بعض رفعته النخيل
إلى سيد الكونين محمد (صلى الله عليه وآله)
يَـهـيـمُ بـفِـكـرَةٍ، كَـيـفَ الـسَّـبـيـلُ بِـهـا فَـأسٌ عـلـى صَنَمٍ تَصُــولُ
ولَـمّـا شـاخَـتِ الأَحـجــارُ فــيـها وشابَ الكَهفُ، أَتعَبَهُ الـوُصُـولُ
أَتى نَـبَـأٌ، بِهِ ابـتـسَــمَـتْ حُـقُـولُ بِـأَنَّ الأَرضَ غـازَلَـهـا الرَّسـولُ
وَقـالَ بِـسِـرِّهِ: يـا أَرضُ كــونـي فـكـانَـتْ، والـقـرى لـيـلٌ مَـهـولُ
مـن الـيُـتـمِ الــذي بــاتَ اتِّــكــاءً لـهُ في الدَّربِ، يَــبـتَـدِئُ النَّحيـلُ
من الـصِّدقِ المُعَـتَّـقِ فـي شِــفـاهٍ فَراشَةُ عِـشــقِها المَعنى الجَميـلُ
منَ الـرَّمـلِ اسـتَـفاقَ عـلى بُـكاءٍ ونـايــاتٍ، يُــمـارِسُـهـا الـعَويــلُ
من الـصَّحراءِ بـالـقُـرآنِ يَسـعـى إلـى شَـجَــرٍ يَـمـيـلُ، ولا يَـمـيلُ
أَنا المُحتارُ في الـمـخـتـارِ وصفاً بِـنـورِ سِــراجِـهِ، مـاذا أَقــولُ ؟
ولي جَـفـنٌ، سَـيُـطبِقُ فوقَ عيني لِـيـفـتَــحَ ألـفَ بـابٍ يَـسـتَـحـيـلُث
وأدري، أَنَّ مــائِــدَتـي الــسُّـيـولُ ولـكــنْ زهـوُ قـافــيَــتي قَـلـيــلُ
لأنَّ الــمــدحَ فَــسَّــرهُ الـــنُّــزولُ علـى خُـلُقِ النَّدى جاءَ الرَّسـولُ
فَـذا الـنَّـخْـلُ الـذي دامَ اخْضِراراً نَــقِـــيّــاً، لَـمْ يُخـامِــرْهُ الـذُّبــولُ
فَـهُـزَّ إلـيـكَ تَـنـفَـجـرِ الـحَــكــايـا سَـنَـقـرَؤُهـا فـيَجـري السَّلسَبيـلُ
لـتَـذهَـلَ كـلُّ ســاقِـيـةٍ بــمَــعـنـى تَـمَـنّـى رَشـفَـهُ جــيـلٌ، فَـجـيــلُ
ضِـيـاءٌ حـالِـمٌ، فــيـــنـــا يــقــولُ وعـنـدَ الـقـولِ، فـارَقَـهُ الأُفــولُ
يَـتـيـمـاً، أَورثَ الأيــتـامَ كَــهْــفـاً لِـتَـخـجَـلَ منْ مَّحَـبَّـتِهِ الأُصـولُ
لِأَنَّ الـفَـقـرَ مَــمــلَـكَـةُ الأَمــانـي تَـمَــنّـى اللهَ، فاتَّــسَـعَ الــقــلـيــلُ
أَقـامَ بـفَــقـرِهِ بــيـــتـــاً غَــنِـــيّــاً بـهِ الـفُـقَـراءُ مازالــتْ تَــجـــولُ
وهـيَّـأَ لـلــحــمــامـةِ غُـصــنَ ودٍّ قُـبـيـلَ الـوَأدِ فـانـطـلقَ الـهَـديـلُ
لـتَـفـرَحَ أُمَّـةٌ كــبــرى بِـأُخــرى كـأَنَّ الأَرضَ أَفـرحَـهـا الهُطـولُ
جـمـيـلٌ مـا تـرى الـكُـبـراءَ فـيهِ تَـمـيـلُ بِـهِـمْ مِـنَ الـتَّقوى العُقولُ
لـتـتـبـعَ رايةً بــيــضــاءَ فــيــهـا مَـقـالٌ: أَنَّ بـسـمــتَــهُ الــدَّلــيــلُ
مُـنـيـرٌ مـن أَطـاعَ لضَوءِ شَمسٍ أَمـيـرٌ، مَـن تُـتَـوِّجُهُ الــفُــصـولُ
فَـحـيـنَ الـدَّعـوةِ البَيضاءِ قـالـوا لَـهُ صَــوتٌ يُــلَــوِّنُــهُ الــذُّهــولُ
وقـالوا كــانـتِ الأَيّــامُ حُــبــلـى بِـهـا الأَبـواقُ تُـنـفَـخُ، والـطُّـبولُ
فَـبـاتَـتْ وَهـيَ آمِـنَـةُ الـسَّــجـايـا بـهـا شـكٌّ، يــراوِدُهــا، ســؤولُ
عـنِ الأَحـلامِ حـلَّـتْ فـي قُـراها بـحـيـثُ الـفَـقـرُ والأَمـلُ الضَّئيلُ
وحـيـنَ تـكَـوَّرَتْ بالـطُّهرِ نوراً وأَوَّلَ حَـمـلَـها الـنَّـبـأُ الـجَــمــيـلُ
تَـلاشـى شَـكُّ آمـنـةٍ بِـــطَــيــفٍ بِــهِ مــاءً تَــوضَّــأَ جِـــبـرَئــيـلُ
وصـلّـى ثـمَّ وجَّـهَ مـا تـــلَــقّــى إلــيــهــا وهـــيَ آمـــنـةً تــقــولُ
أَنِ الأحـلامُ جـاءَتـــنـي كِــتـابـاً عـلـى أَنَّ الـجَـنـيـنَ بِـيَ الرَّسولُ
يُوزِّعُ من جَبيـنِ الحَـقِّ ضـوءاً لِأَقـمـارٍ، سَـيُــغـريـهـا الـدُّخــولُ
إلى دفءٍ، بِهِ الضُّعَفاءُ صـرحٌ عـظـيـمٌ بـعـضُ رِفـعَـتِـهِ الـنَّخيلُ
أَمـيـنٌ، كـانَـتِ الأَشـياءُ تحـكي بـأَنَّ الـعِــطــرَ أَدنـى مــا يَـقـولُ
أَتـاهـا كـاتِــبــاً خُــلُــقـاً أَديـــبـاً بـمَـكَّـةَ، ثُـمَّ يـــثــرِبَ، لا يَـزولُ
وكانَتْ قبلَ خَطوِكَ لا كـثــيــرٌ يـمُـرُّ بــهــا أريــجــاً، لا قَــلـيـلُ
وكـانَ الـلـيـلُ مُـفـتَـرِشاً أَمـانـاً لـذلـكَ هـزَّ مــضـجـعَـهُ الرَّحـيـلُ
أَتـاهُ الـخـلـدُ بالـمَـوتِ، اشتياقاً مِـنَ الـرَّحـمـانِ، فـارتـحَـلَ الدَّليلُ
وأَبـقـى بـعـدَ رحـلَـــتِـهِ تُـراثـاً حَـكـيـمـاً بَـعـضُ نَـكـهَـتِـهِ البَتولُ
وبـاقـي الإرثِ تُخــفيهِ المرايا فيَفضَحُ سِرَّها القَصَصُ الـجَـمـيلُ
لـعَـرشِ اللهِ نَـنـوي ثُـمَّ نَسري إلى أَنْ..، ثُـمَّ يَـنــقـطِـعُ الـسَّـبـيـلُ
سوى عَـيـنَـيـكَ لم تَبلُـغْ عُيونٌ إلـى قـوسـيـنِ قَـرَّبَــكَ الـخَــلـيـلُ
على جَـمـرٍ يُـقَـلِّـبُـني الـدُّخولُ إلى مـعـنـاكَ والـمَـرمـى خَـجولُ
لأَنَّ الـشِّـعـرَ لا يَقـواكَ صَـلّى وسَـلَّـمَ حـيـنَ أَتـعــبَــهُ الـوُصولُ
فاهم العيساوي