زيارة بشوق حمام
إلى سيد الكائنات محمد (صلى الله عليه وآله)
إلى القبَّةِ الخضراءَ والقلبُ أخضرُ *** بــإســمِ رســولِ اللهِ لا يــتـصـحَّـرُ
يـقـولُ نـخـيـلٌ في الـمـديـنـة شاهدٌ *** بأنَّ الهوى في المصطفى لهوَ بيدرُ
يـخـامـرنـي هـذا الخـضارُ بيثربٍ *** فـفـي التـمـرِ أستقوي الهوى وأُتمَّرُ
ولـي رطـبٌ مـن نـخـلـةٍ يـثـربـيَّـةٍ *** فـمـسّاقِـطٌ مـن دون هـزٍّ ومُـسـكـرُ
يبادلُ أعناباً على خـمرِ عـصـرِها *** ويـسـكـرُ بالإعذاق إذ لـيسَ يُعصَرُ
لأنَّ رســـولَ اللهِ قـالَ لـــطــيــبــةٍ *** لـقد زاد لأيُ الناسِ والكلُّ أَعسروا
فكوني لهمْ أرضَ القـطافِ وراحةً *** بـما فـاقَ خمراً من جـنـانٍ يـصـدَّرُ
فـسـعـيـاً مـع الـمـيـلادِ نحوكَ قبَّةً *** إذا اخـضـرَّ أفـقٌ مـن قـبـابِـكَ يثمرُ
وقـرباً دنـوُّ الـقـلـبِ فـيـه حـقـيـقـةٌ *** وإن سـامــنـا بـعـد فـحـبُّـكَ مـعـبـرُ
أيا فـألـنـا بـالـخـيـرِ والـخيرُ خيرةٌ *** ونـحـنُ عـلـى الأفـعـالِ دونكَ نُقهرُ
وأنـت من الاسمِ الـذي رنَّ نغمةً *** مـمـوسـقـة تـعـنـي الـهـوى نـتـخـيِّرُ
ونـعـشـقُ في كلِّ الـمــواقـعِ نسبةً *** لـقـبرِكَ قـرباً ثـمَّ فــي الـقـفـرِ نمطر
أتـيـتُ غـمـامـاً كـلـمـا جفَّ ماؤنا *** تطهَّرَ حيثُ الأصـلِ في الماءِ كوثرُ
أتيت من الـرحـمـنِ رحـمتَه التي *** بــهـا كـلُّ ذنـبٍ لـلـمـحـبـيـن يـغـفـرُ
وعلَّمتَ فينا مـنطقَ الطيرِ أنَّه الـ *** تـطـامـنُ جــنـحـاً لا الـذي يـتـطـيَّـرُ
وعندكَ يا مـولايَ خـضـراءُ قبَّةٍ *** ومـن فوقِـهـا يـبـدو الـحـمـام المسيَّرُ
وهـدهـدنا عـن يوم مولدكم رأى *** كـرونـا خـواءً إذ ضـريـحـكَ محشرُ
يـقول هو الـمـائـيُّ بهوَ ضريحِه *** مـن الـمـاءِ لو قد قيلَ ذا البهوُ مرمرُ
ألا كشَّفوا عن ساق كوفـيدَ فريَةً *** ومـن بـهـوهِ الـمـائي قوموا تطهَّـروا
فأحمدُ لا تـقـوى عـلـيـه خـبائثٌ *** وفـي لـحـظـةِ الـمـيـلادِ لـلـداء يـنـهرُ
ويـنـذرُ أقـوامـاً عـتاةً ومضعفيـ *** ــن زاروه في شـوقِ الـحـمـامِ يُـبـشِّرُ
سلمان عبد الحسين