سوسنة على قبر أمير المؤمنين عليه السلام
إلى حامي رسول الله وأبي علي وصي الله وخليفته أبي طالب (ع)
أبا طالبٍ، ما القدحُ كانَ لذي كفرِ *** ولكنهم شاءوا بكَ الضربَ في الجذرِ
عتاةٌ لهم بالـكفرِ، في القبرِ ألحدوا *** لذا ليسَ يرضوا منك إيمانَكَ العذري
وما كُـنتَ مقـصـوداً بـأنَّـكَ كـافـرٌ *** وإنْ كـنـتَ ذا شـأنٍ عـظـيـمٍ وذا قـدرِ
فابنُـكَ كـلُّ القصـد مُـذ قِـيـلَ أنـه *** إلى الناسِ مولىً والصراطُ إلى الحشرِ
وابنُـكَ هذا واتـرُ الـقـومِ أهـلـهـمْ *** ضـغــــائـنَ قـتـلاهُـمْ بـأحـدٍ وفـي بـدرِ
فلـن يـقـبـلـوا مـنـه الـولايـة سـيـرةً *** مـن الأبَ حـتـى الأبـن عـابقةَ الذكرِ
وقد مكروا للإبـن فـي الأبَ صـورةً *** ومـا شـاهـها يوماً لهم مخلبُ المكرِ
من الكـرهِ جـاءتـهمْ نـبـوَّةُ أحـمـدٍ *** وقـد قـبـلـوهـا مـثـل إكـراهـةِ الـعـسـرِ
ولم يـقـبـلـوا يـومـاً ولايـة حـيدرٍ *** فـكـفـرُ أبـي الـكـرارِ مـن ذلـكَ الـنـكـرِ
أبا طـالبٍ .. عـطرُ الـولايةِ قاتلٌ *** إلـى عـفـنِ الأدنـيـنِ يـمـحـقُ بـالـعـطرِ
لذلك لا يُـهـدَى عـلـى حـبِّ أحمدٍ *** إلـيـه .. فـشـــكـرُ الـعـمِّ يـدرأ بالـوزرِ
ووزرُ الذي يـحـمـي لـوحـي نبوةٍ *** كـوزرِ عـلـيٍّ يـفـتـديـــهِ مـــن الـغـدرِ
ويـمـنـعُ أعـتـى القومِ إطفاءَ نورِهِ *** ويُعـلمُ أهـلُ الأرضِ عن سيرةِ الطهرِ
أبٌ نـاسـخَ الـنـصـرِ العظيمِ لابنِه *** هـمـا نُـسـخـتـا طـهَ إلى أعظـمِ النصرِ
هما أزرُه .. والأزرُ أيضاً وراثةً *** كهـارونَ مـن مـوسى يُشـدُّ إلـى الأزرِ
فكيفَ سيُمحى نصرُ حيدرَ أحمداً *** ونـصـرُ أبـيـهِ الـفـذِّ لـم يـمحَ بالدثـرِ؟!
أبو طالبٍ قد ماتَ والوحيُ جـنبه *** يـلـقِّـنُـهُ الـفـردوسَ لا ضغـطـةَ الـقـبـرِ
وماتَ عتـاةُ الـكـفـرِ قبلَ لحودِهم *** بـقـبـرٍ لهم .. من ذا لسيرتِهم يشري؟!
أنا أشـتـريـــهـا سـيـرةً طـالـبـيـة *** وأعـلـنُ أنِّـي بـاسـمِـهـا مـؤمـنُ الـجبرِ
كما قيلَ يحمي أحمداً من قرابةٍ *** ومن جبرِها .. لا من هدىً شـقَّ للصدرِ
أبو طـالـبٍ .. حبِّي لحيدرَ ابنِهِ *** وللـذاتِ قـبـلَ الابـنِ .. حـبٌّ بـلا أجــــرِ
أنا فـيـه مُـقـتـصٌّ مـن الـقومِ كـفَّـروا *** إلـيـه وفـيـهـم إنَّـنـي بـالـغٌ وتــري
فمن ليس يـدري مـا الـقـضـيـة إنـهـا *** لـجـهـلٌ قـديـمٌ كـلُّ أحـداثِـهِ أدري
ومن ليس يدري .. راحلٌ وخديجةٌ *** بعامٍ لحـزنِ المصطفى كاسرُ الظهرِ
فهل يحزنُ الهادي على موتِ كافرٍ إذا ليس يُهدى .. ذاكَ من خالفِ الأمـرِ!
لقد كـانَ حُـزنـاً سـنَّـه الله دمـعـةً *** عـلـى أولـيـاءٍ .. هُـمْ مـن الـمأتمِ البكرِ
أبو طالبٍ .. أفضى لـمـوتٍ محمدٍ *** إلى فـقـدِ زهـراءٍ لـحـيـدرَ فـي الإثـرِ
إلـى حسـنٍ ثـمَّ الـحـسـيـنِ وبـعـده *** بـقـيَّـة أهـلِ البيتِ .. أحزانُهم تـجري
وتجـري بـنـا الأيـامُ خـلفَ لوائِهم *** ونـدبـتـهـم .. كـانـتْ لـنـا نـدبةَ الدهرِ