مقالات

💐المبعث النبوي الشريف💐 أشهد أن لاإله إلا الله وحده لاشريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله

أعظم من أوُذي في سبيل الله عزوجل .. بل تحمل مالايطاق في سبيل تعريف الله تعالى للناس وازاحة العثرات والحجب والخرافات من أمام هدايتهم من أصنام وشرك وجبت وطاغوت وبدع !! رجل يعرض نفسه لقمة الأذى في سبيل إنقاذ أخيه الإنسان لجدير بأعلى الدرجات وأسنى المنازل .. كم هو محبوب هذا المخلوق البشري عند ربه وخالقه ،
حتى يعرض رسله وأنبياءه لشتى صنوف القتل والتشريد والأذى في سبيل هدايته ورشده ، وكم هي عظمة الله تبارك وتعالى وعجيب حبه لمخلوقه هذا الإنسان وتسخير وتهيئة كل وسائل الهداية له في سبيل نجاحه وفوزه بجنته ، وأعظم من أدى هذه المهمة ومازال هو رسول الله محمد صل الله عليه وآله وسلم ..وآله الطيبين الطاهرين المضحين في مرضاة الله عز وجل ..

المبعث النبوي الشريف والعروج به الى حيث التشرف بلقاء الله تبارك وتعالى ،هو عروج بك أيها الإنسان .. إن أفضل من قدم لأخيه الإنسان هو رسول الله – ص-

ماصنع هذا المثال والكمال للانسان لكي تبقى الصورة الحقيقية ماثلة أمامنا ، ولكي تصحح كل صورة من بعده وقبله على نهجه وتبيانه وبيانه وتقريره وفعله !!! ماذا صنع رسول الله – ص – وكيف قاسى وكيف تحمل حباً في بني جلدته ، وكيف أحب لهم قبل أن يحب لنفسه ، وتألم لهم قبل أن يستنصر لنفسه وضحى بالكثير العظيم من أجل إخراجنا من الظلمات الى نور الحقيقة والهداية الى الله تبارك وتعالى ، إنها المرحلة الأخيرة في المسيرة البشرية وهذا النبي الموعود هو خاتمهم وأعظمهم وسيدهم ، صار أعظم وأفضل لأنه أعبد وأطوع وأحب الى بارئه وخالقه ، أعظم لآنه ذاب في بحر حبه حتى أن الرائي لايرى الا الله تبارك وتعالى ، لم يكن في الصورة ، بل صير الغائب الحاضر صورة !! صير الشهادة الأولى مرئية أمامه واختـفى هو خلف الصورة !! وأبى الله عز وجل إلا أن يظهره ويرفعه ويعرفه ، كما هو عرّف ربه –
كيف كان المشروع التوحيدي التضحوي من هذه الشخصية العظيمة لخاتمة المطاف في هذه المشروع الهدائي للبشرية .. مَن يطيق ما تحمله رسول الله – ص- !!

ماأعظمك ياخير المرسلين وسيد الأولين والآخرين ياحبيب الله يامحمد صل الله عليك وعلى آلك الطيبين الطاهرين ..

• صير ( لااله الاالله وحده لاشريك له ) أمامه وذاب هو فيه !! عندما تنظر الى البحر الصافي لاترى الا البحر الواسع الكبير ، وعندما تدنو ترى في وسطه ( محمدا رسول الله – ص- ) انت لاترى الا البحر وهو كفص الملح ذائب فيه ، ترى نور المشكاه تدنو اكثر ترى تكاثف النور وهو فيه !! يقدم الحقيقة المطلقة .. أخرج كل مستغل للأنسان وأبرز الكرامة الإنسانية أخذ يزكي ويربي ويسمو بالإنسان كقيمة عظمى وسيد هذا الكون العاقل الناطق الوحيد ، وكل شيء تراه هو من بناء وصنع هذا المحبوب الإلهي ، فهو بحق مشروع مقدس يستحق من يضحي من أجله لأنه محبوب الله تبارك وتعالى ، وخير من قدم لأخيه في ميدان نجاته وتفوقه هو رسول الله -ص – المخلص والمنجي والمنقذ ،

الإعلان الكبير ( أشهد أن لااله الاالله وحده لاشريك له ) وهو سائر بهذه اللوحة ولكنك لاترى له صورة امام الإعلان هو رافع الشهدة الاولى والشهادة الثانية لم يقلها بل قالها وأمر بها ربه عزوجل ، وكان – ص – لايرى لنفسه وجوداً مع ربه الذي بعثه ليعرف البشرية ويدلهم عليه ..( ورفعنا لك ذكرك ) ، أي تذكر معي إذا ذكرت .
• بداية كلام وخطب رسول الله – ص- والائمة من بعده ثناء وحمد وتمجيد لله تعالى ، ليكون هو مقدمة مايقرع وتتأمله النفس وتقرع في موطن الاسرار من الافئدة ، مقدمة الخطبة عميقة وطويلة ، وهي بمثابة عمود الخطبة وبيان للحقيقة وهذا لم يكن سابقا بل كانت حكم ومواعظ ، وسار الخطباء والائمة على هذا النهج ، لكي يكون هو في الصورة أمام اعيننا والدعاة اليه من انبياء ورسل وأئمة وعلماء وخطباء ووعاظ يشيرون ويدعون ويهدون ويوجهون اليه عزوجل ..
• الأذان والصلاة : إن الله تبارك تعالى خص رسول الله – ص- بهذا الأذان وهذة الصلوات العظيمة ، من فوق سماوات رفيعة لعظمتها وعلو منزلتها وأهداها لأمة محمد – ص – كأعظم منحة وهبة !! أعطيت لرسول الله – ص- في معراجه للقاء الله تعالى ، وهذا يدل على عظمة وقدر الصلاة العظيمة في حياة الإنسان المؤمن المجتهد السائر نحو لقاء الله تبارك وتعالى ..

• والاذان إعلان تذكير للناس لأوقات الصلاة وهي تقرع الآذان وتهز ذرات الجسد مكبرة ومههلة لله عز وجل .. ثم يسعى ويتوضأ خمس مرات داخلا الى رحاب الله تعالى في مساجده ، لكي لاتخطفه الغفلة ولاتغلبه شياطين الجن والأنس ، ثم يعرج الى ربه 5 مرات يستمد قوته ووقوده من القوي العزيز ، بشكل عملي وخطوات من نية واسالة ماء طاهر على أعضاء الجسم التي كل حركة منها ترمز الى معنى عميق ثم يولي وجهه تلقاء بيته الحرام حبا في لقاء محبوبة قبل معبوده !! ثم يشعل وقود العروج بالتكبير ( الله أكبر ) ثم يشعر أنه إختلى بربه وامتثل بين يديه يناجيه من غير وجل أو خوف ، ويستحضر الله تعالى في كل حركاته وسكناته ونشيده الخالد (قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ ) .. إن أمة فيها الأذان والصلاة لايمكن إلا أن تكون موحدة منزة متعبدة مسبحة منتبهة غير غافلة ..

رسول الله محمد – ص– منزلته ومقامه ومكانته لايعلمها الا الله تبارك وتعالى . ولكنه ضحى وكم أُوذي حتى يوصل هذا النور الى بني جلدته ، المتأمل في هذه الشخصية التى يعجز البيان واللسان عن مدحه وبلوغ أوجه الأخلاقي السامي ، أقسم لو خير بين أن يعذب هو والناس تدخل الجنة لما تردد لحظة ، لم يمد يده على أحد بالأذى قط ، ولم يبيت عدواً قط ، وله من مكارم الأخلاق مايحير ويعجب كقدوة وأسوة للبشرية ..
• لم يتخذ عرشاً لنفسه ولم يسكن قصراً بل سكن وعاش مثل الناس . وهذا الذي لم يتخذ لنفسه عرشاً صير الله تعالى عرشه إزاء عرشه !! وهذا الذي تواضع لله تعالى رفعه حتى ( ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى عِندَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى )
• لم يتميز شكلاً عن باقي الناس من جهة الملبس والمأكل ..
هذا الشكل من العيش لرجل أراه الله تعالى وكشف له ماكان ومايكون واحاطه من العلوم والكشف والمنزلة والقرب مالايعلمه الا هو ، هذا الشكل من العيش يجرء ذاك الرجل أن يناديه من وراء الحجرات ( يامحمد ) – او يرى تظاهر بعض زوجاته عليه ( وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَن بَعْضٍ فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ قَالَتْ مَنْ أَنبَأَكَ هَذَا قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ } ، ما الذي جرأ هؤلاء ؟؟ أهي بساطة عيشة ، وسماحته وخلقه ، أم قلة تقوى وجهل أولئك !!..
لو كان للرسول – ص -عرش وقصر ويدخلون عليه من خلف استار وحجب واستئذان وحرس وسلاح ، ربما ولد في الأنفس هيبة وعظمة وخوف ، ولكن عواقب إتخاذه إله ونسبته كما نسب المسيحيون عيسى ابن مريم ، هي المشكلة الحقيقية .. هل المظهر أبلغ في التأثير أم الكلام ؟؟ ومن يقدر هذا او ذاك ؟ .. وتخليد ذكرهم في القرآن الكريم بهذه الصفة هي أبلغ عقوبة لهم ، وابلغ عبرة وعضة لغيرهم !! والتشهير أحيانا أشد وآلم من عقوبة الضرب وألمه !!
إن من أعظم معجزاته وإنجازاته – ص- لهداية البشرية أن خلف الثقلين الكتاب والعترة لإكمال مسيرة الهداية الكبرى في نهاية مطاف البشرية وخلف الشهادتين و القرآن الكريم وأوصياءه من بعده ( وهما الثقلان اللذان استخلفهما في هذه الأمة الكتاب والعترة ) والاذان والصلاة والزكاة والحج والصيام ومجموعة أحكام ووصايالاترى فيها إلاوجه الله تبارك وتعالى ،
وجانب يتصل بشخصية الرسول – ص- وكيف تحمل في سبيل تحقيق هذه المهمة الآلآم الجسام والمعاناة الكبيرة والعظيمة وصبر وأحتسب كل ذلك لوجه الكريم لإخراج الناس من الظلمات الى النور ، فأصبح بحق المصطفى والمجتبى من بريته والقدوة والأسوة لكل البشرية ، وله حق في عنق كل إنسان الى قيام الساعة لتضحياته وماتحمله من أذى لايطاق في سبيل تحقيق السعادة للبشرية كلها ..
( اللهم فصل على محمد أمينك على وحيك ، ونجيبك من خلقك ، وصفيك من عبادك ، إمام الرحمة ، وقائد الخير ، ومفتاح البركة ، كما نصب لامرك نفسه وعرض فيك للمكروه بدنه ، وكاشف في الدعاء إليك حامته ، وحارب في رضاك أسرته ، وقطع في إحياء دينك رحمه ، وأقصى الادنين على جحودهم ، وقرب الاقصين على استجابتهم لك ، ووالى فيك الابعدين وعادى فيك الاقربين ، وأداب نفسه في تبليغ رسالتك وأتعبها بالدعاء إلى ملتك ، وشغلها بالنصح لاهل دعوتك ، وهاجر إلى بلاد الغربة ومحل النأي عن موطن رحله ، وموضع رجله ، ومسقط رأسه ، ومأنس نفسه ، إرادة منه لاعزاز دينك ، واستنصارا على أهل الكفر بك ، حتى استتب له ما حاول في أعدائك واستتم له ما دبر في أوليائك ، فنهد إليهم مستفتحا بعونك ، ومتقويا على ضعفه بنصرك ، فغزاهم في عقر ديارهم ، وهجم عليهم في بحبوحة قرارهم ، حتى ظهر أمرك ، وعلت كلمتك ، ولو كره المشركون ، اللهم فارفعه بما كدح فيك إلى الدرجة العليا من جنتك حتى لا يساوى في منزلة ، ولا يكافأ في مرتبة ، ولا يوازيه لديك ملك مقرب ، ولا نبي مرسل ، وعرفه في أهله الطاهرين وأمته المؤمنين من حسن الشفاعة أجل ما وعدته ، يا نافذ العدة ، يا وافي القول ، يا مبدل السيئات بأضعافها من الحسنات إنك ذو الفضل العظيم ) .الإمام السجاد (ع) ( الصحيفة السجادية ) … .
بقلم الاستاذ فؤاد عاشور

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى