أدب وشعر

خيمة توقد محنة الماء

إلى الإمام الحسين (ع) وأهل بيته وأصحابه الشهداء

واجهـــــــــتُ نفسي بـينكم مبتلى   ***   أرعى لكم في الغيمِ مستقبلا

ماكنتُ عــــوداً في مـهبِّ الـردى   ***   شاهدتُ فيكم موطناً أرملا

في صخرةِ التغيــــــــــيرِ ذرِّيتي   ***   تجري, وفيضُ الظالمينَ اصطلى

أخفيتُ أنفاسَ اللظى في الحصى   ***   حين اتّخذْتُ الصبرَ لي مغزلا

ما كانَ سوطي خائفاً جـــــــلدهم   ***   بلْ كنتُ أنمو في دمي كربلا

أطفالُها يُلقونَ في حيـــــــــــرتي   ***   جمرُ العراقيينَ لو أمِّلا

ساحتْ بجرحِ الشمسِ أيامـــــهمْ   ***   يا يُتمهمْ في الأرضِ كم أثقلا

يا ليلُ هلَّ العيـــــــــدُ في قوسِهِ   ***   ما أكرم المضنوكِ لو هللا

لنْ يعدلَ الموقوفُ في وهمهِ   ***   من حائرٍ يختارُ لا أمْ بلى

يا قيدَ زينِ العابدين استرحْ   ***   عطّشتَ من عصيانِكَ السنبلا

يا ضيّعة النوقِ التي أجدبتْ   ***   ما كان حاديها إذنْ مُرسلا

يا محنةَ الماءِ الذي ما جرى   ***   لمّا على الماءِ الظميءُ اعتلى

لمّا على المكسورِ من وجهِهم   ***   ندّى حسينُ اللهِ ما أخجلا

فاقتْ حروفُ اللهِ أقفالها   ***   منْ أجَّ في المذبوحِ ما أقفلا ؟

منْ شقَّ ياءَ الليلِ في حزنِهمْ   ***   لمّا على يقظانِهم أسدلا ؟

فزّتْ من استيقاظِها وردةٌ   ***   مَنْ حزَّ ظلا طالما ظلّلا ؟

أحتاجُ أنْ يستلّني والدي   ***   من دمعتي، كي لا يرى جدولا

أحتاجُ خيّالاً على غربتي   ***   مسكينة تلقى أبا مقبلا

أُمّي عرين الطفّ ما خيّبتْ   ***   كفّاً على الأيتامِ أنْ تُبذلا

يا كفّ يومِ اللهِ يا طفّها   ***   القطعُ أحيا كلّنا الأعزلا

يا أجملَ الأحياءِ في موتِهمْ   ***   القاسمُ المظلومُ كي نعدلا

يا غيرَ ناسٍ خيمة عفْتها   ***   مُذْ لمْ تودّعْ نخلةٌ أجملا

للآنَ عندَ البابِ قلبٌ لها   ***   في كلِّ نبضٍ مات أنْ يسألا

يا من تراه الذكرياتُ التي   ***   في لوعةِ التكرارِ مسترْسِلا

أمطرْ فأن الروحَ مشتاقةٌ   ***   مِنْ موتِكَ العملاقِ أنْ تنزلا

وهاب شريف

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى