معاني لفظ الوحي في القرآن
لا يخفى أن لفظ الوحي في الآيات القرآنية – بمادته وصيغته – قد أطلق على معاني راجعة الى جذره اللغوي .
وهي :
1. تركيز غريزي ، كما في قوله تعالى : { وأوحى ربك الى النحل أنِ أتخذي من الجبال بُيُوتاً ومن الشجرِ ومما يعرشونَ } [النحل : 68] .
2. إلهام نفسي وشعور باطني ، كما في قوله : { وأوحينا الى أمِ مُوسى أن أرضِعِيهِ} [ القصص : 7] .
3. إلقاء المفهوم الى نبي بواسطة ملك أو بغير واسطة . وعُبّر عنه بالوحي الرسالي ، كالوحي المنزل على نبينا محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) بواسطة جبرئيل (عليه السلام) .
4. التفهيم برمز وإشارة ، كما في قوله : { فخرج على قومه من المحراب فأوحى إليهم … } [مريم : 11] .
ولكن هذه المعاني لا تغاير معنى الوحي اللغوي ، بل يرجع كلها إليه ، بل هي من أقسامه ومصاديقه .
وذلك لما عرفت على ضوء ما بيناه أن جميع هذه المعاني في الحقيقة من مصاديق مفهوم لفظ الوحي ، وهو بعث وتفهيم باخفاءٍ ورمز ، وإن شئت فقل : إنه شعور مرموز .
وعليه فما يظهر من بعض المحققين (1) من استعمال لفظ الوحي وصيغته في القرآن الكريم في معاني – غير معناه اللغوي – غير صحيح .
_____________________
1. تلخيص التمهيد / للشيخ محمد هادي المعرفة : ج1 ، ص 13-16 .