سيرة وتاريخ

وقفة مختصرة عند مكانة السيدة المعصومة عليها السلام

أن فاطمة المعصومة (س) هي السيّدة الجليلة الفاضلة بنت موسى بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليهم السلام بنت وليّ الله وأخت وليّ الله وعمّة وليّ الله كما جاء في زيارتها.

و هي(ع) الأخت الشقيقة للإمام الرضا عليه السلام تشترك معه في أمّ واحدة‘ أمّها أمّ ولد تكنّى بأمّ البنين وقد ذكر لها العديد من الأسماء كنجمة وأروى وسكن وسمان وتكتم.

ولم يكن في ولد الإمام الكاظم عليه السلام مع كثرتهم بعد الإمام الرضا مثل هذه السيّدة الجليلة وقد قيل في حقّها: (إنّها) رضعت من ثدي الإمامة والولاية، ونشأت وترعرعت في أحضان الإيمان والطهارة تحت رعاية أخيها الإمام الرضا عليه السلام.

لأنّ أباها الإمام الكاظم عليه السلام قد سجن بأمر الرشيد فلذلك قد تكفّل أخوها رعايتها ورعاية أخواتها ورعاية كلّ العوائل.

لقد كانت فاطمة عليها السلام على دين قويم صادق وفي غاية الورع والتقوى والزهد والعبادة .

و من الطبيعيّ أن تكون هذه السيّدة الجليلة من العابدات القانتات حيث تربّت في أجواء العبادة والطاعة بين أبيها العبد الصالح عليه السلام وأمّها الطاهرة .

و في ذلك قال الشاعر:

يا بِنْتَ مُوسَى وَابْنَـةَ الأَطْهــارِ           أُخْتَ الرِّضـا وَحَبِيبَةَ الجَبَّــار
يـــا دُرَّةً مِنْ بَحْرِ عِلْمٍ قَدْ بَدَت         ْ لِلَّهِ دَرُّكِ وَالعُــلُوِّ السَّــــارِي
أَنْتِ الوَدِيعَةُ لِلإمامِ عَلَى الوَرَى        فَخْرِ الكَرِيمِ وَصَاحِبِ الأَسْرارِ
لا زِلْتِ يا بِنْتَ الهُدى مَعْصُومَةً         مِنْ كُلِّ ما لا يَرْتَضيــهِ البـــارِي
مَنْ زَارَ قَبْرَكِ في الجِنــانِ جَزاؤُهُ       هَذا هُوَ المَنْصُوصُ في الأَخْبارِ10

علة تلقبها بالمعصومة:

قد ذكر لهذا وجوه متعددة و لكن أشهرها ما روي عن الامام الرضا (ع9) بشانها و شان زيارتها حيث قال (عليه السلام): من زار المعصومة بقم كمن زارني.

رياحين الشريعة:535.

وجه تلقبها بكريمة أهل البيت:

و من الالقاب التي لقبت فاطمة بنت موسي بها هو هذا اللقب (كريمه اهل البيت)، ووجهها أنها لُقّبت بهذا اللقب طبقاً لرؤيا صادقة لأحد العلماء الاتقياء:

كان المرحوم آية الله السيد محمود المرعشي النجفي  والد آية الله السيد شهاب الدين المرعشي النجفي في حياته دائما يتمنى من الله تعالي أن يتعرف على محل قبر الصديقة الطاهرة، فبدأ بذكر مجرب وعمله اربعين ليلة‘ وفي الليلة الاربعين وبعد اتمامه للذكر والتوسل رأى في عالم الرؤيا انه تشرف عند الامامين الباقر والصادق (عليهما السلام) فقال له الامام(عليه السلام): عليك بكريمة اهل البيت.

واعتقد السيد ان الامام (عليه السلام) يقصد بذلك السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) فقال: فداك نفسي لقد قمتُ بأداء هذا الذكر لأتعرّف على مكان قبرها وأتشرّف بزيارتها.

فقال الامام (عليه السلام): «أنا اقصد قبر السيدة المعصومة في قم».

ثم قال: «لقد أخفى الله تعالى قبر السيد فاطمة الزهراء لحكمة يعلمها، وعليه فان قبر السيدة فاطمة هو مظهر لتجلي قبر السيدة فاطمة الزهراء. ولو قُدّر ان يظهر قبر الزهراء ويكون له احترام وتجليل فان الله تعالى قد اعطى هذا التجليل والتكريم لقبر السيدة المعصومة». ولما استيقظ السيد المرعشي من نومه قرر السفر الى ايران لزيارة السيدة المعصومة فشدرحاله مع اسرته من النجف الاشرف قاصداً ايران لزيارة السيدة المعصومة. كريمة اهل البيت ص 3.

شفاعتها للخلق:

و من مقامات هذه السيدة الجليلة التي وردت في الروايات و الاحاديث هي مقام الشفاعة للخلق عند الله عزوجل يوم القيامة.
و لاريب في أنه لمنزلتها العظيمة ومقامها الرفيع عند الله تعالى فقد أعطيت الشفاعة!

روي أن عدّة من أهل الرّي دخلوا على أبي عبد الله الصادق عليه السلام فقالوا: نحن من أهل الرّي، فقال عليه السلام:
مرحباً بإخواننا من أهل قم.
فقالوا: نحن من أهل الري، فأعاد الكلام، ثم قال عليه السلام:
إنّ لله حرماً وهو مكة، وإنّ للرسول صلى الله عليه وآله وسلم حرماً وهو المدينة، وإنّ لأمير المؤمنين عليه السلام حرماً وهو الكوفة، وإن لنا حرماً وهو بلدة قم، وستدفن فيها امرأة من أولادي تسمي فاطمة، فمن زارها وجبت له الجنة.

و في نقل آخر: (تقبض فيها امرأة من ولدي اسمها فاطمة بنت موسى، وتدخل بشفاعتها شيعتي الجنّة بأجمعهم) بحار الأنوار ج 57 ص 228.

قال الراوي: وكان هذا الكلام منه عليه السلام قبل أن يولد الكاظم عليه السلام. بحار الأنوار: ج 60، ص 216 ـ 217.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى