أتُرى تُجيءُ بمثلك الأصلابُ ؟
إلى سيد الوصيين أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام)
أتُرى تُجــــيءُ بمثلـكَ الأصــلابُ ؟ *** ويجودُ شبهكَ فـي الزمانِ ترابُ
ما كنتَ إلا بـــــــــــــعضَ نورِ نبوةٍ *** قد أُودعتْ صـــلباً وذاكَ حجابُ
أَوَ كيف ترقى نحو شـمسِك ظلمةٌ !! *** وتلوحُ نـــورَكَ في العلى أنسابُ
أوَ كيــــف ينهجُ في خـطاكَ معلَّمٌ !! *** والذكرُ أنتَ منزّلٌ وكــــــــــتابُ
يا ابنَ الرســـــالاتِ العظيمةِ والعلا *** فمحالُ أن تغتــــــــــاَلكَ الأذنابُ
ومحال أن يعلــــــــــــو عليك مسفّهٌ *** فالنجــــــمُ في الأبراجِ لا يرتابُ
إذ أنت كونٌ لا يهابُ مــــــــــــفازةً *** متوحدٌ إذ دونه الأقـــــــــــــطابُ
فمداك أوسعُ أن يؤوبَ إلى الثــرى *** أو أن يحيطَ جــــــــــلالَه محرابُ
أعليُّ إنّي في رحـــــــــــابِك واقفٌ *** والفكــــــــــــــرُ منّي حائرٌ هيّابُ
أيشكُّ في تلك الحقيقةِ واهـــــــــمٌ ؟ *** بل إنّه متجــــــــــــــــــاهلٌ كذّابُ
مهما عَدُوك فسيفُ عزِّك مصلـــتٌ *** ترتاعُ منه مخـــــــــــالبٌ ورقابُ
ولواءُ جـــــــرحِك لا يزال مرفرفاً *** وسمـــــــــــــــاؤُه قــد زيّنته قبابُ
ما إنْ أتيت إلــــــى العراق محملاً *** بذرى الشموخِ وحـولك الأصحابُ
فأقمتَ كعبتَك الشــريفةَ في الغريْ *** فــــــاخضرَّ رملُك إذ رواه سحابُ
من ثمّ طاف العشـــقُ حولكَ هائماً *** وبه من الظمأِ الشــــــــــديدِ عِذابُ
والآن أصبح جنةً مـــــــــــرفوعةً *** من كلِّ جنسٍ حورُها أتــــــــــرابُ
هذا شرابٌ ســــــــــــــائغٌ وفواكهٌ *** والكأسُ ملْأى خمرُها أعنـــــــــابُ
أحمد الخيال