مقالات

دولةٌ عظيمة

إن من مضامين الاستعدادات لاستقبال دولةٍ عظيمةٍ, خاصةً إذا كانت تؤدي إلى خلاص البشرية أن يكون موازيا للتحديات الموجودة على الأرض من حيث القدرة والتجهيز العسكري,

يقول سبحانه (وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ) لتكون دولةً رادعةً لكل التحديات والأطماع التي تحيط بها, فكيف إذا كانت دولة يعزُّ بها الله الإسلام وأهله كما جاء في دعاء الافتتاح (اللهم إنا نرغب إليك في دولة كريمة تعزُّ بها الإسلام وأهله وتذل بها النفاق وأهله وتجعلنا فيها من الدعاة إلى طاعتك والقادة إلى سبيلك وترزقنا بها كرامة الدنيا والآخرة) ولو تأملنا جيداً لوجدنا أن هذه الدولة التي يصفها الله بالكريمة,

والكرم صفة من صفاته الجميلة وكل صفاته جميلة, وهذه الدولة التي يعطي الله فيها كل ذي حقٍ حقه, ويكرم بها كل من حَظيَ بيومٍ منها, وهي أُمنية جاءت في دعاء الندبة على صاحبه آلاف الصلوات (هل يتصل يومنا منك بغده فنحظى). دولة فيها يباد أعداء الله وتخرج ما في بطنها من خير للناس, ويحل الأمان المنشود وترعى بها الشاة إلى جنب السباع, هذا التحول العجيب والاستقبال المذهل لتلك الدولة الموعودة تحتاج إلى تمهيد, ومن مضامين التمهيد أن يكون لها جيشٌ مُهيأٌ لتلك الدولة والتي ينبغي الحفاظ عليها, فهذه سنن الله جرت في عباده, والجيش لمثل هذه الدولة الإلهية يجب أن يكون مرتبطاً به سبحانه ويكون مؤمناً بشرعته ومتبعاً لأوليائه, لكي يظفر بالنصر في الدنيا والآخرة, وهل يوجد أولى من هذا الوصف غير الحشد الشعبي المقدس, هذا الجيش الذي لبى نداء الله عبر وليه ونائب حجته على الخلق, فكان النصر هو النتيجة العظيمة التي لا يملكها العدو مهما تعاظمت قدرته العسكرية والمادية لأنه غير متصل بالله ونصرته, ومصيره الهزيمة والخذلان, لأنه جيش الباطل, والباطل نعته الله في كتابه بقوله (بلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ) هذه خاتمة الباطل ومصيره المحتوم الذي يذوقه في الدنيا والآخرة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى