مقالات

عالمية الراية .. تحرك الضمائر وتصحح المسير

ها هو فجر الحسين عليه السلام قد لاح وشق طريقه إلينا وهو يخترق حجب الظلم ليضيء هذا العالم مرة أخرى بعد أن تزايد وعم الجهل والقساوة أرجاء المعمورة،

إنه يأتي في كل عام وهو حامل معه قبس من مصباح اسمه (الحسين عليه السلام) ليضيء درب الأجيال،

هذا القبس يحمل راية اسمها (العباس عليه السلام) ليهتدي إليها من ضلّ طريقه أو أصاب العمى قلبه فيعيده إلى جادة الفطرة السليمة التي خلقها الله فيه. وهناك صرخة تطلق في كل عام توقظ كل ضمير نائم أو ميت فتعيد إليه الحياة من جديد، إنها صرخة الطف. لقد أراد أعداء الله والدين والإنسان إطفاء ذلك المصباح بقتله، وظنوا أنه سينطفئ يوما ما، نعم كان بالإمكان إخماد ذلك المصباح لو كان دنيويا إلا أنه مصباح قد خلقه الله من نور مضيء في عرشه حتى كشف عن نقش في ساق العرش مكتوب فيه (إن الحسين مصباح هدى وسفينة نجاةٍ). النداء والصرخة كانت تعلو أولا من جيش عمر بن سعد (أحرقوا خيام الظالمين ) إلا أن تلك النار استعرت والتهبت حتى احرقت عروش الظالمين وأول تلك العروش هو عرش (يزيد اللعين). ثم كانت هناك صرخة أنصار الحسين التي تتجدد في كل عام هذه الصرخة التي دوت بأفق السماء صرخة أعلى من صراخ العتاة والقتلة، تدوم في ضمائر الموالين ما بقي الليل والنهار فتنفذ إلى قلوب الناس تستنهض فيهم ما غفلوا عنه أو تناسوه، فيتجهون نحو ذلك القبس علهم يستضيئون به ويهتدون، فكان لزاما لهم راية تدلهم على موضع ذلك النور وبوصلة تحركهم نحو مكمن العشق والطهر، فأصبحت راية (العباس) تخفق في أفق السماء ملوحة للمسترشدين أن هلموا الى جنة الحسين “عليه السلام . ” هي بحق راية عالمية تحرك الضمائر وتصحح المسير.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى