مقالات

رؤيا الإمام بالمنام وكلامه عجل الله تعالى فرجه الشريف

في ليلة مباركة مضيئة، أزهرتْ بلا نجم، وأضاءت بلا قمر، وفيما يرى النائم تشرّفت بلقاء مولاي صاحب العصر والزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف، وقلت له ما معناه: ما أصنع كي أتقرّب؟

فأجابني عجل الله تعالى فرجه الشريف ما معناه: “اجعل عملك عمل إمام زمانك”.

فأدركت آنذاك أنّه إذا أردت أن تعمل عملاً، فانظر: هل كان إمامك عليه السلام يعمله؟ فاعمله، وإلّا فدعه.

ثمّ قلت له ما لفظه: هذا هو الأمل، فبماذا أوفّق لذلك؟
فقال عجل الله تعالى فرجه الشريف ما نصّه: “الإخلاص في العمل”.

فانتبهت بعد ذلك من النوم محاوراً هذا الكلام الموجز لفظاً الواسع معنى، فأشبعته درساً وتحليلاً، لأجد على ضوء الاستدلال العقليّ والاستنتاج الفكريّ، أنّه يجب على الموالي لأهل بيت العصمة والطهارة عليهم السلام أن يكون في عمله تابعاً لإمامه عجل الله تعالى فرجه الشريف عارفاً مستيقناً أنّ عمله هو امتداد لعمل آبائه عليهم السلام الّذين أذهب الله عنهم الرجس، وطهّرهم تطهيراً.

كيف لا، وهم آخذون من مدينة علم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ووحيه الّذي ما ينطق عن الهوى وهم زقّوا من نمير علمه، وهم ورّاثه وأوصياؤه في الأرض من بعده واحداً بعد واحد، وأمناؤه على عباده؟.

ولا مِراء في أنّ هذه هي حقيقة التشيّع ظاهراً وباطناً. وعلى ضوء هذا فإنّ الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم هو الّذي أسّس أساس هذا التشيّع بقوله صلى الله عليه وآله وسلم: “إنّي تارك فيكم الثقلين: كتاب الله وعترتي أهل بيتي، ما إن تمسّكتم بهما لن تضلوّا بعدي أبداً”3.

وفي الجواب الثاني إشارة إلى قوله تعالى: ﴿قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصًا لَّهُ دِينِي4. ﴿فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا5.

فهل الوظيفة إلّا التوسّل بأفضل ما يتوسّل به المتوسّلون والتمسّك بحبل الله المتين، وعترة الرسول عليهم السلام ثاني الثقلين!؟ مؤطّرين ذلك بأفضل الأعمال انتظار الفرج كما قال تعالى:﴿فَانْتَظِرُواْ إِنِّي مَعَكُم مِّنَ الْمُنتَظِرِينَ6. متعوّذين من “الفتنة” في قوله تعالى: ﴿وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصَّةً7.

وآخر دعوانا أن الحمد للهِ ربّ العالمين، وصلّى الله على محمّد وآله الطاهرين، ولعنة الله على أعدائهم أجمعين.

السيّد محمّد باقر بن المرتضى الموحّد الأبطحي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى