مقالات

التنزية والاصطفاء للانبياء

التنزية والاصطفاء للانبياء

اقرأ في هذا المقال
  • کیف یجمع بین آیة {لا ینال عهدی الظالمین}
  • فإنّ دعاء النبي إبراهيم على نبينا وآله وعليه السلام بأن يكون هو

کیف یجمع بین آیة {لا ینال عهدی الظالمین} وآیة {رب إنّی ظلمت نفسی} أو {إنّی کنت من الظالمین} أو {ربنا ظلمنا أنفسنا}؟

الجواب: قد نعت تعالى النبي آدم على نبينا وآله وعليه السلام والنبي موسى والنبي يونس على نبينا وآله وعليهما السلام بالاصطفاء والاجتباء والاختيار الإلهي.

فقال تعالى عن آدم على نبينا وآله وعليه السلام: {إِنَّ اللهَ اصْطَفَىٰ آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ * ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}.[آل عمران:٣٣-٣٤]

وقال تعالى: {فَتَلَقَّىٰ آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ}.[البقرة:٣٧]

وقال تعالى: {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُوا لآدَمَ فَسَجَدُوا إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَىٰ وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ}.[البقرة:٣٤]

وقال تعالى عن موسى على نبينا وآله وعليه السلام: {قَالَ يَا مُوسَىٰ إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالاَتِي وَبِكَلاَمِي فَخُذْ مَا آتَيْتُكَ وَكُنْ مِنَ الشاكرين}.[الأعراف:١٤٤]

وقال تعالى: {أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ يَأْخُذْهُ عَدُوٌّ لِي وَعَدُوٌّ لَهُ وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَىٰ عَيْنِي}.[طه٣٩]

وقال تعالى عن يونس على نبينا وآله وعليه السلام: {فَاجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَجَعَلَهُ مِنَ الصَّالِحِينَ}.[القلم:٥٠]

وقال تعالى: {وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَىٰ مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ}.[الصافات:١٤٧]

فمع كل هذا يتبين أنّ المراد من الظلم هو ترك الأولى في الأوامر الإرشادية، لا الظلم في المعصية في الأوامر المولوية، ومما يبين أنّ درجات الكمال الاصطفائي لكل درجة منها طاعة ومعصية وإن كان الأمر بها إرشادياً لا مولوياً ما ورد في شأن النبي إبراهيم على نبينا وآله وعليه السلام من قوله تعالى: {رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ}.[البقرة:١٢٨]

فإنّ دعاء النبي إبراهيم على نبينا وآله وعليه السلام بأن يكون هو وابنه مسلمين كان بعد نبوته وخُلته ورسالته وإمامته الإلهية الاصطفائية العامة، فلابد أنْ يكون طمعه بدرجة من الإسلام والتسليم الاصطفائي العالي فوق ما قد حصل له من قبل كذلك قوله تعالى في شأنه أيضاً.

وقال تعالى: {رَبِّ هَبْ لِي حُكْمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ}.[الشعراء:٨٣]

فيدعو أن يلحقه الله تعالى بالصالحين، وهذا الصلاح الاصطفائي الذي يطلبه لابد أنْ يكون للمرتبة العالية لا الاصطفاء العام الذي قد حصل له، فإذا كانت كل درجات الكمال له درجة من الإسلام والتسليم و درجة من الصلاح فيبين أنّ الإسلام والتسليم والصلاح الاصطفائي له درجات متفاوتة وأنّ له تحققاً بالمجاهدة والمكابدة وقد يتعثر أو يتباطئ، فالظلم والغواية بهذا اللحاظ للكمالات اللامتناهية تصاعدياً الإرشادية، لا التخلف عن الطاعة المولوية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى