الامام المهدي (عجل الله فرجه) في القرآن الكريم
ذكر في القرآن الكريم الكثير من الآيات القرآنية الشريفة التي تدل على ظهور الامام المهدي (عجل الله تعالى فرجه) و التي تم النص عليها في الروايات الصحيحة ،هذا لما تملكه قضية ظهور الامام المنتظر (عجل الله تعالى فرجه) من الأهمية الكبيرة في تقويم أساس الدين الإسلامي ،و لما كان لها ذكر في الديانات السماوية التي سبقت الدين الاسلامي أصبح لها الأهمية البالغة في كون وجودها بآيات القرآن الكريم ، وهنا نذكر بعض الآيات التي دلت على تبشير الناس بعصر يفنى فيه الظلم و الجور و يحيى به العدل الإلهي و من هذه الآيات:
أولاًَ :- قوله تعالى: {وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ}(1).
قال الشيخ الطبرسي رحمه الله تعالى في تفسير الآية: {أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ} قال أبو جعفر عليه السلام: هم أصحاب المهدي عليه السلام في آخر الزمان.
ويدل على ذلك ما رواه الخاص والعام عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد، لطوّل الله ذلك اليوم حتى يبعث رجلاً صالحاً من أهل بيتي، يملأ الأرض عدلاً وقسطاً، كما قد ملئت ظلماً وجوراً(2).
ثانياًَ :- قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ}(3).
وروى الشيخ الصدوق: عن أبي بصير قال: قال أبو عبد الله عليه السلام في قول الله عزَّ وجلَّ: {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ}، فقال: والله ما نزل تأويلها بعد، ولا ينزل تأويلها حتى يخرج القائم عليه السلام، فإذا خرج القائم عليه السلام لم يبق كافر بالله العظيم، ولا مشرك بالإمام إلا كره خروجه حتى لو كان هناك كافر أو مشرك في بطن صخرة لقالت: يا مؤمن في بطني كافر فاكسرني واقتله(4).
ثالثاًَ :- قوله تعالى: {وَعَدَ الله الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا}(5).
روى فرات الكوفي: عن السدي، عن ابن عباس رضي الله عنه في قوله تعالى: {وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ} إلى آخر الآية، قال: نزلت في آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم(6).
هذه بعض الأمثلة و هناك الكثير من الآيات لا يسعها هذا المختصر(7) . ولكن يشكل البعض لماذا لم يذكر اسم الامام المنتظر او قضية غيبة الامام و عصر الظهور نصاًَ في القرآن الكريم ؟ فالجواب يكون : أن القرآن الكريم لم يذكر كثير من الامور بمنتهى التفاصيل بل وكل تفاصيل هذه الأمور الى الرجوع للروايات المنقولة عن أهل البيت(عليهم السلام) ، كما أن الله تعالى ذكر في القرآن ان الصلاة واجبة و لكن لم يذكر عدد الركعات فيها بل أوكلها الى الروايات التي فسرت لنا هذه الاحكام و المسائل الشرعية.
بقلم / قيس العامري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1)_ سورة الأنبياء، الآية: ٥.
(2)_ تفسير مجمع البيان، الشيخ الطبرسي: ٧/ ١٢٠.
(3)_ سورة التوبة، الآية: ٣٣.
(4)_ 5- كمال الدين وتمام النعمة، الشيخ الصدوق: ٦٧٠ ح١٦، تفسير فرات الكوفي: ٤٨١ – ٤٨٢ ح٣.
(5)_ سورة النور، الآية: ٥٥.
(6)_ تفسير فرات الكوفي: ٢٨٨ – ٢٨٩ ح٣ وح٦.
(7) راجع كتاب /مهدي الامم (عجل الله تعالى فرجه) (لـ عبد الله الحسن) الصفحة 332