مقالات

الدكتور أحمد راسم النفيس يكتب..صفقة القرن…. إنها الحرب!!!

لك أن تتخيل أن صفقة القرن المرتقبة تنص على أنه (إذا وافقت منظمة التحرير الفلسطينية على شروط هذا الاتفاق ولم توافق حماس أو الجهاد الإسلامي، يتحمل التنظيمان المسؤولية وفي اي مواجهة عسكرية بين إسرائيل وحماس، ستدعم الولايات المتحدة إسرائيل لإلحاق الأذى شخصيا بقادة حماس والجهاد الإسلامي. حيث ان امريكا لن تقبل ان يتحكم عشرات فقط بمصير ملايين البشر).

ورد هذا النص في أحدث التسريبات الواردة عن الصحافة الإسرائيليةوالمعنى أن الموافقة على هذه البنود تعني القبول بأي حرب يشنها الصهاينة على رافضي الإذعان حيث لن يكتفي سائر العرب بالسكوت على العدوان بل عليهم تأييده والوقوف بجواره.

الصفقة تنص أولا على تأسيس ما يسمى بفلسطين الجديدة على اراضي الضفة الغربية وقطاع غزة من دون المستوطنات اليهودية القائمة، مما يعني بصراحة ووضوح أنه لم يعد هناك فلسطين قديمة ولا حق عودة ولا حقوق تاريخية بل مجرد كانتونات يقيم فيها غير اليهود الذين هبطوا إلى هذه البقاع من المريخ!!.

كما لا تكتفي الصفقة المشار إليها بمنح عرب فلسطين الجديدة حق التواجد فيها بل تعطي الصهاينة الحق في نقل العرب إليها حيث (ينقل السكان العرب ليصبحوا سكانا في فلسطين الجديدة وليس اسرائيليين).

السؤال الذي يتبادر إلى الذهن فور قراءة هذه البنود التي جرى الحديث عنها مرارا وتكرارا: ما هي القوة التي ستجبر الفلسطينيين على الإذعان لهذه الشروط وتسليم أسلحتهم ليس فقط أسلحتهم الثقيلة بل سلاحهم الشخصي؟!.

هل يكفي توقيع منظمة التحرير الفلسطينية أو حتى قادة حماس لدفع سائر الفلسطينيين لإلقاء السلاح كما ينص الاتفاق؟!.

الجواب واضح وهو أن هذا هو المستحيل بعينه ما لم يشن الصهاينة حربا كاسحة يتعرض فيها الفلسطينيون لهزيمة ساحقة لا تبقي ولا تذر وهو أمر يبدو بعيد المنال خاصة في ظل نتائج المواجهة التي جرت قبل أيام والتي لم تتمكن فيها إسرائيل من فرض شروطها على قطاع غزة الجائع والمحاصر.

إنها عودة إلى نفس النقطة التي بدأ منها العدوان الأمريكي الأخير على المنطقة قبل عدة عقود تحت أسماء وعناوين متغيرة تارة باسم الشرق الأوسط الجديد والآن باسم صفقة القرن أما العنوان الحقيقي فهو إسرائيل الكبرى التي تهيمن على كامل المنطقة وهو هدف لن يتحقق إلا بالهيمنة الكاملة على بؤرة الصراع الأهم وهو فلسطين وما حولها ونزع سلاح كل من يجرؤ على تحدي الكيان الصهيوني ومخالفة أوامره.

يبدو لنا أن الذين وضعوا هذه البنود قد أفرطوا في التفاؤل كما أنهم أساءوا تقدير طبيعة شعوب المنطقة خاصة الشعب الفلسطيني الذي بدأ مقاومته منذ أكثر من نصف قرن ولا زال مقاوما لا يضره خذلان الخاذلين ولا استسلام المستسلمين.

كما يبدو واضحا أن هذه الصفقة ليس فقط غير قابلة للتنفيذ بل هي مقامرة على طريقة شمشون …. علي وعلى أعدائي يا رب!!.إنها إعلان حرب لن تبقي ولن تذر!!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى