أخلاق ودعاء

نبذة مختصرة عن الجهاد

الجهاد:
هو مصطلح إسلامي مأخوذ من بذل الجهد، وهو على ثلاثة أنواع: جهاد النفس وجهاد الشيطان وجهاد العدو، والنوع الأخير هو المبحوث عنه في الفقه الإسلامي ويُقسم إلى قسمين: الجهاد الإبتدائي، والجهاد الدفاعي.
يُعتبر الجهاد من فروع الدين ووجوبه ثابت بالضرورة الدينية عند جميع المسلمين، وقد ذكر القرآن الكريم والسنة الشريفةوجوب الجهاد، وفضله، وآثار تركه على الفرد والمجتمع الإسلامي، بالإضافة إلى بيان فضل المجاهدين في الدنيا والآخرة.
ذكر الفقهاء مجموعة من الأحكام الشرعية المتعلقة بالجهاد بكلا قسيمه: الإبتدائي والدفاعي، ومنها: استمرار وجوب الجهاد، ووجوب الاستئذان في الجهاد الإبتدائي دون الدفاعي، وغيرهما من الأحكام

تعريف الجهاد:

الجهاد مصدر جاهدت العدو إذا قابلته في تحمل الجهد أو بذل كل منكما جهده أي طاقته في دفع صاحبه، ثم غلب في الإسلام على قتال الكفار .[1] وللجهاد بحسب الاصطلاح عدة معاني وردت في كثير من الروايات، ومنها:

1)جهاد النفس وقد ورد في الروايات ذكره، والحث عليه، وعُدَّ أهم من جهاد العدو الظاهر، وقد سُمي الجهاد الاكبر.[2]

2)قيام المرأة بالواجبات الزوجية، وحسن معاشرتها مع الزوج.[3]

3)الجهر بالحق في مواجهة الباطل والظلم والجور.[4]

4)الكد على العيال وطلب الرزق الحلال.[5]

الجهاد بالمعنى الفقهي: جهاد العدو الظاهر، وقد عرّفه الفقهاء بقولهم: هو بذل النفس، وما يتوقف عليه من المال في محاربة المشركين أو الباغين على وجه مخصوص، أو بذل النفس والمال والوسع في إعلاء كلمة الإسلام، وإقامة شعائرالإيمان،[6] وهو ما سيكون الحديث عنه في المباحث القادمة.

حكمة تشريع الجهاد:

قال السيد الطباطبائي:
لا يستهدف الإسلام من تشريع الجهاد ما تستهدفه الحروب في المجتمعات الجاهلية من التسلط والاحتلال، وتحصيل الغنائم والأموال والغلبة العنصرية أو الفئوية، ولا ما ترتكبه الدول في هذا العصر من هدم المباني وتخريب المدن وقتل النساء والأطفال والشيوخ والمرضى والأسرى والعزل والمدنيين الآمنين بالهجوم عليهم ليلاً ونهاراً بالسلاح والقنابل والصواريخ والطائرات وغيرها من أجل الاستيلاء على بلاد الغير سياسياً واقتصادياً وثقافياً.[7] يستهدف الإسلام من الجهاد إقامة الدين وحفظه وبقائه واستمراره، وبقاء الاُمة الإسلامية، وصيانة كيانها من السقوط والانهيار،[8] ونشر العدل وبسط الحقّ وتطهير الأرض من الظلم والفساد.[9] لقد كانت أغلب الحروب والغزوات التي قام بها النبي (ص) دفاعية من أجل الدفاع عن بيضة الإسلام وحياة المسلمين، فإنّ مثل غزوة بدر وغزوة اُحد ومعركةالأحزاب كانت لدفع الحملات، وإطفاء نيران الفتن، وإحباط المؤامرات التي يشعلها ويحيكها أعداء الدين للقضاء عليه، واستئصال جذوره وهدم بنيانه.[10]

المصادر:
1) القونوي، أنيس الفقهاء، ص 181.

2) الكليني، الكافي، ج‏ 5، ص 9.

3) الحر العاملي، وسائل الشيعة، ج 15، ص 23.

4) الحر العاملي، وسائل الشيعة، ج 16، ص 127.

5) الحر العاملي، وسائل الشيعة، ج 17، ص 67.

6) النجفي، جواهر الكلام، ج 21، ص 3-5

7) الطباطبائي، الميزان في تفسير القرآن، ج 4، ص 164 – 165.

8) السبحاني، مفاهيم القرآن، ج 7، ص 492.

9) السبزواري، مواهب الرحمن، ج 9، ص 178.

10) السبحاني، مفاهيم القرآن، ج 7، ص 497

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى