انبلاجٌ في اللحظة العظمى
إلـى سـبـط الـنـبـي وحـبـيـب الـزهـراء الإمـام أبـي عـبـد الله الـحـسـيـن (عـلـيـه الـسـلام)
شـجـرٌ سـخـــــــيٌّ فـي حـديـــــــــــــــــقــةِ أحـرفـي *** مـرّي عـــــــــــــــــلـى الـثـمـرِ الـمـقـفّـى واقـطـفـي
ضُـمّـي زهـــــــــــــــورَ الـحـلـمِ كـــلَّ فـــــــــراشـةٍ *** لـم تـعـتـقـد أن الـضـيـــــــــــــــــــــــاءَ سـيـنـطـفـي
لا تـركـضـي فـي الـصـمـتِ، لا تـــــــــــمـشـي الـهــــــــــــــويـنـا، فـيّ انـهـــــــــــــــــمــار الـبـوح لا تـتـوقـفـي
واسـتـكـشـفـي الـنــغــــــمَ الـذي يـــــــــــنـســابُ مـا *** بـيـن الـثـقـوبِ بــــــــــــــــــجـذعِ قــلـبـي واعـزفـي
مـرّي عـلـى سـطــرِ الـيـبـــــــــــــــــــابِ كـغــيـمـةٍ *** حُـبـلـى بــكـل غــــــــــــــــــــــــــــوايـةٍ وتـعـطّـفـي
أو مـثـلَ صـيــــــــــــــــــــــــــــادٍ بـــزورقِ فــكـرةٍ *** نـاداكِ كــنـزُ خـيــــــــــــــــــــــــــــالِـهـا أن جـدّفـي
ولـتـشـرعـي الـعـيـنـيـنَ مـثـــــــــــــــــــلَ يـمـامـــةٍ *** زرقـاء تــخـتــــــــــــــــــــرقُ الـمـدى، لا تـطـرفـي
نـارٌ تـلّـوِّحُ لـي مـن الـــــــــــــــــــــــــــــوادِ الـمـقـــــــــــــدّسِ فـاقــبـــــــــــــــــــسـي الـسّـرَ الــذي لـم يُـكـشـفِ
وتـربّـصـي بـرؤى الـطـفــــــــــــــــــــوفِ فـإنـهـا *** تـأتـي كــمـا الـبـرقِ الـــــــــــــــــــــسـنـيِّ وتـخـتـفـي
لأرى بـبـلّـورِ الـيـقــــــــــيــــــــــــــــــنِ نـبـوءتـي *** فـاســـتـشـرفـي لـي مـا تـــــــــــــــــجـلّـى، وارهـفـي
حـيـثُ الـبـطـــــــــــــــــــولـةُ تـنــتـقـي فـرسـانَـهـا *** مـن بـيـن كـل الـعـالـــــــــــــــــــمـيـنَ وتـــصـطـفـي
حـيـثُ الـقـرابـيـنُ ارتــــــــــــــدت أكـفـانــــــــــهـاَ *** أثـوابَ عـرسٍ بـالـمـنـــــــــــــــــــــــــــيـةِ تـحــتـفـي
هـذا الـحـسـيـنُ يـصـوغُ مــعـنــــــــــــــــــىً آخـراً *** لـلـبـــــــــــــــــــــــــــــذلِ فـي إسـبـاغـهِ لـم يُــعـرفِ
بـذلَ الأحـبـةَ كـلّٓـــــــــــــــــــــــــــهـم فـي لـحـظـةٍ *** عـظـمـى، تـهـزّ الـكـــــــــــــــــــــونَ، يـالـلـــمـوقـفِ
نـوّارةَ الـقـلـبِ، الـفـــــــــــــــــــــــتـى الـدّريُّ مـن *** بُـعـث الـنـبـيُّ بـحـــــــــــــــــــــــسـنـهِ الـمـــتـكـشـفِ
قـمـرَ الـعـطـاشـــــــــــى، سـاقـيَ الـنّـجـمـاتِ مـن *** مـازال رغـم أوارهِ لـــــــــــــــــــــــــــــــــم يـرشـفِ
والـطـفـلُ يـــــــــــرتـقـبُ الـحـلـيــــــــبَ مـنـاغـيـا *** والـسـهـمُ يــــــــــــــــــــــــــرنـو لـلـبــيـاضِ الأكـثـفِ
والـصــــــــــحـبٰ يـسـبـقُ بـعـضـهـم بـعـضـا إلـى *** حـضـنِ الـشـهـادةِ، والـدمــــــــــــــــــــــاءُ لـهـا تـفـي
فـهـووا كـفـجـرٍ بـعـد أن فـضـــــــــــحـوا الـدّجـى *** عـتـبـي عـلـى الأرضِ الــــــــــــــــــــتـي لـم تـرجـفِ
قـرطُ الـيـتـيـــــــــــــــــمـةِ، والـخـمـارُ، ودمــيـة ٌ *** مـفـزوعـةٌ، سُـلـبـوا ومــــــــــــــــــــــــا مـن مـسـعـفِ
والـثــــــــــــــــــــاكـلاتُ، قـوافـلُ الـدمـعِ، ارتـحــــــــــــــــالُ الـقـبــــــــــــــــــــــــراتِ إلـى الـفـضـاءِ الأجـوفِ
ولـزيـنـبٍ نـوحٌ، تـراتـــــــــــــــــــــــيـلٌ مـن الـــــــــــــــــمـلـكـوتِ تُـوحَـى فـي الـــــــــــــــمـدى بالـمـصـحـفِ
فـالـدربُ مـأتـمُ، والـضــــــــــــــــــعـيـنـةُ مـنـبـرٌ *** أكـرم بـدمـعِ الـطـهـرِ راوٍ مـنـصــــــــــــــــــــــــــــفِ
مـازال يـرتــــــــــــــــجـفُ الـسـكــوتُ لـذكـرهـا *** مـازلـتُ لـلـصـــــــــــــــــــــــــــوتِ الـمـؤنـثِ أقـتـفـي
الـلـيـــــــــــلُ أعـمـى، كـيـف لـم يـبـصـرك وهْـــــــــــــــجـا بـاهـرا، بـل كـيــــــــــــــــــــــــــــف لـم يـتـعـرفِ
يـاحــــــــــــاديَ الـكـلـمـاتِ قـف فـي مـنـزلِ الــــــــــــــمـعـنـى الـنـديّ، أنِـخ بـعــــــــــــــــــــــــــيـسِ الأحـرفِ
أرسـل فـؤاديَ لـلـحـبـيــــــــــــــــــبِ قـصـيـدةً *** ولـهـى تـحـنّـت كـالــــــــــــــــــــــــــــعـروسِ بـزخـرفِ
فـي بـوحـهـا شــــــــــــــوقٌ رحـيـبٌ مـسـهـبٌ *** وبـمـقـلـتـيـهـا يـسـتـطـيــــــــــــــــــــــــــــــــــبُ تـزلّـفـي
أدري سـتـعــــــــــــرفُ هـمـس قـلـبـيَ كـلـمـا *** ذكـروكَ شـفّ كـعـــــــــــــــــــــــــــــــــــاشـقٍ مـتـعـفـفِ
شـالٌ حـريـريٌّ عـلـى أكــــــــــــــــــــــتـافـهـا *** صـوتـي، وصـــــــــــــــــــــــوتـك وردةٌ فـي الـمـعـطـفِ
فـرسٌ جـمـوحٌ أفـلـتـتْ بـعـنـــــــــــــــــــانِـهـا *** لـلـقــــــــــــــــــــــــــــــــــــاءِ مـن تـهـوى بـكـل تـلـهـفِ
يـا ذا الـبـهـاءِ مـتــــــــــــــــى تـهـيّـأ مـوعـداً *** لا الـشـعـرُ يـكـفـي، لا الـقـصـــــــــــــــــــــــيـدةُ تـكـتـفـي
قـل كـن، أنــــــــــا الـشـيء الـذي بـكَ كـائـنٌ *** وبـغـيـر وصـلـكَ يـا حـسـيــــــــــــــــــــــــــــنُ سـأنـتـفـي
إيـمـان دعـبـل