
جريمة البقيع الغرقد… شعر الشعراء
في الثامن من شهر شوال من العام 1344 للهجرة هدموا أضرحة الائمة من اهل البيت “عليهم السلام” في بقيع الغرقد وهم: الحسن المجتبى وعلي السجاد ومحمد الباقر وجفعر الصادق “عليهم السلام جميعا”
و في هذه المناسبة، نظم كثير من الشعراء هذه الجريمة النكراء، فرثوها و بكوا عليها و أبكوا . من هؤلاء:
العلّامة السيّد صدر الدين الصدر حيث قال :
لعـمري إنّ فاجعة البقيـع ** يُشيبُ لهولها فؤاد الرضيع
وسوف تكون فاتحة الرزايا ** إذا لم يُصحَ من هذا الهجوع
أما من مسلمٍ لله يرعى ** حقوق نبيّه الهادي الشفيع (1).
وقال شاعر آخر
تبّاً لأحفاد اليهود بما جَنـوا ** لم يكسـبوا من ذاك إلّا العارا
هتكوا حريـم محمّد فـي آله ** يا ويلهم قد خالفـوا الجبّارا
هَدَموا قبور الصالحين بحقدهم ** بُعداً لهم قد أغضبوا المختارا (2).
وقال شاعر آخر
لِمن القبور الدارسات بطيبة ** عفت لها أهل الشقا آثارا
قُل للّذي أفتى بهدم قبورهم ** أن سوف تصلى في القيامة نارا
أعَلِمتَ أيّ مراقد هدمتها ** هي للملائك لا تزال مزارا (3).
وقال الشيخ عبد الكريم الممتن مؤرّخاً هدم قبور أئمّة البقيع:
لعمرك ما شاقني ربرب ** طفقت لتذكاره أنحب
ولا سحّ من مقلتي العقيق ** على جيرة فيه قد طنبوا
ولكن شجاني وفتّ الحشا ** أعاجيب دهر بنا يلعب
وحسبك من ذاك هدم القباب ** فذلك عن جوره يعرب
قباب برغم العلى هُدمت ** وهيهات ثاراتها تذهب
إلى م معاشر أهل الإبا ** يصول على الأسد الثعلب
لئن صعب الأمر في دركها ** فترك الطلّاب بها أصعب
أليس كما قال تاريخه ** بتهديمها انهدم المذهب(4).
وقال الشيخ عبد الحسن الجمري في هذا المجال :
اذا تجاوزت نجدا فالطريق هنا ** هناك من بعد وعثاء السرى وعنا
ياسابق الريح غربي الهضاب على ** ميمونة سبقت في سيرها الزمنَ
خل الهضاب وجز نحو الحجاز فإن ** جاوزت بالحُرة الحراء والحزنا
قف وابكي ال رسول الله قد هدمت ** قبابهم وغدت تستنطق الدمنا
قبور ال رسول الله دنسها ***** حقد الأولى نصبوا بغضاءهم علنا
ويلٌ لهم هدموا تلك القباب جفاً ** ماذا ترى غيهم لو ادركوا الحسنا
او ادركوا زمن السجاد لانتهكوا ** مقامه واذاقوا آله الإحنا
وباقر العلم لو لاقوه لامتعضوا ** وكفروه وقالوا الشرك منه دنا
ولو رأوا جعفرا في كفه شرفا ** قضيب طه لقالوا يعبد الوثنا
يازائرا طيبة فالخير في قبب ** كانت مشيدة تقري الانام سنا
واليوم تربتها تقري الانام هدى ** وتنعش الفكر و الارواح والبدنا
زر في البقيع قبورا جل رافعها ** سر الوجود بها لا ترهب الزمنا
تمر من تحتها الاجيال خاشعة ** سيان تقري هدى من حل او ضعنا
مثوى الأئمة من أبناء أحمد لو ** هجرت في حبها الأهلين والوطنا
لكنت أعجز عن تقدير رتبتها ** أنّا وتربتها قد فاقت السننا
لا ينكر الفضل الا من تسير به ** ركبانه نحو الحاد له وخنا
سيان من فارق القربى وناصبهم** صلى وحج وزكى او هوى وزنا(5)
الهوامش :
(1)بحوث في الملل والنحل 1/339.
(2)المذاهب الإسلامية ـ الوهابية.
(3)ليالي بيشاور ـ المجلس الثالث.
(4)مستدركات أعيان الشيعة 2/161.
(5)موقع الفضيلة