 80).

و{سَلَامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ* كَذَلِكَ نَجْزِى الُمحْسِنِينَ} (الصافات/ 109- 110).

و{سَلَامٌ عَلَى مُوسَى وَهَارُونَ* إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِى الُمحْسِنِينَ} (الصافات/ 120- 121).

وأخيراً : {سَلَامٌ عَلَى إِل يَاسِينَ* إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِى الُمحْسِنِينَ} (الصافات/ 130- 131).

وهذا التكرار في التأكيد هو خير شاهد على ما تقدّم أعلاه من ماهية المراد من البرّ و «الإحسان» الذي جاء في الكثير من الآيات، وللمفسّرين عبارات شتّى فالبعض منهم كالمرحوم الطبرسي قد فسّر «الإحسان» في الكثير من الموارد في «مجمع البيان» بمعنى‏ طاعة المولى جلّت قدرته بل قد صرّح أنّه لو حصل هذا المعنى أي مقام العبودية والطاعة للآخرين لشملتهم مثل هذه العنايات الخاصّة أيضاً!.

لكنّ البعض الآخر كصاحب تفسير «روح البيان» قد فسّر ذيل الآية الثمانين من سورة الصافات بمعنى الصبر والتحمّل أمام أذى العدو واعتدائه.

كما يحتمل أيضاً أنّ كلّ واحد من الأنبياء عليهم السلام قد برز في أحد فروع البرّ والإحسان نظراً إلى‏ أنّ كلّ الطاعات والأعمال الحسنة تندرج تحت عنوان «الإحسان»، الصبر والتحمّل، الطاعة والعبودية، العفو والمغفرة، وأمثالها.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى