مقالات

معرفة النفس أنفع المعارف

‏حين دعا النبي (صلى الله عليه وآله) كل مسلم إلى العلم والتعلم ، فقال : ” طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة ” ‏ ، اعتبر معرفة النفس من أولى تلك المعارف التي ندب إلى تحصيلها ومعرفتها ، إذ كيف يعرف الإنسان غيره إذا هو جهل نفسه فالنفس مفتاح العلوم والمعارف ، وهي سبيل القرب من الله ، واكتناه حقائق الكون والوجود .

‏يقول الإمام علي (عليه السلام) في هذا المعنى (من غرر الحكم) :

◄ أفضل المعرفة معرفة الإنسان نفسه .

‏◄ كيف يعرف غيره ، من يجهل نفسه !

‏◄ معرفة النفس أنفع المعارف .

‏◄ المعرفة بالنفس ، أفضل المعرفتين .

 يقصد بالمعرفتين :

‏- المعرفة الأولى : معرفة الأنفس .

‏- والمعرفة الثانية : معرفة الآفاق .

‏مصدقا لقوله تعالى : {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ} [فصلت : 53] .

‏ومعرفه النفس افضل وانفع من معرفه الآفاق ؛ لان المعرفة بالآفاق هي علم حصولي ناتج عن النظر والفكر الذى يخطئ ، بينما المعرفة بالأنفس فهي علم شهودي حضوري مباشر لا يحتاج الى واسطه . فاذا عرف المرء نفسه من حيث قواها واطوار وجودها ، وشاهد فقرها الى ربها ، وجد نفسه متصلة في وجودها وحامها وجمع قواها بالله . عند ذلك منصرف عن كل شيء زائل وتتوجه الى ربها ، الذى لا يحجبه عنها حجاب .

‏ينتج من هذا آن النظر في آيات الأنفس انفس قيمة ، لأنه المنتج لحقيقة الفرد ، التي هي ” معرفه الله ”  بالله ، بينما النظر في آيات الآفاق فيعطى ” معرفه الله ” بالخلق . لهذا عد الامام على (عليه السلام) المعرفة النفسية انفع المعرفتين (1) .

_______________________

‏1. ميزان الحكمة للعلامة محمدي ريشهري ، ج 6  ص 144‏.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى