أدلة وشواهد على ولادة الإمام المهدي (عج)
إنّ ولادة أيّ إنسان في هذا الوجود إنّما تَثبُت بإقرار أبيه، وشهادة القابلة، وإن لم يَرَه أحد قطّ غيرهما، فكيف وقد شهد جماعة من الثقات أهل الفضل والورع والفقه أنّ الإمام الحسن العسكري عليه السّلام قد آذَنَهم بولادة ابنه المهدي عليه السّلام، وشهد المئات على رؤيته، فقد شاهده بعضهم في سنّ الطفولة، ورآه بعضهم يافعاً، واعترف المؤرّخون بولادته، وصرّح علماء الأنساب بنسبه، وظهر على يديه من الكرامات ما عرفه المقرّبون إليه، وصَدَرَت عنه وصايا وتعليمات، ونصائح وإرشادات، ورسائل وتوجيهات، وأقوال مشهورة وكلمات مأثورة.
كما صدرت عنه بواسطة سفرائه الموثوقين المعروفين إخباراتٌ غيبيّة وتوجيهات لشيعته.
ونلاحظ أن الإمام الحسن العسكري عليه السّلام ـ كما هو شأنه ـ قد سلك سبيل الحكمة في المحافظة على حياة ولده الذي أعدّه الله تعالى لمهمّة خطيرة، فكتم أمره عن السلطة الحاكمة وعمّن لا يُؤتمن على مثل هذا السرّ العظيم، وأعلن أمره ـ في المقابل ـ لشيعته والمقرّبين إليه والمؤتمَنين لديه، حتّى أنّه عقّ عن ولده بعقيقة وأمر بتفريق لحمها على المؤمنين، مُعلِماً إيّاهم أنّها عقيقة عن ابنه محمّد المهديّ (1)، حتّى أنّ بعضهم دخل على الإمام الحسن العسكري عليه السّلام فهنّأه بولادة ابنه القائم عليه السّلام(2).
يُضاف إلى ذلك أنّ بعض الجواري والإماء ممّن كُنّ في بيت الإمام العسكريّ عليه السّلام قد شاهدن الإمام المهدي عليه السّلام، وكذا الخَدَم من أمثال: طريف الخادم، وأبي الأديان الخادم، وأبي غانم الخادم، وعقيد الخادم، ونسيم ومارية، ومسرور الطبّاخ مولى أبي الحسن عليه السّلام، وجارية أبي عليّ الخيزراني التي أهداها إلى الإمام العسكريّ عليه السّلام(3).
كما أنّ هناك روايات كثيرة صريحة برؤية السفراء الأربعة ـ كلٌّ في زمان وكالته ـ للإمام المهدي عليه السّلام، وكثير منها بمحضرٍ من الشيعة، وشهادة وكلاء المهدي عليه السّلام(4).
ومَن وقف على معجزاته عليه السّلام برؤيته ـ لا سيّما أنّهم من بلدان شتى وبأعداد من الكثرة ـ يمتنع معها اتّفاقهم على الكذب، ناهيك عن شهادة القابلة بولادة الإمام المهدي عليه السّلام، وهي السيّدة حكيمة بنت الإمام محمّد الجواد عليه السّلام التي تولّت أمر نرجس أُمِّ الإمام المهدي عليه السّلام في ساعة الولادة، وصرّحت بمشاهدة الحجّة بعد مولده(5)، وساعدتها بعض النسوة في عملية الولادة، منهن جارية أبي عليّ الخيزراني.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ـ الغيبة، للطوسي 148.
كمال الدين، للصدوق 431:2 حديث 6.
2ـ الغيبة، للشيخ الطوسي 138 و 151.
3 ـ الغيبة، للطوسي 140.
وفي ينابيع المودّة 323:3 الباب 82 أنه عرضه على أربعين رجلاً.
4 ـ الكافي، للكليني 331:1 و 332، الباب 77.
كمال الدين، للصدوق 431:2 و 441 و 475.
الإرشاد، للمفيد 354:2.
72 ـ كمال الدين 433:2 و435 و 502.
الغيبة، للطوسي 215.
5 ـ الكافي 330:1، الباب 77.
كمال الدين 433:2 حديث 14.
الغيبة، للطوسي 140 ـ 141.