مقالات

العلم منشأ الزهد

قال تعالى  : {وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِّمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً وَلَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الصَّابِرُونَ}. (القصص/ 80)

أشارت هذه الآية التي جاءت في أواخر سورة القصص إلى‏ قصة (قارون) ونقلت نصيحة علماء بني اسرائيل لكافة الناس، الذين تمنوا امتلاك ثروة قارون عند استعراضه لثروته.

فعندما شاهد أهل الورع من علماء بني اسرائيل تَعَلُّقَ الناس بالدنيا وحبهم الشديد لها وارتباطهم الوثيق بها خاطبوهم قائلين : ويلكم يا عبدة الدنيا! لا تخدعكم الثروة وبهارج الدنيا، فالجزاء الإلهي خير لكم في الدنيا والآخرة إن عملتم صالحاً وكنتم مؤمنين، لكن لا ينالُ هذا الثواب الإلهي إلّا الصابرون الرافضون الظلم والاغراءات المادية.

إنّ عبارة (اوتوا العلم) تدل بوضوح على‏ وجود علاقة بين (الورع والزهد) من جهة والعلم والمعرفة) من جهة اخرى، وأنّ العارفين بزوال الدنيا وحقارة الثروات المادية في قبال الجزاء الإلهي وخلود الآخرة، فانّهم لا ينخدعون بالماديات ولم يتمنوا ثروة قارون‏ «1».

_________________________

(1). يقول الإمام الصادق عليه السلام : «إنَّ ممّا خاطب اللَّه به موسى‏ بن عمران قال : إنّ عبادي الصالحين زهدوا فيها بقدر علمهم بي». (بحار الأنوار ج 18، ص 339).

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى