العدل الإلهي
آيات قرآنية:
1 ـ ﴿إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ﴾([1]).
عن علي «عليه السلام» في الآية: «العدل: الإنصاف، والإحسان: التفضل»([2]).
2 ـ ﴿قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ﴾([3]).
إنّ الله أمر بإيصال الحقوق لأصحابها، لا لغيرهم.
3 ـ ﴿شَهِدَ اللهُ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ﴾([4]).
آيات خلق الله، وصنائعه، والملائكة، وأولو العلم يشهدون على وحدانية الله تعالى، وقيموميته في تدبيره لشؤون الخلق، على أساس الإستقامة والعدل.
4 ـ ﴿إٍنَّ اللهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ﴾([5]).
الله تعالى عدل مطلق في كل أفعاله، منزَّه عن كل ظلم.
روايات معتـبرة ســنداً:
1- روى الشيخ الكليني عن مُحَمَّد بْن يَحْيَى عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَيْدٍ عَنْ يَحْيَى الْحَلَبِيِّ عَنْ بُرَيْدِ بْنِ مُعَاوِيَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (عليه السلام) فِي خُطْبَةِ يَوْمِ الْجُمُعَةِ… ويَكُونُ آخِرَ كَلَامِه أَنْ يَقُولَ إِنَّ اللَّه يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ والإِحْسَانِ([6])..
2 ـ روى الشيخ الصدوق عن أبيه، عن سَعْد بْن عَبْدِ اللهِ، عن أَحْمَد بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ جَعْفَرٍ الْجَعْفَرِيِّ، عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الرِّضَا «عليه السلام»، قَالَ: …
إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ لَمْ يُطَعْ بِإِكْرَاهٍ، وَلَمْ يُعْصَ بِغَلَبَةٍ، وَلَمْ يُهْمِلِ الْعِبَادَ فِي مُلْكِهِ.. هُوَ الْمَالِكُ لِمَا مَلَّكَهُمْ، وَالْقَادِرُ عَلَى مَا أَقْدَرَهُمْ عَلَيْهِ..
فَإِنِ ائْتَمَرَ الْعِبَادُ بِطَاعَتِهِ لَمْ يَكُنِ اللهُ عَنْهَا صَادّاً، وَلَا مِنْهَا مَانِعاً..
وَإِنِ ائْتَمَرُوا بِمَعْصِيَتِهِ، فَشَاءَ أَنْ يَحُولَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ ذَلِكَ فَعَلَ، وَإِنْ لَمْ يَحُلْ وَفَعَلُوهُ، فَلَيْسَ هُوَ الَّذِي أَدْخَلَهُمْ فِيه»([7]).
3 ـ روى الشيخ الصدوق عن مُحَمَّد بْن الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْوَلِيدِ، عن الْحَسَن بْن مَتِّيلٍ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي عَبْدِ اللهِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحَكَمِ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ «عليه السلام» قَالَ:
اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَكْرَمُ مِنْ أَنْ يُكَلِّفَ النَّاسَ مَا لَا يُطِيقُونَهُ، وَاللهُ أَعَزُّ مِنْ أَنْ يَكُونَ فِي سُلْطَانِهِ مَا لَا يُرِيدُ»([8]).
4- روى الشيخ الكليني عن العدّة عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّه(عليه السلام) قَالَ: إِنَّ اللَّه عَزَّ وجَلَّ أَوْحَى إِلَى نَبِيٍّ مِنْ أَنْبِيَائِه فِي مَمْلَكَةِ جَبَّارٍ مِنَ الْجَبَّارِينَ أَنِ ائْتِ هَذَا الْجَبَّارَ فَقُلْ لَه: إِنَّنِي لَمْ أَسْتَعْمِلْكَ عَلَى سَفْكِ الدِّمَاءِ واتِّخَاذِ الأَمْوَالِ وإِنَّمَا اسْتَعْمَلْتُكَ لِتَكُفَّ عَنِّي أَصْوَاتَ الْمَظْلُومِينَ فَإِنِّي لَمْ أَدَعْ ظُلَامَتَهُمْ وإِنْ كَانُوا كُفَّاراً.([9])
5- روى الشيخ الكليني عن مُحَمَّد بْن يَحْيَى عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ مَالِكِ بْنِ عَطِيَّةَ عَنْ دَاوُدَ بْنِ فَرْقَدٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّه (عليه السلام):
أَنَّ فِيمَا أَوْحَى الله عَزَّ وجَلَّ إِلَى مُوسَى بْنِ عِمْرَانَ (عليه السلام): يَا مُوسَى بْنَ عِمْرَانَ مَا خَلَقْتُ خَلْقاً أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ عَبْدِيَ الْمُؤْمِنِ فَإِنِّي إِنَّمَا أَبْتَلِيه لِمَا هُوَ خَيْرٌ لَه وأُعَافِيه لِمَا هُوَ خَيْرٌ لَه وأَزْوِي عَنْه مَا هُوَ شَرٌّ لَه لِمَا هُوَ خَيْرٌ لَه وأَنَا أَعْلَمُ بِمَا يَصْلُحُ عَلَيْه عَبْدِي فَلْيَصْبِرْ عَلَى بَلَائِي ولْيَشْكُرْ نَعْمَائِي ولْيَرْضَ بِقَضَائِي أَكْتُبْه فِي الصِّدِّيقِينَ عِنْدِي إِذَا عَمِلَ بِرِضَائِي وأَطَاعَ أَمْرِي([10]).
هذه عقيدتنا في العـــدل:
العدل إعطاء كل ذي حقّ حقّه، والظلم هو منع الحقوق، وعن علي (عليه السلام): العدل يضع الأمور مواضعها.
إنّ الله تعالى عادلٌ في فعله عدلاً مطلقاً، مُنَزّهٌ عن كل ظلم، وقبح، ونقص، ولغو، وتهمة، ولا يترك ما ينبغي فعله، لكماله المطلق، وهو العالم القادر، الغني الحكيم.. قائم بالقسط في خلق الكائنات وحسابها، وما أنزل عليها من شرائع.
ومقتضى التحسين والتقبيح العقليين، أنّه تعالى يفعل الحسن ويترك القبيح.
وكل تصوّر بأنّه ظَلَمَ عباده، فهو ظلمٌ له سبحانه.. فمنشأ الفعل القبيح لا يتجاوزُ الجهلَ والعجزَ، والإحتياجَ، والعَبَث، والله تعالى منزَّه عنها جميعها.. فعلمه مطلق، وقدرته مطلقة، وغناه مطلق، وحكمته مطلقة. وكذلك تصوُّر عدم الحكمة في خلقه ورزقه، وابتلائه، وكل أفعاله..
فالله تعالى متّصف بالعدل في أفعاله في الدنيا والآخرة، وهو يثيب على الحسنة، ويعاقب على السيِّئة بعد النهي والبيان، وقد كلّف النّاس بالعدل وعاملها بالتكرّم. ﴿إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ﴾([11])..
وإنّ ما نشهده في الكون من مصائب وكوارث وابتلاءات، لا يتنافى مع العدل الإلهي، فمنها ما هو لازم لكمال المخلوقات، ومنها ما هو ناتج عن سوء اختيار وسلوك الإنسان نفسه، ومنها ما كان لمصالح نوعية أو عوامل تتصل بالنظام العام للكون أو التزاحم فيما بينها، ومنها ما تكون معالجته عبر البحث والعلم الإنساني…
وفي دعاء الإمام زين العابدين (عليه السلام): وقد علمتُ أنّه ليس في حكمك ظلم، ولا في نقمَتِك عَجَلَة، وإنما يَعْجَلُ من يخافُ الفوْتَ، وإنّما يحتاجُ إلى الظلمِ الضعيفُ، وقد تعاليت يا إلهي عن ذلك علواً كبيراً([12]).
عقيدة شيعة أهل البيت (عليهم السلام) في الأدلة المعتبرة، سماحة الشيخ نبيل قاووق
([1]) الآية 90 من سورة النحل.
([2]) معاني الأخبار للصدوق ص257.
([3]) الآية 29 من سورة الأعراف.
([4]) الآية 18 من سورة آل عمران.
([5]) الآية 40 من سورة النساء.
([6]) الكافي، ج3 ص422، 423. وبحار الانوار ، ج86 ص259.
([7]) التوحيد للصدوق، ص362.
([8]) التوحيد للصدوق، ص360، وراجع الكافي ج1 ص160.
([9]) الكافي، ج2 ص333، وبحار الأنوار، ج14 ص465.
([10]) الكافي، ج2 ص61، 62.وراجع الأمالي، الشيخ الطوسي، ص238.
([11]) سورة النحل الآية 90.
([12]) الصحيفة السجادية، دعاء 48.
المصدر : شبكة المعارف الإسلامية .