سفر مراثي إيليا
(كان الإمام عليّ عليه السلام يكثر الدخول والخروج إلى صحن الدار وينظر إلى السماء في الليلة التي أصيب فيها، ويقول: هي …هي والله الليلة التي وعدني بها حبيبي رسول الله صلى الله عليه وآله)
لَـمَـحَ الـسـمـاءَ وكـانَ آخـرَ مـا لَـمَـحْ *** هـوَ أَنْ رآهُ مُسبِّحاً بدَمٍ سَبَحْ
ورآهُ… يـقـتـرحُ السجودَ عـلـيـهِ سيـــــــفٌ يشتهي دمَهُ فلبَّى ما اقتَرَحْ
ورآهُ… والأيتـام حَـنَّتْ بابَــهُ *** وجـبـيـنَـهُ الـمـعْصوبَ أَرغفةً رشَحْ
ورأى الصلاةَ تلوبُ: عفْوكَ سيّدي لولا انشغالُكَ بي فرأْسُكَ ما انجَرَحْ
يا مَنْ برأسِـكَ مُستقرُّ مدائنِ الــــكـلـمـاتِ، والـلـغـةُ الجميلةُ… والـمُلَحْ
وعلى يـديـكَ يـنامُ ملْءَ جفونِهِ *** مَـن لـم يَـجِـدْ فـي الأبجديَّةِ مُطَّرَحْ
ورأى خيوطَ صـيـامِـهِ لم تكْتملْ *** بيضاً فسُوداً… مُذ بحُمْرتِهِ اتَّشَحْ
ومشى خميصاً خلْفَهُ رمضانُهُ *** والـقَـدرُ تـدري: قدْرُها فيهِ افتَضَحْ
والعيدُ جاءَ يوزِّعُ الحلوى على *** أَيـتـامِـهِ فـرأى الـشـفـاهَ بـلا فرَحْ