أدب وشعر

رتبة الحزن العميق

وعاد زين العابدين (عليه السلام) إلى مدينة جده (صلى الله عليه وآله) بقافلة الدموع

للحزنِ في الـعـشّاقِ رتبة *** بالدمعِ كم يسقونَ عُشبَه

مـنـهـم لـمـنـتَـظِـرٌ ومـنـهـم قـد قـضـى فـي اللهِ نـحـبَـه

تـزهـو بـهـم صُـحُـفُ الـجـلالـةِ أنـقـيـاءَ بـدونِ رَيـبَـة

وصــحــيـفَـةُ الـسـجّـادِ مُـتـرَعـةٌ نـدىً لـلآنَ خـصـبَـة

فــي ظـــلّ مُــعـتَــرَكِ الـحـيـاةِ يـقـودُ نـحـو اللهِ ركـبَـه

فــأضــاءَ لــلـطـيـنِ الـبـريءِ بـخـطـوهِ لـلـفـجـرِ دربَـه

وأنــاخَ عــنــد الــذارفـيـنَ قـلـوبَـهـم فـي الـفـقـدِ قـلـبَـه

إذ راحَ يـسـكـبُ فـي بـطـونِ الـقـمـحـةِ الـبـيـضاءَ حُبَّه

والليلُ والكيسُ المعتّقُ واضحانِ وشاهدانِ على المحبّة

صُـوَرُ الـطـفـوفِ تـجـولُ فـي عينيهِ والأحداثُ صعبَة

قَتَلوا الـحـسـيـنَ وأهلَهُ *** أصـحـابَـهُ يـا خـيرَ صُحبَة

حرَقوا الخيامَ وأبـلـغـوا الـشـيـطـانَ في الأطهارِ رغبة

ومـضـى بـهـم قــيـدٌ ومـا هـانـوا وعـادَ الـشـرُّ خـيـبَـة

فـبـزيـنـبٍ وبـهِ عَـلِـيٌّ كـوكـبـانِ فـلم تغطِّ الحقّ غُربة

اللهُ يـرعـى فـي الــجــوارِ بــظــلّـهِ الــمـأنـوسِ قـربَـه

ويـراقـبُ الـدمـعَ الذي *** أفـتَـت ذئـابُ الـلـيلِ شطبَه

فقَضى دعاءً في دعاءٍ *** وارتـدى فـي الـنـورِ ثـوبَه

وتـراثُهُ الأبـهـى يُـكـشّـفُ فـي سـلـوكِ الـسـيـرِ عَـيـبَـه

مــاءٌ يُـرتّــلُ فــي الـوجـودِ مـشـاربـاً مَـن رامَ شُـربَـه

يـســقــي أزاهــيــرَ الـحـيـاةِ بـأنـفـسٍ فـي ذاتِ هَـيـبَـة

علي نجم

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى