مقالات

صدق الحديث‏ من خصال الانبياء عليهم السلام

قال تعالى : {وَاذْكُرْ فِى الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقاً نَبِيّاً} (مريم/ 41).

إن أوّل خصلة لكلّ نبي قبل كل شي‏ء هي صدق الحديث، وذلك لأنّه يخبر عن اللَّه تعالى، فمع عدم الإطمئنان بصدقه لا يمكن الإعتماد على كلامه، ولذا فقد أكّد القرآن على هذه المسألة عدّة مرّات، من جملتها أوّل آية من آيات بحثنا إذ يقول تعالى : {وَاذْكُرْ فِى الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقاً نَبِيّاً}، كما أنّ نفس هذا الوصف قد ورد بحقّ إدريس في سورة مريم، الآية 56 و يوسف في سورة يوسف الآية 46.

والملفت للنظر أنّ وصفه ب «الصدق» قد سبق وصفه ب «النبوّة» في هذه الآية، وهذا يبيّن أنّ أصل النبوّة إنّما يرتكز على الصدق، خصوصاً إنّ «صدّيقاً» هي صيغة مبالغة للصدق‏ «1»، وتعني كثير الصدق أو الذي لا يكذب أبداً والذي يوافق قوله عمله، وبناءً على هذا فالأرضية المناسبة لتقبّل النبوّة المتوفّرة لدى جميع حملة الوحي الإلهي هي «الصدق المطلق» ليتمّ من خلاله إيصال أمر اللَّه تعالى إلى‏ عباده بدون أيّة نقيصة.

طبعاً يمكن للناس اكتشاف هذه الخصلة في النبي الأكرم صلى الله عليه و آله من خلال تتبّع حياته السابقة كما هو الحال تماماً في أهالي مصر عندما عرّفوا يوسف ب «الصدّيق» وخاطبوه ب {يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ} (يوسف/ 46).

________________________
(1) يقول الزمخشري : الصدّيق من صيغ المبالغة وتعني الغاية في الصدق والتصديق بالآيات الإلهيّة (تفسير الكشّاف‏ ج 3، ص 18).

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى