أدب وشعر

مدينة الغد .. للشاعر الكبير عبدالله البردوني

قصيدة حول مدينة الإمام المهدي ع والعدل الذي سيبثه في الأرض

من دهور ..  وأنت سحر العبارهْ           وانتظار المنى وحلم الإشارهْ

كنت بنت الغيوب داهرا فنمّت عن تجليّك حشرجات الحضارهْ

وتداعي عصر يموت ليحيا     أو ليفنى ، ولا يحس انتحارهْ

جانحاه في منتهى كل نجم      وهواه ، في كل سوق : تجارهْ

باع فيه تألّه الأرض دعواه     وباعت فيه الصلاة الطهارهْ

أو ما تلمحينه كيف يعدو        يطحن الريح والشظايا المثارهْ

نمّ عن فجرك الحنون ضجيج    ذاهل يلتظي ويمتصّ نارهْ

عالم كالدّجاج ، يعلو ويهوي    يلقط الحب ، من بطون القذارهْ

ضيّع القلب ، واستحال جذوعا وترتدي آدمية … مستعارهْ

***

كل شيء وشى بميلادك الموعود          واشتمّ دفئه واخضرارهْ

بشّرت قرية بلقياك أخرى       وحكت عنك نجمة لمنارهْ

وهذت باسمك الرؤى فتنادت   صيحات الديوك من كل قارهْ

المدى يستحمّ في وعد عينيك   وينسى في شاطئيه انتظارهْ

وجباه الذّرى مرايا تجلّت       من ثريّات مقلتيك شرارهْ

***

ذات يوم ، ستشرقين بلا وعد تعيدين للهشيم النّضارهْ

تزرعين الحنان في كل واد     وطريق ، في كل سوق وحارهْ

في مدى كل شرفة ، في تمنّي  كلّ جار ، وفي هوى كل جارهْ

في الروابي حتى يعي كلّ تلّ  ضجر الكهف واصطبار المغارهْ

سوف تأتين كالنبؤات ، كالأمطار          كالصيّف ، كانثيال الغضارهْ

تملئين الوجود عدلا رخيّا       بعد جور مدجّج بالحقارهْ

تحشدين الصفاء في كل لمس   وعلى كل نظرة ، وافترارهْ

وتعفّ الذئاب فيه ، وينسى     جبروت السلاح ، فيه المهارهْ

العشايا فيه ، عيون كسالى      واعدات ، والشمس أشهى حرارهْ

لخطاه عبير ((نيسان)) أو أشذى           لتحديقه ، أجدّ إنارهْ

ولألحانه ، شفاه صبايا           وعيون ، تخضّر فيها الإثارهْ

أي دنيا ستبدعين جناها         وصباها فوق احتمال العبارهْ ؟!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى