مقالات

وجوب‌ الإیمان‌ المطلق

يجب أن یـكون الایمان باللّه والملائكة والكتب والرسل والیوم الآخر وغیرها إیماناً مطلقاً. فمن یزعم أنه یؤمن بنبوة نـبي الاسـلام (صلی الله علیه وآله) دون باقي الانبیاء، أو‌ یؤمن‌ بنبوة كافة الانبیاء باستثناء حكم لأحد الانـبیاء فـإن ذلك غیر كاف في الایمان، وهو یعنی الكـفر. فـفي المـنظور القرآني یجب أن یكون الایمان مطلقاً بجمیع الانـبیاء، وبـجمیع ما أنزل‌ اللّه،‌ وبجمیع محتویات الرسالات، ولا فائدة فی إیمان مجزّأ إذ لا أثر له فی نـیل السـعادة الاُخرویة. وفي هذا الشأن قـال تـعالی:

﴿أفتؤمنون بـبعض الكـتاب وتـكفرون ببعض فما جزاء‌ من‌ یفعل‌ ذلك مـنكم إلاّ خـزي في‌ الحیاة‌ الدنیا‌ ویوم القیامة یُردّون الی أشدّ العذاب وما اللّه بغافل عما تـعملون﴾

وقـال تعالی أیضاً:

﴿إن الذین یكفرون باللّه ورسـله‌ ویریدون‌ أن‌ یفرّقوا بـین اللّه ورسـله ویقولون نؤمن ببعض ونكفر‌ بـبعض‌ ویـریدون أن یتخذوا بین ذلك سبیلاً ☆ اُولئك هم الكافرون حقاً وأعتدنا للكافرین عذاباً مُهینا﴾.

والسبب في أن الذي یؤمن‌ ببعض ویكفر ببعض له أشـدّ العـذاب، هـو أن من تثبت‌ له رسـالة أحـد الرسل ثم ینكر بـعضها لا یـكون الباعث لنكرانه إلا الجحود والعناد، ولهذا یستوجب أشد العذاب.‌ اما‌ الذیي لا یؤمن بنبوة الانبیاء أصـلاً، فـهذا لم تتوضح لدیه الحقیقة بشكل‌ كامل،‌ أی مـا زال قـاصراً عن إثـبات صـحة الرسـالات.

في كل حال، فـإن الایمان المطلق بالانبیاء‌ ورسالاتهم‌ یوجب‌ السعادة، ولیس التمییز في الایمان بهم، كما قال تعالی:

﴿والمـؤمنون كـلٌّ‌ آمن‌ باللّه‌ وملائكته وكتبه ورسله لا نـفرق بـین أحـد مـن رسـله وقالوا سمعنا وأطـعنا﴾

إن هذا‌ لا‌ یعني إمكانیة تطبیق شریعة كل نبي في العصور التی تلیها باستثناء الشریعة الخاتمة. وهو‌ مـا‌ لم یـصرح بـه أي من الانبیاء ـ باستثناء خاتمهم (صلی الله علیه وآله) ـ إنـما‌ یـعنی‌ ضـرورة التـصدیق بـنبوة الانـبیاء ورسالاتهم.

وبناءً علی ما ذكرنا، فإذا عمل المسلم بكل‌ أحكام‌ الاسلام، باستثناء حكم واحد، فهو كافر في باطنه ومستحق لأشدّ العذاب.

✍🏻آية الله العظمى الشيخ محمد تقي مصباح اليزدي رضوان الاه تعالى عليه

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى