أدب وشعر

حرم القداسة

وأتيتُ أجهلُ، من أكونُ؟ ومن أنا؟ لا وجهَ لي ففَمي أضاعَ الألسُنا

ودنوتُ ألتمسُ الحسينَ وغُربتي *** أبـديّـةٌ، فـتـسـاقـطـتْ لـمّا دنا

هـذي يـداكَ نـوافـذٌ مـفـتـوحـةٌ *** فـدخلتُ في حَرمِ القداسةِ مُؤمِنا

وسكبْتُ رُوحي في مدارِكَ خائفاً * أن يستريحَ الجُرحُ أو أن يَسْكُنا

هذي الخيامُ نداءُ زينبَ لم يزلْ *** عـبّـاسُـهـا عـند الضفافِ مُؤذِّنا

وحسينُ غيبُ الماءِ أسرجَ قلبَهُ *** مـوجـاً ربـيعيَّ الهدوءِ وَسوسَنا

أتنفّسُ الوجعَ الـكـثـيـرَ فـكـربـلا *** نـهرٌ من الترتيلِ موطنُهُ السَّنا

وأتيتُ خيمتَكَ القريبةَ من دَمي رأسي على رمحِ انتظارِكَ ما انحنى

لكنَّنِي والماءَ لم نَنْبتْ سوى ** عطشٍ على بابِ اخضرارِك مُذعِنا

ووقفتُ لا سـحـبٌ تـبـلّـلُ دمعتي *** ثـم انـحنـيـتُ فـلا مسافةَ بيننا

لأهشَّ ذَنبي فالمآربُ غربةٌ *** مـا أصـطـلـي؟ والـليلُ فيَّ تـفرْعَنا

ومددْتُ عيْناً لا ضفافَ لنهرِها *** خجْلَى وتبحثُ، من يَراها أعْيُنا

هَبْها ارتـعـاشـةَ دمعةٍ مصلوبةٍ *** تـتـنـفّـسُ الليلَ الطويلَ المُحزِنا

يا كربلاءُ متاعُ عُذري شاحبٌ ** حـرفٌ قليلُ الماءِ لم يصلِ المُنى

ومُناهُ أنْ يخضَرَّ جُرحاً أسمراً ** أن يـشربَ المعنى لرملِكَ مَوطنا

فاقبلْ أبا الأحرارِ حرفاً ظامئاً *** لـيـسـيحَ في معنى خلودِكَ مُوقِنا

امسحْ على لُغتي فَلوْنُ صباحِها *** بـسـهـامِ قـلـبـكَ ما يـزالُ مُكفَّنا

فمواسِمي ليلٌ وفانوسِي هوىً *** غـادرتُـهـا وأتيتُ شمـسَكَ مَسْكنا

فاقبلْ خطاً جاءتْ إليكَ غريبةً *** وقفتْ أمامكَ تستغيثُ من الوَنى

لا قمحَ لي إلا عطاؤُك سيَّدي *** دعْـنـي أطـوفُـكَ عـاشقاً قدْ أَعْلنا

أحمد الخيال 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى