مقالات

تأديب النفس وتربيتها

يوجد في كل إنسان عنصران : عنصر فطري شخصي ، وعنصر كسبي اجتماعي. و العنصر الاجتماعي لا يتأتى إلا بالتربية. وتتضمن التربية إعطاء الفرد المعلومات والخبرات التي لا يتسنى له كسبها بمفرده .

وهكذا نجد الأب في الأسرة يمحض أبناءه التربية الصالحة ، قبل أن يمارسوا الحياة العملية ، فيكون ذلك لهم معينا على تخطى العقبات والصعاب ، ودافعا لهم إلى النجاح والتفوق .

‏نلمس هذا المعنى واضحا جليا في بداية وصية الإمام علي (عليه السلام) لابنه الحسن (عليه السلام) بعد انصرافه من صفين ، وقد شعر بدنو أجله .

‏◄ يقول علي (عليه السلام) في الوصية رقم ٣١ ‏من النهج :

‏” وانما قلب الحدث كالأرض الخالية ، ما ألقي فيها من شيء قبلته . فبادرتك بالأدب قبل أن يقسو قلبك ، ويشتغل لبك . لتستقبل بجد رأيك من الأمر ما قد كفاك أهل التجارب بغيته وتجربته . فتكون قد كفيت مؤونة الطلب ، و عوفيت من علاج التجربة . فأتاك من ذلك ما قد كنا نأتيه ، واستبان لك ما ربما أظلم علينا منه ” .

‏وفي آخر هذه الوصية قال (عليه السلام) :

‏” ولا تكونن ممن لا تنفعه العظة الا لم ذا بالغت في ايلامه ؛ فان العاقل يتعظ بالآدب ، والبهائم لا تتعظ الا بالضرب ” .

‏◄ وقال (عليه السلام) جملته الذهبية :

‏” لا تقسروا على اولادكم على آدابكم ،  فانهم مخلوقون لزمان غير زمانكم ” (حديد ، حكمة 102 ) .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى