اهمية اليمن الاستراتيجية في الاسلام
اقام ملتقى نون الثقافي يوم الثلاثاء مساء بتاريخ الخامس من شهر رجب عام ١٤٤٠ هجرية ندوة ثقافية بعنوان اهمية اليمن الاستراتيجية في الاسلام ، مستضيفا سماحة الشيخ اسد محمد قصير (حفظه الله) وقد استهل سماحته الحديث بذكر الله (عز وجل) والصلاة على نبيه واهل بيته الطيبين الطاهرين ، (اللهم صل على محمد وآل محمد) ثم تطرق سماحته الى الفتح العظيم الذي حدث في مثل هذه الايام من شهر رجب وذلك بدخول اهل اليمن الى الاسلام طوعا ومحبة لله و رسوله و رسول رسوله امير المؤمنين علي ابن ابي طالب ، وكيف فرح النبي فرحا عظيما واستبشر بذلك استبشارا كبيرا بإسلام اهل اليمن وسجوده حمدا وشكرا لله وسلم على قبائل همدان من موضعه ، ثم بين سماحته كيف ان اهل اليمن يحتفلون كل عام والى يومنا هذا بهذه المناسبة الاعظم والاجل والاشرف في تاريخ اهل اليمن ، ثم بين سماحته بعضا من تفاصيل دخول اهل اليمن الى الاسلام حيث ان النبي (ص) بعث خالد بن الوليد الى اليمن فلم يستجب له احد على مدى ستة اشهر فأعاده النبي (ص) وارسل بدلا عنه امير المؤمنين (ع) فاستجاب اهل اليمن لدعوته من فورهم لما سمعوا منهج الله و رسوله المتمثل في قوله تعالى: سورة النحل, الآية 125:
ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين
ثم بين سماحته كيف ان ارسال النبي للرسل كان كمبشرين ومنذرين وليس كمقاتلين ومحاربين فالدعوة المحمدية قائمة على مبدأ قولوا للناس حسنا ، ثم فند سماحته تلك الشبهات التي افتعلها علماء سلطان بنو امية وغيرهم وادخلوها في تراث المسلمين من ان الاسلام انتشر بالسيف ، وبين سماحته ان حروب النبي كانت دفاعية وان القرآن لا يكره الناس على اعتناق الاسلام ، ثم تطرق سماحته الى ان كل الاديان السماوية كانت رحمة للعالمين وضرب مثالا ب الملكة بلقيس التي كانت تحكم اليمن والتي ذكرها الله سبحانه في القرآن وكيف انها استقبلت كتاب نبي الله سليمان (عليه السلام) والذي كان باسم الله الرحمن الرحيم وفي ذلك دلالة واضحة على ان الدعوة لدين الله منبعها الرحمة ، فتعاملت الملكة بلقيس مع الخطاب بحكمة و حسن تدبير برغم ان قومها أولو قوة وأولو بأس شديد كما جاء في القرآن الكريم فحصنت مملكتها و حافظت على عزتها وعزة قومها برجاحة عقلها وعدم قبولها لدخول الملوك الى مملكتها بقولها كما ورد في القرآن الكريم: (ان الملوك اذا دخلوا قرية افسدوها وجعلوا أعزة اهلها أذلة وكذلك يفعلون) ، ثم ربط سماحته بين موقف بلقيس الحكيم وموقف اهل اليمن الذين لا يرضون ابدا بالمذلة والذين يبذلون دمائهم وارواحهم في سبيل عزتهم ودفاعا عن مقدساتهم وأرضهم وأعراضهم ، ثم بين سماحته ان مواقف العزة والشرف والبطولة إنما تصدر من الاحرار والشرفاء وعلى رأسهم شيعة امير المؤمنين علي ابن ابي طالب (ع) واستدل بذلك في حاضرنا المعاصر بانتصارات شيعة امير المؤمنين على الصهاينة الغاصبين وافشال المشروع الامريكي في منطقة الشرق الاوسط و صمود اهل اليمن الذي قلب الموازين الاستراتيجية في المنطقة والذي جعل آل سعود يكشفوا عن وجوههم القبيحة ويثبتوا على انفسهم للعالم اجمع بانهم ليسوا سوى ادوات خبيثة بيد القوى الاستعمارية ، ثم بين سماحته عمق الاهمية الاستراتيجية لليمن في الاسلام وكيف ان النبي كان حريصا جدا على اسلام اهل اليمن وذلك لان اليمن هي بوابة الجزيرة العربية ومخزونها البشري وتأمين مثل هذه المنطقة كان من اهم منجزات المسلمين والتي فتحت الباب على مصراعيه لتتوالى القبائل والاقطار في الدخول الى الاسلام فكانت اليمن هي اللبنة الاساسية في بناء صرح الدولة الاسلامية ، والى اليوم تعد اليمن ثقل استراتيجي عظيم جدا لذلك تحرك الاعداء لإسقاط اليمن و ترهيب اهلها ولكنهم لم يقرأوا التاريخ جيدا ولم يحسنوا تقدير قدر اهل اليمن فمني الاعداء بهزائم ساحقة ولا يزالون وستكون اليمن المعادلة الاقوى في الاسلام مستقبلا كما كانت ، ثم تطرق سماحته الى الحديث عن طوائف ومذاهب اهل اليمن وخاصة الزيدية والشافعية وتحدث عن مدى حب هذه الطائفتان المباركتان لأهل البيت (عليهم السلام) وكيف كانت اليمن الملاذ الآمن لأهل البيت وشيعتهم وذلك نتيجة لما وصف النبي (ص) اهل اليمن بأنهم ارق قلوب والين افئدة ، ثم اختتم سماحة الشيخ حديثه بالتعبير عن ثقته بنصر اهل اليمن على اعدائهم و دور اهل اليمن في رسم مستقبل زاهر للمنطقة والعالم.
ابو يوسف المنتصر