مقالات

ما هي اصول الدين الاسلامي ، و ما هو تعريفها ؟

اقرأ في هذا المقال
  • إن الأسس التحتية لفكر الإنسان و سلوكه العقائدي و الفكري تسمى بأصول الدين
  • فما يرتبط من تعاليم و إرشادات بتوجيه الجانب النظري للإنسان ـ أي المعرفة و العقيدة ـ تسمى بأصول الدين

إن الأسس التحتية لفكر الإنسان و سلوكه العقائدي و الفكري تسمى بأصول الدين ، و يراد بها الأمور التي ترتبط بعقيدة الإنسان و سلوكه الفكري و التي تبتني عليها فروع الدين التي ترتبط بأفعال الإنسان أي سلوكه العملي .

فما يرتبط من تعاليم و إرشادات بتوجيه الجانب النظري للإنسان ـ أي المعرفة و العقيدة ـ تسمى بأصول الدين ، و ما شرعت لتوجيه سلوك الإنسان العملي سميت بفروع الدين ، فالدين معرفة و عمل ، معرفة بأصول الدين ، و عمل بفروع الدين .

ثم إن المشهور بين علماء الكلام من الشيعة الإمامية الاثنا عشرية ، هو أن أصول الدين خمسة ، يجب أن يكون الاعتقاد بها عن طريق الدليل و البرهان ، و هي كالتالي :

الأول : التوحيد
و هو يشمل جميع أقسام التوحيد ، فالمقصود منه توحيد الله سبحانه و تعالى في ذاته بنفي المِثل و الشريك له ، و انه سبحانه بسيط لا جزء له ، كما يجب توحيده في صفاته ، أي الاعتقاد بأن صفاته كالعلم و القدرة و الإرادة و الحياة كلها عين ذاته المقدسة سبحانه و تعالى ، كما و يجب توحيده في الخالقية و الطاعة و العبودية و الحاكمية و الربوبية .

الثاني : العدل
و هو : ” عدم فعل القبيح و عدم الإخلال بالواجب ، و عدم التكليف بما لا مصلحة فيه ” أي الاعتقاد بأن الله تعالى عادل غير ظالم لا يجور في حكمه و قضائه ، فهو سبحانه و تعالى منزّه عن فعل القبيح و الإخلال بالواجب ، و التكليف بما لا مصلحة فيه .
و يعتبر هذا الأصل في علم الكلام من الفوارق بين المعتزلة و الإمامية القائلين بالتحسين و التقبيح العقليين ، و بين الأشاعرة القائلين بالتحسين و التقبيح الشرعيين ، و لأهمية هذا الأصل و كونه من الفوارق فقد أفردت له الشيعة الإمامية مجالاً خاصاً و جعلته أصلا مستقلا رغم كونه من موضوعات الألوهية و يندرج تحت عنوان الصفات الثبوتية ، و لذا فقد سمي القائلين به بالعدلية .

الثالث : النبوة
و هي الإنباء و الإخبار من حيث اللغة ، إلا أنها قيّدت شرعا بالإخبار و الإنباء عن الله تعالى ، على أن يكون المخبر أو المنبئ إنسانا ، و يسمى الإنسان المخبر أو المبلغ عن الله تعالى بـ ” النبي ” ، و النبي هو الإنسان المخبر عن الله تعالى بغير واسطة بشر .
و النبوة سفارة إلهية و خلافة ربانية يجعلها الله تعالى لمن ينتخبه و يختاره من عباده الصالحين و أوليائه الكاملين في إنسانيتهم ، فيرسلهم إلى سائر الناس لغاية إرشادهم إلى ما فيه منافعهم في الدنيا و الآخرة .
هذا و إن الله تعالى رحمة منه بعباده و لطفا بهم فقد أرسل إليهم الأنبياء و الرسل كي يرشدوا الناس إلى ما فيه خيرهم و صلاحهم ، فلولا إرسال الرسل و بعث الأنبياء ( عليهم السَّلام ) لما اهتدى الناس إلى أوليات الحياة لقصورهم و عدم إطلاعهم على جميع الحقائق و الأسرار مما يحيط بهم و بخاصة بما يرتبط بالإنسان نفسه في جميع مجالات حياته .

كيف يعرف النبي ؟
ثم إن النبوة تعرف بأمور ثلاثة :
1. أن لا يُقرر النبي ما يخالف العقل ، كالقول بأن الباري سبحانه أكثر من واحد .
2. أن تكون دعوة النبي إلى طاعة الله و الاحتراز عن معصيته .
3. أن تكون للنبي معجزة يُظهرها عقيب دعواه ، و يقيمها دليلاً على نبوته و ارتباطه بالله ، و يتحدى بها الناس .

الرابع : الإمامة
و هي خلافة عن النبوة ، قائمة مقامها في المهام و الصلاحيات إلا في تلقي الوحي الإلهي بلا واسطة .
و الامامة كانت بعد كل نبي و بالذات بعد النبي المصطفى محمد بن عبد الله ( صلَّى الله عليه و آله ) لكونها لطفاً من الله تعالى ، إذ لا بُدَّ و إن يكون في كل عصر إمام هادٍ يخلُف النبي في وظائفه من هداية البشر و إرشادهم إلى ما فيه الصلاح و الفلاح و السعادة في الدنيا و الآخرة ، فالإمامة استمرار للنبوة في المهام .
ثم إن الإمامة لا تكون إلا بالنص من الله تعالى على لسان النبي أو لسان الإمام الذي قبله ، و ليست هي بالاختيار و الانتخاب من قبل الناس .
هذا و إن الأئمة بعد النبي محمد ( صلَّى الله عليه و آله ) هم إثنا عشر إماما نصَّ عليهم النبي ( صلَّى الله عليه و آله ) و ذكرهم جميعا بأسمائهم بصورة كاملة .

الخامس : المعاد
هو البعث يوم القيامة ، و يعني حشر الناس روحاً و جسداً و إعادتهم بعد الموت و في يوم موعود ، و ذلك لمحاسبتهم على ما فعلوه ليثيب المطيعين و يعذب العاصيين ، و هذا مما اتفقت عليه الشرائع السماوية و أخبر به الرسول الأمين محمد ( صلَّى الله عليه و آله ) و لا محيص للمسلم من الإيمان به كأصل من أصول الدين ، و كعقيدة أخبر بها القرآن الكريم من بعث و ثواب و عقاب و جنة و نعيم و نار و جحيم .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى