سر خلود ثورة الامام الحسين ابن علي عليهما السلام
حسين مجيد عيدي ميسان – كميت
ان أساس قيام ثورة الإمام الحسين ابن علي(ع) هي لبناء وتأسيس سلطة عادلة تحفظ فيها ألكرامه والحرية والعدل في زمن كان هناك الانحراف والاضطهاد والإرهاب الفكري والأخلاقي قائم وما أراده الإمام (ع) هو الإصلاح وتغيير ألمعادله .وفيما بعد أصبحت شعارات ثورة أبي الأحرار مدرسه نتعلم منها الشرف والفضيلة والإباء والشجاعة ومهما مرت ألازمنه نحس بحاجه إلى المزيد من التعلم من مبادئ وقيم تلك ألمدرسه كونها بحر من المعاني والبيان وأصبح الإمام معلما يقدم درسا بعد درس لؤلاءك اللذين يعيشون المظلوميه. إن سر الخلود والتجدد لكربلاء الحسين(ع) تكمن في كونها في ضمير ووجدان وقلوب الأحرار ولم يخرج من مشاعرهم وأعطى شحنات إيمانيه تنتقل من جيل إلى جيل لايستطيع احد أن ينتزعها وتتسع ولا تقف عند حد معين فبقى الحسين محفوظ بالصدور والسطور وأصبح رمزا ومنهلا ينحو نحوه الظامئون من كل الأجناس والأديان ليغترفوا من عذب ماءه فالحسين(ع) عطاء وتألق وقدوه وبطوله وكرامه وانجاز وموقف وعزه وتضحية وفداء وفكر لايموت ومدرسته مدرسة المبادئ والحكمة والبصيرة وكيف لا وهو من شجرة مباركه أصلها رسول الله (ص) وفرعها فاطمة الزهراء سيدة نساء العلمين ولقاحها علي أمير المؤمنين (ع) وثمارها الحسن والحسين تربى عليه السلام على نهج ابيه وجده رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو القدوة والاسوه وماكان للرسول فهو له إلا النبوه حتى روي عن بعض الصحابة قال انه حين يدخل الإمام الحسين عليه السلام المسجد وهو معتم ظننا وكأن النبي قد بعث من جديد وقال احدهم ( لو يعلم الناس عن الحسين مانعلمه نحن لحملوه على رقابهم . في هذه الايام التي يستذكر فيها المسلمين ذكرى ملحمة الطف الخالده نرى الوهابيين المتصهينين ومن خلال بعض الفضائيات بالتشويش على افكار المسلمين ومعتقداتهم لا من اجل توحيد الدين على كلمة سواء وانما من اجل زرع الفتنه ولاقتتال الطائفي وابعاد انظار المسلمين نحو عدوهم المشترك من خلال التدليس والتحريف والكذب والافتراء . ان هؤلاء المختله عقولهم والذين يدلسون وفق هواهم وبما ينسجم مع افكارهم العقيمه قد اعمى الله بصيرتهم وعطل ادمغتهم قدأصابهم الفزع والهلع حينما يشاهدون الحشود المليونيه وهي تتجه نحو كربلاء الحسين وتردد ((ابد والله ماننسى حسيناه)) فتلك الصرخه وهذا النشيد من عشاق الحسين قد أذهلهم. فالحسين (ع) القلب الذي اركبه الرسول (ص) على ظهره وقبل شفتيه وأوصانا بمحبته وقال حسين مني وانأ من حسين أحب الله من أحب حسينا . فمن اجل اظهار الحقائق والوصول الى كلمة سواء علينا ان نتدبر عقولنا وان نبحث عن الطريق المستقيم وان نتثبت من الادله والاسانيد لكي تتضح الامور وتتبين الحقائق وعلينا ان نعرف حقيقه ثابته وهي لابد ان يكون للدين الاسلامي امتداد وامام معصوم من الخطا بعد النبي (ص) يحدد مسيرة المسلمين ويحافظ على بقاءه سليما من تحريف تعاليمه ومنع الاختلاف والفرقه بين المسلمين خاصة اذا ماعرفنا ان حاكمية الله لاتنتهي بعد وفاة الرسول لان الدين الاسلامي خاتم الاديان فلا دين بعده يصحح المسيره ومن هنا يستوجب ان يكون هناك ائمه وخلفاء بعد الرسول ليمثلوا هذا الامتداد . ورغم تدليس الوهابيه وافترائهم والترضي على من ظلم آل محمد الا ان الائمه صلوات الله عليهم اصبحوا منارا للامه وعطاءا وتألقا وقدوه وبطوله وكرامه وانجاز ومواقف وعزه وتضحية وفداء . فعلى مر ألازمنه أرادوا الطغاة أن لايبقى للحسين ذكرا لكن بقيت تلك الذكرى مدوية وتيار لايموت وثورة ملتهبة لاتنطفىء أبدا و تعدى الحسين عليه السلام مكان الحادث وتمرد صوته على التراب وانطلق وأصبح معلم من المعالم الواضحة في ألامه ولواء لمن يريد أن يسلك طريق ألعزه والتضحية في سبيل الله. فالسيف الذي قتل به الحسين (ع) والقوم الذين استباحوا دمه الطاهر وظلموه إنهم على اثر القوم الذين استباحوه دم أبيه عليه السلام وان اللذين يقتلون الآن من شيعته هم على اثر القوم الذين استباحوا دم الحسين (ع) في كربلاء وظلموه ظنا منهم إنهم قادرين على إنهاء عاشوراء الحسين وكربلاء الحسين وتاريخ الحسين ان حب اهل بيت النبي الأطهار مأمورين به من الله عز وجل من فوق سبع سماوات فيهم من نفح النبوة وعترة رسول الله، خصهم الله بالكرامه ووعدهم بالشفاعه وجعل افئدة الناس تهوي اليهم الا المنافقين والمرتدين امثال الوهابيه. وعلى مر ألازمنه أرادوا الطغاة أن لايبقى للحسين ذكرا لكن بقيت تلك الذكرى مدوية وتيار لايموت وثورة ملتهبة لاتنطفىء أبدا فالحسين تعدى مكان الحادث وتمرد صوته على التراب وانطلق وتألق وأصبح معلم من المعالم الواضحة في ألامه ولواء لمن يريد أن يسلك طريق ألعزه والتضحية في سبيل الله لقد تحرك الحسين (ع) في نطاق حركة جده تلك الحركة الانسانيه التي هدفها اصلاح امة جده رسول الله (ص) و الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والسير بسيرة ابيه علي عليه السلام لذا فان الحسين ملك لكل الأحرار والثوار ولا يمثل فئة خاصة لأنه ابن رسول الله ورسول الله للجميع فالحسين لكل مسلم مجسدا المثل الاسلاميه العليا وواقفا بوجه الظالمين من اجل أن يعيد الجذوى للأمة الاسلاميه وإيقاف الامتداد الأموي الذي أراد أن يمتد من جديد كان سلوك الإمام (ع) في معركة ألطف مليئه بالكمالات الانسانيه وكان مرغما عليها لأنه كان أما أن يقبل الذلة ويبايع من كان يلاعب الكلاب والقرود والفهود وشرب الخمر ومرتكب الآثام ويتحمل مسؤولية تلك البيعه أمام الله ومثل الحسين لايمكن أن يذل وهو القائل ((فوالله لااعطيكم بيدي إعطاء الذليل ولا اقر لكم إقرار العبيد)) فهيهات منا الذله اوخيار المواجه مع أعداء الله ورسوله فاختار المواجهه من اجل استقامة وتثبيت الدين بعد أن ألقى الحجة على الأذهان القاصره ورغم ذالك فقد استخدم الإمام (ع) عنصر الإقناع أمام أعداءه فاستعان بالمبررات والعبارات والتذكرة إلا إنها بقيت لااثر فيهم ولم ينفعهم ذالك فكان عليه السلام أشفق عليهم من أنفسهم لأنه يدرك بان أعداءه سيدخلون النار بسببه وبعد تحطم كل هذه الآمال فصار القرار للسيوف وكانت معركة الطف بين معسكر الحسين ومعسكر يزيد عليه اللعنة والذي افتتح دولته بقتل سيد شباب أهل الجنة ورفعه الراية ضد أهل البيت فستذله وتلعنه الأجيال على مدى التاريخ لأته من سفك الدماء الذي ارتوت بها ارض الطفوف . ولو كان يدرك بان الحسين شهيدا هو اخطر عليه من الحسين حيا لما فعل ذالك والأيام قد ثبتت ذالك . فالسيف الذي قتل به والقوم الذين استباحوا دمه الطاهر وظلموه إنهم على اثر القوم الذين استباحوه دم أبيه عليه السلام وان اللذين يقتلون الآن من شيعته هم على اثر القوم الذين استباحوا دم الحسين في كربلاء وظلموه ظنا منهم إنهم قادرين على إنهاء عاشوراء الحسين وكربلاء الحسين وتاريخ الحسين ولكنهم اصطدموا بصدور لاتلين وقلوب مليئة بحب الحسين وما زادهم ذالك إلا سموا وشموخا وتحديا وما أصاب أعداءهم إلا الهلع وهم ينظرون إلى الملايين من المسلمين وهم يمشون حفاة من اجل زيارة مرقد الإمام الحسين (ع) والذي قال فيه الرسول صلى الله عليه وسلم (حسين مني وأنا من حسين حسين سبط من الأسباط))وان((الحسين مصبح الهدى وسفينة النجاة )) وقال صلى الله عليه وسلم (( إن الحسين أعظم ما في السماوات أكثر من الأرض)). ولكن هناك من أئمة الكفر والظلاله أمثال الوهابين والتكفيريين لم يتعاملوا مع هذا الحدثالتاريخي من مصادره الثابتة كالقران وألسنه النبوية أو النسب أو العقل وإنما تعاملوا مع الحدث وفق متبنياتهم ومعايير ظاله كافره تعبر عما يحملونه من حقد تجاه أهل بيت النبوة عليهم السلام . ان الحسين (ع) مشعلا متوهجا عبر الدهور يبهر الأبصار بنورانية عطائه صارخآ بوجه الطغاة على مر السنين بعدم شرعية سلطانهم ومحفزآ لعشاق الحرية للوقوف بوجه الداعين لأستعباد العباد وأغتصاب البلاد صحيح منطق التاريخ يقول إن الحسين سقط شهيدا على ارض الشهادة ارض البطولة والعطاء وأسيل دمه على الرمال أللهبه في يوم العاشر من محرم إلا إن منطق العقل والعبرة يقول إن الحسين ولد في هذا اليوم فاصبحت ارض كربلاء كعبة الاحراروالثوار فقد تعدى الحسين عليه السلام مكان الحادث وتمرد صوته على التراب وانطلق وتألق وأصبح الثوره مدوية وتيار لايموت وملتهبة لاتنطفىء واصبحت معلم من المعالم الواضحة في ألامه ولواء لمن يريد أن يسلك طريق ألعزه والتضحية ضد الطغاة والظالمين . فما دام هناك حق وباطل وطغاة واحرار وخير وشر في ارجاء المعموره فان كربلاء باقيه وعاشوراء فكتاب الله نهى عن قتل النفس المحترمة متعمدا فما بال من يقتل ابن بنت النبي وينتهك حرماته والرسول يوصي به وكان صلى الله عليه وسلم تفيض عيناه بالبكاء كلما تذكر الحسين لان الوحي اخبره بان الحسين سوف يقتل في كربلاء أما عند اعتماد موازين النسب فانظر إلى شجرة الحسين أين تصل وانظر إلى ألشجره الملعونة التي ينتمي إليها يزيد فأبا الحسين علي ابن أبي طالب وأبا يزيد معاوية وأم الحسين بنت النبي سيدة نساء العالمين وأم يزيد !!!! وجد الحسين رسول الله وجد يزيد أبو سفيان > ولكن من المستغرب إن أئمة الكفر والظلاله الموازين والمعايير التي يتعاملوا مبنية على تشريع عدم الخروج على الحاكم وحتى إن كان ظالما أو من يقتل شيعيا فانه سيكون مع محمد(ص) في مائدة طعام واحده وتحريضهم الجهلاء في تنفيذ ذالك فأي عقيدة تلك التي تحرض على القتل وان تضع أقوال ابن تيميه والباز ومحمد ابن عبد الوهاب وغيرهم فوق أقوال النبي. ولايكتفون بذالك بل نرى هذا السعار والحملات المسمومة في المواقع والفضائيات ضد أهل البيت وشيعتهم وتكفيرهم والتحريض على قتلهم وعليه إذا أردنا أن نكون صادقين فلابد من أن نقول الحقيقة وبدون مجاملات (إن افتراء وتكفير أئمة الكفر والظلاله على أهل البيت وشيعتهم له مايبرره تاريخيا منذ يوم السقيفة ولحد الآن (( فمن نطق بالحق وقال أن علي أولى بالخلافة من بعد الرسول يتهمونه بالرافضي ويكفرونه )) وهم من أتباع بني أميه الذين جعلوا من سب علي عليه السلام سنه وعلى منابرهم لأكثر من ثمانين عاما .متوهمين هؤلاء أصحاب العقول العفنة والضمائر الميتة إنهم بأفعالهم الهمجية وفتاويهم الهزيلة أن يمحو اسم الحسين من ذاكرة الأجيال لان الحسين في ضمائر وقلوب ووجدان كل الأحرار في العالم وهو يمثل الانسانيه جمعاء فهو يمثل ألشيعه وألسنه والنصارى وكل الأمم. وأخيرا أن يفهم من لاعقل له إن حرارة قتل الحسين باقية في قلوب المؤمنين لايطفئها أتباع يزيد وشيعة آل سفيان ومن أئمة النفاق والقتل وسيبقى الحسين رمز الشموخ والكبرياء مهما فعل أعداء الله وسيذيقهم جل علاه حر النار والتاريخ القريب يثبت ذالك فعندما حاربوا الحسين ومنعوا الناس من زيارته وهدموا قبته والسجون امتلأت بشيعته فماذا حصدوا من أفعالهم الدنيئة غير الذل والهوان وأين هم الآن وأين الحسين الآن فقد بقي خالدا وقبته الشريفه تزهو والملايين من انصاره وشيعته تطوف حوله وهم يهتفون ابد والله يازهراء ماننسى حسيناه )). فهنيئا لأصحاب الحسين من النصارى والمسلمين والأطفال والشيوخ الكبار الأخيار الأبرار الذين طلقوا حرائرهم ويستأنسون بالمنية من اجل نصرة ابن بنت نبيهم وقاتلوا قتال البطال دون الطيبين من ال محمد حتى قال فيهم عليه السلام ((لااعلم أصحاب أولى وأخير من أصحابي)) ومن العلماء المعاصرين الذين استلهموا من ثورة الامام الحسين عليه السلام دروسا ومنهجا وطريقا هو اية الله العظمى السيد محمد باقر الحكيم (قدس سره) حين قال ((إن مسيرة الإمام الحسين عليه السلام جسدت فينا الإسلام الأصيل الذي يبقى يتحرك في ألامه وان من يسير في خطه يجب أن يسعى إلى تحقيق حكومة العدل والمساواة وهي مورد اعتزاز وتقديس لكل أولئك الاحراراللذين استشعروا أخلاق الإنسان وحريته انشهر محرم ليس شهر بكاء فحسب ويجب أن نبكي ,وليس شهر حزن وحسب ويجب ان نحزن ولا يكفي ان نلبس السواد وعلينا أن نلبس السواد ,لكن رسالة محرم رسالة أعمق وأوسع ويجب ان نعرف هذه الرسالة ونسير على ضوئها ,باعتبارها رسالة التولي والتبري رسالة الولاء للحق والعداء للباطل )).