مقالات

قصيدة جوهرة القدس في مدح الزهراء عليها السلام

جوهرة القدس من الكنز الخفي *** بدت فأبدت عاليات الأحرف
وقد تجلى في سماء العظمة *** في عالم الأسماء أسمى كلمة
بل هي أُمّ الكلمات المحكمة *** في غيب ذاتها، فكانت مبهمة
أم أئمة العقول الغرّ، بل *** (أم أبيها) وهو علّة العلل
روح النبي في عظيم المنزلة *** وفي الكفاء كفء من لا كفء له
تمثلّت رقيقة الوجود *** لطفة جلَّت عن الشهود
تطوّرت في أفضل الأطوار *** نتيجة الأدوار والأكوار
تصوّرت حقيقة الكمال *** بصورة بديعة الجمال
فإنها الحوراء في النزول *** وفي الصعود محور العقول
يمثّل الوجوب في الإمكان *** عيانها بأحسن العيان
فإنّها قطب رحى الوجود *** في قوسي النزول والصعود
وليس في محيط تلك الدائرة *** مدارها الأعظم إلاَّ (الطاهرة)
مصونة عن كل رسم وسمة *** مرموزة في الصحف المطهّرة
(صدّيقة) لا مثلها صدّيقة *** تفرغ بالصدق عن الحقيقة
بدا بذلك الوجود الزاهر *** سرّ ظهوره الحقّ في المظاهر
هي (البتول) الطهر و(العذراء) *** كمريم الطهر، ولا سواء
فإنَّها سيدة النساء *** ومريم الكبرى بلا خفاء
بُشراك يا أبا (العقول العشرة) *** بالبضعة الطاهرة المطهرة
مهجة قلب عالَم الإمكان *** وبهجة الفردوس في الجنان
غُرّتها الغرّاء مصباح الهدى *** يُعرف حسن المنتهى بالمبتدأ
وفي محيّاها بعين الأولياء *** عينان من ماء الحياة والحياء
بل وجهها الكريم وجه الباري*** وقبلة العارف بالاسرار
بُشراك يا خلاصة الإيجاد *** بصفوة الأنجاد والأمجاد
أم الكتاب وابنة التنزيل *** ربّة بيت العلم بالتأويل
بحر الندى ومجمع البحرين *** قلب الهدى ومهجة الكونين
واحدة النبي أوّل العدد *** ثانية الوصي نسخة الأحد
مركز الخمسة من أهل العبا *** ومحور السبع علوّاً وإبا
لك الهنا يا سيّد البرية *** بأعظم المواهب السّنيّة
أتاك طاووس رياض الأنس *** بنفحة من نفحات القدس
من جُنّة الأسماء والصفاء *** جلّت عن المديح والثناء
فارتاحت الأرواح من شميمها *** واهتزت النفوس من نسيمها
بها انتشى في الكون كل صاح *** وطابت الأشباح بالأرواح
تحيى بها الأرض ومَن عليها *** ومرجع الأمر غداً إليها
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى