مقالات

في الإمامة

محمد(صلى الله عليه و آله) خاتم عهد النبوة وفاتح عهد الوصاية

الحلقة: (15)

بقلم: منير عوض

 تبتدئ دائرة الوجود الجسدي الطيني بآدم عليه السلام وقد سبق هذا الوجود وجود روحي نوراني تجسد في محمد والأئمة من آل بيته الأطهار.

ظل هذا النور الإلهي يتناقل ويتجلى في الوجودات الطاهرة للأنبياء بين قوة وخفوت وبين ظهور واستتار مذ آدم علي السلام  لتكتمل هذه الدائرة بالظهور الروحي الأعظم لمحمد.

وفقا لما سبق فإن آدم أبو البشرية جسديا وأما أبو البشرية روحيا فهو محمد وعلي كما نص الرسول الأكرم والأئمة الأطهار ـ صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين ـ على هذا في روايات متنوعة مما ذكر منها في بحار الأنوار – العلامة المجلسي – ج ٣٦ – الصفحة (10ـ11) على سبيل الثمثيل لا الحصر مايلي:

عن الصادق عليه السلام ” وبالوالدين إحسانا ” قال: الوالدان رسول الله صلى الله عليه وآله وعلي عليهما السلام.
و عنه ـ أيضا ـ عليه السلام: نزلت في رسول الله صلى الله عليه وآله وفي علي عليه السلام وروي مثل ذلك في حديث ابن جبلة.
و عن الرضا عليه السلام قال: النبي صلى الله عليه وآله: أنا وعلي الوالدان.
وروي عن بعض الأئمة في قوله: ” أن اشكر لي ولوالديك ” أنه نزل فيهما.
وعن النبي صلى الله عليه وآله: أنا وعلي أبوا هذه الأمة، أنا وعلي موليا هذه الأمة.
وعن بعض الأئمة ” لا أقسم بهذا البلد * وأنت حل بهذا البلد * ووالد وما ولد “قال:  أمير المؤمنين عليه السلام وما ولد من الأئمة.
الثعلبي في ربيع المذكرين والخركوشي في شرف النبي عن عمار وجابر وأبي أيوب، وفي الفردوس عن الديلمي، وفي أمالي الطوسي عن أبي الصلت بإسناده عن أنس:
كلهم عن النبي صلى الله عليه وآله قال: حق علي على الأمة كحق الوالد على الولد.
وفي كتاب الخصائص عن أنس: حق علي بن أبي طالب على المسلمين كحق الوالد على الولد.
مفردات أبى القاسم الراغب قال النبي صلى الله عليه وآله: يا علي أنا وأنت أبوا هذه الأمة، [ومن حقوق الآباء والأمهات أن يترحموا عليهم في الأوقات، ليكون فيهم أداء حقوقهم.
النبي صلى الله عليه وآله: أنا وعلي أبوا هذه الأمة  ولحقنا عليهم أعظم من حق أبوي ولادتهم، فإنا ننقذهم إن أطاعونا من النار إلى دار القرار، ونلحقهم من العبودية بخيار الأحرار، قال القاضي أبو بكر أحمد بن كامل: يعني أن حق علي [على] كل مسلم أن لا يعصيه أبدا.

إن الغاية من خلق آدم (عليه السلام) ليس إلا ظهور محمد منه وبهذا بشرت كل الرسالات السماوية فالأنبياء جميعا كانوا يبشرون الناس بظهوره ويغرسون محبته في صدور أتباعهم ويصورنه لهم على أنه أمل للبشرية بأسرها.

اقتصر دور الأنبياء السابقين لمحمد في كل تشريعاتهم وأعمالهم الرسالية على التمهيد الشريف لخاتم الأنبياء والمرسلين.

قريب من هذا دور الأئمة بالنسبة إلى صاحب العصر وسيد الزمان الثاني عشر منهم فإنهم جميعا ممهدون له و مهيئون لظهوره الشريف.

محال أن يترك الله الناس وقد اشتدت بهم الأوضاع وضاقت بهم الدنيا بسبب الجور والظلم وتعاقب الطغاة عليهم دون أمل يعيشون له مترقبين مجيئه ليخلصهم مما هم فيه فتلك فطرة بشرية فالنفس البشرية مجبولة على استشراف المستقبل والتطلع إلى صورة المخلص قادما منه .

وكما كان في الأمم السابقة لأمة محمد مخلصون كثر من أنبياء ورسل وكلهم كانوا يربون أشياعهم على انتظار المخلص الأعظم ويغرسون حبه في قلوبهم  كذا أمة محمد خاصة بعد أن طال عليها الأمد  فكان لزاما أن يكون لها مخلص هو خير من جميع المخلصين وليس خير منه إلا سيد الأنبياء والمرسلين ووصيه علي عليه السلام والأوصياء جميعا غرسوا حبه في قلوب أشياعهم وأعدوهم لنصرته سنة الله ولن تجد لسنة الله تبديلا .

ظل النور المحمدي يتناقل ويتجلى على درجات مختلفة في الأنبياء ليجتمع كله فيه عند ظهوره فكل نور نبي وهو من نور محمد كما أن الكتاب الذي أنزل على محمد جمع كل تشريعات الكتب السماوية السابقة له ونسخها فكذا محمد فقد جمع كل الأنوار الإلهية السابقة له واستوعبها.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى