شخصية السيدة فاطمة المعصومة عليها السلام ورسالتها
للسيدة فاطمة بنت الامام موسى بن جعفر “عليه السلام”، مكانة مرموقة بين اقرانها من سيدات بيت النبوة، الذين يمثّلون المستوى الأعلى في البشرية، في كلِّ معاني الطهر والعصمة والإنسانية والرسالة والانفتاح على كل المحرومين والمستضعفين والمظلومين، والمواجهة لكل الظالمين والمستكبرين.
وكانت فاطمة المعصومة الإنسانة العالمية العلمية، فهي فقيه منذ نعومة أظافرها وهذا ليس بالغريب، لأنها عاشت وترعرعت في بيت العصمة، ونشأت وتتلمذت على يد الامام علي بن موسى الرضا “عليه السلام”، حيث تبين الروايات التاريخية، ان جمعاً من الشيعة وردوا المدينة وجاءوا برسالة تحوي عدداً من الاسئلة الى الامام موسى بن جعفر الكاظم “عليه السلام” فوجدوه مسافراً، فقرر هؤلاء العودة الى وطنهم في حالة من الحزن والغم لأنهم لم يحظوا برؤية الامام فتأثرت السيدة فاطمة المعصومة فأخذت الرسالة واجابت عن اسئلتهم فترك هؤلاء الشيعة المدينة مسرورين والتقوا الامام موسى بن جعفر الكاظم خارج المدينة، فقصّوا على الإمام “عليه السلام” ما جرى معهم وأروه خط السيدة فاطمة ففرح الامام بذلك وقال “عليه السلام “: “فداها أبوها “[3]
وتشير المصادر التاريخية، أن السيدة فاطمة المعصومة اشتهرت بأنها محدثة آل طه والمحدثة، وهو ما يدل على حفظها ونقلها للاحاديث الشريفة بصورة مستفيضة، فحرصت عليه اشد الحرص في حفظه وتعليمه، غير ان التاريخ ظلمها فلم يحفظ لنا الا القليل من تلك الاحاديث ، التي وثقها لها اصحاب السنن والاثار واكد بصحتها الفريقين الخاص والعام، اذ قالوا :” ان احاديثها في مرتبة الصحاح الموجبة والجديرة بالقبول والاعتماد والتوثيق والعمل، وعدم مخالفة نصوصها ومضامينها لأنها تروي عن صالحاً بعد صالح وصادقاً بعد صادق والخيرة بعد الخيرة “
للسيدة فاطمة بنت الامام موسى بن جعفر “عليه السلام”، مكانة مرموقة بين اقرانها من سيدات بيت النبوة، الذين يمثّلون المستوى الأعلى في البشرية، في كلِّ معاني الطهر والعصمة والإنسانية والرسالة والانفتاح على كل المحرومين والمستضعفين والمظلومين، والمواجهة لكل الظالمين والمستكبرين.
وهذه الإنسانة العظيمة التي لم تقتصر عظمتها على أنها ابنة الامام موسى بن جعفر الكاظم “عليه السلام”، والتي عاشت في قلبه وروحه، وامتزجت به منذ طفولتها حتى اندمجت به اندماجاً جعلها تعيش كل مشاعره وأحاسيسه، لم تكن العلاقة بينها وبين الامام موسى بن جعفر علاقة بنت وأب، ولكنها كانت علاقةً تمتزج فيها المحبة بالرسالة، والتي ورثت عنه الكثير من الصفات والشمائل وهذا ما قد يكون سبباً في ان تحتل هذه السيدة الجليلة تلك المكانة الرفيعة.
وان عراقة نسب السيدة فاطمة الكبرى لسيد الكائنات النبي الاكرم محمد “صلى الله عليه واله”، حيث قال :” كل سبب ونسب ينقطع يوم القيامة، ما خلا سببي ونسبي، كل قوم فان عصبتهم لأبيهم ما خلا ولد فاطمة فاني انا أبوهم وعصبتهم“[1] ، وهو الشرف العظيم والفخر الكبير خاصة اذا ما اقترن بما اضافة لها ابيها الامام موسى بن جعفر الكاظم “عليه السلام” من مزايا وخصائص.
تشير الروايات التاريخية، ان السيدة فاطمة المعصومة قد احتلت من بين اخواتها المكانة العالية والمنزلة الرفيعة، وقد كانت السيدة المعصومة عالمة جليلة القدر حتى انها لقبت بألقاب كثيرة منها على سبيل المثال لا الحصر “الطاهرة” ، و”محدثة اهل البيت” “عليهم السلام”[2]، فضلا عن انها كانت من رواة الحديث النبوي .
وكانت فاطمة المعصومة الإنسانة العالمية العلمية، فهي فقيه منذ نعومة أظافرها وهذا ليس بالغريب، لأنها عاشت وترعرعت في بيت العصمة، ونشأت وتتلمذت على يد الامام علي بن موسى الرضا “عليه السلام”، حيث تبين الروايات التاريخية، ان جمعاً من الشيعة وردوا المدينة وجاءوا برسالة تحوي عدداً من الاسئلة الى الامام موسى بن جعفر الكاظم “عليه السلام” فوجدوه مسافراً، فقرر هؤلاء العودة الى وطنهم في حالة من الحزن والغم لأنهم لم يحظوا برؤية الامام فتأثرت السيدة فاطمة المعصومة فأخذت الرسالة واجابت عن اسئلتهم فترك هؤلاء الشيعة المدينة مسرورين والتقوا الامام موسى بن جعفر الكاظم خارج المدينة، فقصّوا على الإمام “عليه السلام” ما جرى معهم وأروه خط السيدة فاطمة ففرح الامام بذلك وقال “عليه السلام “: “فداها أبوها “[3]
وتشير المصادر التاريخية، أن السيدة فاطمة المعصومة اشتهرت بأنها محدثة آل طه والمحدثة، وهو ما يدل على حفظها ونقلها للاحاديث الشريفة بصورة مستفيضة، فحرصت عليه اشد الحرص في حفظه وتعليمه، غير ان التاريخ ظلمها فلم يحفظ لنا الا القليل من تلك الاحاديث ، التي وثقها لها اصحاب السنن والاثار واكد بصحتها الفريقين الخاص والعام، اذ قالوا :” ان احاديثها في مرتبة الصحاح الموجبة والجديرة بالقبول والاعتماد والتوثيق والعمل، وعدم مخالفة نصوصها ومضامينها لأنها تروي عن صالحاً بعد صالح وصادقاً بعد صادق والخيرة بعد الخيرة “[4] .
ومن ابرز تلك الاحاديث التي روتها السيدة فاطمة المعصومة “عليها السلام” “حديث الغدير” ، تبين الروايات ان هذا الحديث قد ورد بسنده عن فاطمة بنت الامام موسى بن جعفر الكاظم “عليه السلام” عن طريق شمس الدين محمد الجزري الشافعي بقوله:” ما حدثنا به شيخنا خاتمة الحفاظ أبو بكر محمد بن عبد الله بن المحب المقدسي مشافهة، أخبرتنا الشيخة أم محمد زينب ابنة أحمد بن عبد الرحيم المقدسية، عن أبي المظفر محمد بن فتيان بن المثنى، أخبرنا أبو موسى محمد بن أبي بكر الحافظ، أخبرنا ابن عمة والدي القاضي أبو القاسم عبد الواحد بن محمد بن عبد الواحد المدني بقرائتي عليه، أخبرنا ظفر بن داعي العلوي باستراباد، أخبرنا والدي وأبو أحمد ابن مطرف المطرفي قالا: حدثنا أبو سعيد الإدريسي: إجازة فيما أخرجه في تاريخ استرآباد، حدثني محمد بن محمد بن الحسن أبو العباس الرشيدي من ولد هارون الرشيد بسمرقند وما كتبناه إلا عنه، حدثنا أبو الحسن محمد بن جعفر الحلواني، حدثنا علي بن محمد بن جعفر الأهوازي مولى الرشيد، حدثنا بكر بن أحمد القصري، حدثتنا فاطمة وزينب وأم كلثوم بنات موسى بن جعفر “عليه السلام” قلن حدثتنا فاطمة بنت جعفر بن محمد الصادق حدثتني فاطمة بنت محمد بن علي، حدثتني فاطمة بنت علي بن الحسين. حدثتني فاطمة وسكينة ابنتا الحسين بن علي عن أم كلثوم بنت فاطمة بنت النبي عن فاطمة بنت رسول الله “صلى الله عليه واله” قالت: أنسيتم قول رسول الله يوم غدير خم، “من كنت مولاه فعلي مولاه” [5]
وتؤكد مصادر عديدة، ان لشيعة امير المؤمنين “عليه السلام” ، نصيب من روايات السيدة فاطمة المعصومة “عليه السلام” فقد ورد عن محمد بن علي بن الحسين قال: حدثني أحمد بن زياد بن جعفر قال: حدثني أبو القاسم جعفر بن محمد العلوي العريضي قال: قال أبو عبد الله أحمد بن محمد بن خليل: قال: أخبرني علي بن محمد بن جعفر الأهوازي قال: حدثني بكر بن أحنف قال: حدثتنا فاطمة بنت علي بن موسى الرضا: قالت: حدثتني فاطمة وزينب وأم كلثوم بنات موسى بن جعفر: قلن حدثتنا فاطمة بنت جعفر بن محمد: قالت: حدثتني فاطمة بنت محمد بن علي: قالت: حدثتني فاطمة بنت علي بن الحسين:
قالت: حدثتني فاطمة وسكينة ابنتا الحسين بن علي: عن أم كلثوم بنت علي “عليهما السلام” عن فاطمة بنت رسول الله “صلى الله عليه وآله” قالت: سمعت رسول الله “صلى الله عليه وآله” يقول:
لما أسري بي إلى السماء دخلت الجنة فإذا انا بقصر من درة بيضاء مجوفة، وعليها باب مكلل بالدر والياقوت، وعلى الباب ستر فرفعت رأسي فإذا مكتوب على الباب “لا إله إلا الله محمد رسول الله علي ولي القوم” وإذا مكتوب على الستر بخ بخ من مثل شيعة علي!
فدخلته فإذا أنا بقصر من عقيق احمر مجوف، وعليه باب من فضة مكلل بالزبرجد الأخضر، وإذا على الباب ستر، فرفعت رأسي فإذا مكتوب على الباب “محمد رسول الله علي وصي المصطفى” وإذا على الستر مكتوب “بشر شيعة علي بطيب المولد”.
فدخلته فإذا أنا بقصر من زمرد اخضر مجوف لم أر أحسن منه، وعليه باب من ياقوتة حمراء مكللة باللؤلؤ وعلى الباب ستر فرفعت رأسي فإذا مكتوب على الستر شيعة علي هم الفائزون، فقلت: حبيبي جبرئيل لمن هذا؟
فقال: يا محمد لابن عمك ووصيك علي بن أبي طالب “عليه السلام” يحشر الناس كلهم يوم القيامة حفاة عراة الا شيعة علي ويدعى الناس بأسماء أمهاتهم ما خلا شيعة علي “عليه السلام” فإنهم يدعون بأسماء آباءهم فقلت: حبيبي جبرئيل وكيف ذاك؟ قال:
“لأنهم أحبوا عليا فطاب مولدهم”[6] . ويتضح من الرواية، ان السيدة فاطمة المعصومة نقلت بشرى بأمانة عن سند الفاطميات عن الصادق الامين لمن كان من شيعة امير المؤمنين ومن سلك طريقهم .
وتؤكد الروايات الى ان السيدة فاطمة المعصومة قد روت حديث اخر حول مكانة بيت النبوة أهل بيت النبوة ومعدن الرسالة ، ولما لمهم من فضل على العباد، فقد ورد : عن فاطمة بنت الحسين الرضوي، عن فاطمة بنت محمد الرضوي، عن فاطمة بنت إبراهيم الرضوي ، عن فاطمة بنت الحسن الرضوي ، عن فاطمة بنت محمد الموسوي، عن فاطمة بنت عبدالله العلوي، عن فاطمة بنت الحسن الحسيني، عن فاطمة بنت أبي هاشم الحسيني، عن فاطمة بنت محمد بن أحمد بن موسى المبرقع، عن فاطمة بنت أحمد بن موسى المبرقع، عن فاطمة بنت موسى المبرقع، عن فاطمة بنت الإمام أبي الحسن الرضا “عليه السلام “، عن فاطمة بنت موسى بن جعفر “عليهما السلام“،عن فاطمة بنت الصادق جعفر بن محمد “عليه السلام “، عن فاطمة بنت الباقر محمد بن علي “عليه السلام “،عن فاطمة بنت السجّاد علي بن الحسين زين العابدين “عليه السلام “، عن فاطمة بنت أبي عبدالله الحسين “عليه السلام “، عن زينب بنت أمير المؤمنين “عليه السلام “، عن فاطمة بنت رسول الله “صلى الله عليه وآله” قالت: قال رسول الله ” صلى الله عليه وآله ” :” ألا من مات على حب آل محمد مات شهيداً “[7] .
وذكر بعض الباحثين، ان اسم السيدة فاطمة المعصومة “عليها السلام” ورد في سند الاحاديث التي تربي الانسان على الاخلاق الحميدة وحسن المعاشرة وهو ما دأب عليه اهل بيت النبوة في تعليمهم لشيعتهم، كان من ابرز هذه الاحاديث على سبيل المثال لا الحصر هو “ترويع المسلم” .
فقد روى محمد بن أحمد بن الحسين بن يوسف البغدادي قال: حدثنا علي بن محمد بن عيينة قال: حدثني أبو الحسن بكر بن أحمد بن محمد بن إبراهيم بن زياد بن موسى بن مالك الأشج العصري قال: حدثتنا فاطمة بنت علي بن موسى “عليه السلام” قالت سمعت أبي عليا يحدث عن أبيه عن جعفر بن محمد عن أبيه وعمه زيد عن أبيهما علي بن الحسين عن أبيه وعمه عن علي بن أبي طالب “عليهم السلام” قال : “لا يحل لمسلم أن يروع مسلما”[8].
ونستنتج من ذلك، ان السيدة فاطمة المعصومة “عليها السلام” تمثل الشّخصيّة النّسائيّة المقدَّسة في الإسلام لدى المسلمين كلّهم، فإنّنا إذا قرأنا ما كتبه علماء المسلمين من السنّة والشّيعة، نجد أنهم يتحدَّثون عنها بكلّ تعظيم واحترام ومحبّة، من خلال عناصر شخصيّتها المميّزة.
ومن هنا، فإنّنا نستطيع أن نقدِّمها إلى المسلمين جميعاً كامرأةٍ يلتقي المسلمون عليها، بالرّغم من اختلاف مذاهبهم، لا لأنها ابنة الامام موسى بن جعفر الكاظم “عليه السلام” ، ولكن لأنّها عاشت في شخصيَّتها شخصيّة الامام “عليه السلام” في كثيرٍ من عناصرها المميَّزة المستلهمة من عناصر شخصيّته المميّزة.
[1] احمد بن الحسن بن علي البيهقي ، السسن الكبرى،( بيروت: دار الفكر)، ج3، ص396.
[2] غريب خراسان، سلسلة مجالس العترة ، (جمعية المعارف الاسلامية الثقافية،1431ه)، ص 22- 24
[3] عليّ أكبر مهدي، كريمة أهل البيت “عليهم السلام”،(قم:2007)، ص 170- 171,
[4] محمد هادي الاميني ، فاطمة بنت الامام موسى الكاظم “عليه السلام”،(قم: المطبعة المهدية، 1405ه)، ص57-58.
[5] عبد الحسين بن احمد الاميني التبريزي ، الغدير، (بيروت: دار الكتاب العربي، 1969)، ج1، ص197.
[6] مرتضى الأبطحي، الشيعة في أحاديث الفريقين، (قم: مطبعة امير ،1416ه)، ص199-١٢٠
[7] عبد الله البحراني الاصفهاني، عوالم العلوم والمعارف والاحوال من الآيات والاخبار والاقوال، تحقيق: مؤسسة الامام المهدي “عليه السلام”،(قم: مطبعة امير ،1415ه)، ج٢١ ص ٣٥٤.
[8] اسماعيل المعزي الملايري البروجردي، جامع أحاديث الشيعة، (قم : مطبعة المهر ، 1380ه)، ج ١٦ ، ص ٣٥٨.