مقالات

صوت ناصع يعكس عمق الرؤية وسماحة العلم وروح الوحدة والتسامح ويجمع في حديثه بين اصالة الإنتماء وسعة المعرفة والإطلاع مع السيد العلامة / عدنان الجنيد رئيس ملتقى التصوف الإسلامي في اليمن .

حاوره : ماجد الغيلي
المسؤول الإعلامي بملتقى الوعي والتلاحم

ترجمة مختصرة للعلامة عدنان الجنيد:

الاسم: عدنان أحمد يحيى الجنيد
تاريخ الميلاد: 1972م
الشهادة: حاصل على بكالوريوس دراسات إسلامية
الصفة: رئيس ملتقى التصوف الإسلامي في اليمن

  • عضو الهيئة العليا لرابطة علماء اليمن
  • عضو الهيئة العليا للصحوة الإسلامية
  • عضو مجلس إدارة الهيئة العامة لزكاة
  • العمل: نائب عميد المعهد العالي للتوجيه والإرشاد في الجمهورية اليمنية
  • شارك في الكثير من المؤتمرات الداخلية والخارجية لا سيما مؤتمرات الصحوة الإسلامية والتي كانت تُقام في الجمهورية الإسلامية الإيرانية في العاصمة طهران.
  • يُعد عدنان الجنيد من كبار الناشطين في الجانب الفكري الإسلامي والصحوة الدينية ومن الناشطين المجاهدين في مواجهة التطرف والإرهاب وفي التصدي للعدوان السعودي الأمريكي على اليمن.
  • له شعبية كبيرة في أوساط مجتمعه وله الحضور الفَّعال عند الطائفة الصوفية، وهو صاحب التصوف الجهادي المنتشر في الآونة الأخيرة في اليمن وهو أيضاً السبب الأكبر في نشر حب آل البيت لا سيما في محافظة تعز.
  • له العديد من المؤلفات وأغلبها يغلب عليها الطابع التجديدي التنويري منها على سبيل المثال:
    1- إرشاد الأتقياء إلى تنزيه سيد الأنبياء “مطبوع”
    2- تحريم الزواج بالصغيرة “مطبوع”
    3- من حقوق المرأة في القرآن “مطبوع”
    4- لا نسخ في القرآن “مطبوع”
    5- مشروعية الاحتفال بمولد المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم) “مطبوع”
    6- رسالة إلى الخنساء بمنع الأزواج من ضرب النساء “مطبوع”
    7- عالمية المسيرة القرآنية “مطبوع”
    إضافة إلى الكتيبات التي ألفها وهي تراجم وسير لأقطاب الصوفية في اليمن، وله المئات من المقالات والبحوث تم نزول أكثرها في الصحف والمجلات.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته السيد العلامة عندان الجنيد، أهلا وسهلا بكم مع ملتقى الوعي والتلاحم الشبابي في هذه المقابلة المهمة إن شاء الله:
س/ ما دوركم في الشافعية “المذهب الشافعي” والصوفية في الحفاظ على محبة أهل البيت والتمسك بهم ونقل آثارهم؟

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد أشرف الأنبياء والمرسلين وعلى آله الطاهرين وارض اللهم عن أصحابه المنتجبين ومن سار على نهجه إلى يوم الدين.
أولا في البداية نشكركم على استضافتكم لنا في هذه المقابلة.
بالنسبة للشافعية والصوفية ودورهم في محبة أهل البيت، معلوم أن الشافعية سميت بهذا الاسم لانتسابها للإمام الشافعي وهو صاحب مذهب، والإمام الشافعي كان معروفا في حبه لآل البيت سلام الله عليهم، كيف لا وهو القائل:
إذا كان رفض حب آل محمد * فليشهد الثقلان أني رافضي
بل يروى أن الربيع بن سليمان جاء إلى الإمام الشافعي وقال له يا إمام، مالنا إذا ذكرنا عليا والحسن والحسين نبزنا بالرفض، بل وتكشرت أنياب بعض الناس وضاقت صدورهم، فانبرى الإمام الشافعي وهو يقول:
إذا في مجلس ذكروا عليا وسبطيه وفاطمة الزكية
وأجرى بعضهم ذكرى سواهم فأيقن أنه لسلقلقية
إذا ذكروا عليا معْ بنيه تطاول بالروايات العلية
وقال دعوا يا قوم هذا فهذا من حديث الرافضية
برئت إلى المهيمن من أناس يرون الرفض حب الفاطمية
على آل الرسول صلاة ربي ولعنته لتلك الجاهلية
أنا ذكرت هذه الأبيات للشافعي لأنه إذا كان هذا الإمام الشافعي قالها في حب آل البيت فكيف بأتباعه، يعني أتباعه يسيرون على نهج إمامهم، فإذا كان الإمام الشافعي قد أوجب الصلاة على النبي، بل الصلاة على الآل في التشهد وحبه معروف لآل البيت، بل قيل إنه عُذب في سبيل محبته لآل البيت سلام الله عليهم، فإذا كان هذا الإمام فقطعا بأن الشافعية في اليمن يحبون آل البيت ويتفانون في محبتهم بدليل أنه في العقود السابقة، بل فيما قبل كان الشافعية يحيون مع الصوفية مناسبات ذكرى استشهاد الإمام علي سلام الله عليه، بل تجد في كل مكان من أماكن اليمن تجد محبة علي، ليس في شمال الشمال فحسب، بل حتى في تعز، في محافظة تعز وفي غيرها، بئر علي، يعني هذه المسميات كثيرة، تجدها في كل مكان، فالشافعية هم والزيدية نجدهم في تلائم في محبة، لماذا؟ لأن الذي يجمعهم حب آل البيت.
إذا أردنا أن نستقرئ التاريخ لمعرفة المذهبين الشافعي والزيدي لوجدناهما منذ دخول المذهب الشافعي في أواخر القرن الرابع الهجري، بينما المذهب الزيدي دخل إلى اليمن في القرن الثالث الهجري أدخله الامام الهادي مع وجود مذاهب أخرى دخلت إلى اليمن، غير أن المذهب الشافعي اكتسح المذهب الحنفي وبقية المذاهب باستثناء المذهب الزيدي الذي كان يقطن أهله في شمال الشمال، ظلوا طيلة قرون من الزمن في تعايش مذهبي، كانت تربطهم أمور كثيرة جدا منها على سبيل المثال دور العبادة، حيث لا يوجد مسجد خاص بالشافعية وآخر خاص بالزيدية، بل الزيدي يصلي خلف الشافعي والشافعي خلف الزيدي، بينما في حضرموت أول من أدخل المذهب الإمامي يعني مذهب الآباء والأجداد مذهب جعفر الصادق هو أحمد بن عيسى المهاجر ظل فترة من الزمن ثم اكتسح، حيث دخل المذهب الشافعي إلى الجنوب، بالتحديد إلى حضرموت في القرن الخامس الهجري، وظل اليمنيون شافعية وزيدية، الشافعي يصلي خلف الزيدي والزيدي خلف الشافعي وحصلت مصاهرة وزواج بين المذهبين، ولم يحدث الصراع إلا عندما دخل المذهب الوهابي في بداية السبعينيات وهو الذي فرق بين اليمنيين وأوجد الفتن والمحن.

س/ ما هو دوركم في مواجهة التيارات التي تدفع إلى إثارة الشحناء والبغضاء بين المسلمين وتنحرف عن الطريق السوي الذي من أبرز ملامحه محبة أهل البيت عليهم السلام؟

لا يخفى عليكم أنه بعد دخول الوهابية في بداية السبعينيات انتهجوا خطوات ممنهجة في استهداف الهوية اليمنية، وكان للصوفية دور في مواجهة هذا التيار الدخيل حيث كان للصوفية تواجد في العديد من المناطق والقرى خاصة في شمال اليمن بالتحديد في محاضرة تعز وتهامة ومحافظة إب وكانوا يمارسون طقوسهم الدينية بشكل طبيعي إلى أن دخلت الوهابية في السبعينيات ثم إلى 79 بدأت بناء المعاهد بكثافة جدا، مستهدفة الأماكن التي تتواجد فيها الصوفية وعلماؤها، وكذا الشافعية أو الزيدية، كان الوهابيون يقومون ببناء المعاهد، وأينما وجد مآثر أو آثار تاريخية منسوبة إلى الصوفية يبنوا هناك معهدا حتى يضربوا الهوية الصوفية، الهوية اليمنية، الشافعية والزيدية.
وظهرت حينها أصوات من الصوفية كان لها أثر لكن لم تكن مجدية، مثلا إمام الصوفية في عصره السيد إسماعيل إسحاق، وهو رجل في الثمانينيات تكلم وجاهد ضد الوهابية في قصائد كثيرة منها على سبل المثال هذه القصيدة:
حاربوا هذه الوهابة كيلا تتفشى في الناس وهي بلاء
حاربوا كل ما بها من ضلال ضلالات ما لهن دواء
فهي تدنس في صدور بنيها مثل إبليس من هنالك جاءوا
وهم اليوم في الصفوف فلا ندري إلى أين تذهب العشواء
علمهم كله على العلم شتم وعلى الدين محنة وشقاء
شوهوا جوهر السلوك اليماني ولولا الأصالة الشماء
فتراهم حربا على كل ذي علم وأعداهم هم العلماء
ينزوي بعضهم ومن حوله أطفال والجاهلون والأغبياء
يعرفون بزيهم وبسيماهم وبالهمس من وراء وراء
أبهذا الهراء والزيف يا قوم يطول الأساكر الجبناء
خطر داهم إذا لم تصدوه ستصلى بناره الأرجاء
وها نحن نصطلي بنار الوهابية، هذا الرجل العظيم تكلم بهذه القصيدة في الثمانينيات وهو القائل في القصيدة المشهورة:
يا سد حدث عن هدى الجمعة الناشرين ضلالهم في الأمة
الجاعلين من الكوافي واللحى رمز الكتاب ومظهرا للسنة
يبكون إذ ما يخطبون بمنبر ويكفرون إمام تلك القبلة
لم يسلموا إلا لكي يتهجموا بالمسلمين ويعبثوا بالملة
لولا الريال لما تمشيخ واحد منهم ولا صلى وجهة الكعبة
كذلك الشيخ إبراهيم بن عقيل رضوان الله عليه كان له موقف ضد الوهابية، ومشايخ كثر حاربوا الوهابية في منابرهم، في قصائدهم في زواياهم، إلا أن التيار الوهابي كان مدعوما حتى من الدولة، يعني أن الدولة فتحت لهم المجال، فتحت لهم الباب على مصراعيه، بنوا المعاهد وما تسمى بالجمعيات الخيرية، بنوا المراكز الوهابية، المنهج التعليمي كان وهابي، وكان يتبع وزارة المعارف السعودية في البداية وبعد أن استولى الوهابية على وزارة التعليم ووزارة الأوقاف أصبح المنهج في المدارس في الجامعات منهج وهابي، أصبح الخطباء الذي تم تعيينهم في المساجد وهابية برواتب من الدولة.
محافظة ريمة كانت قبل الثمانينيات لها خلفية صوفية، وكان فيها النهاري، والسيد عبدالله المساوى الذي ألف كتاب “صواعق العذاب في الرد على محمد بن عبدالوهاب”، استهدفوها لأنها كانت خليفتها صوفية وغيروا منهج الناس، حتى كان المنهج في المعاهد عبارة عن منهج تكفيري، حيث قسموا التوحيد إلى ثلاثة أقسام، توحيد ابتدعه ابن تيمية “توحيد ربوبية، توحيد ألوهية، توحيد الأسماء والصفات”، يعنون بتوحيد الربوبية أن المشركين من عهد آدم إلى الآن موحدين بتوحيد الربوبية حتى المسلمين بما فيهم الصوفية والشافعية والزيدية هم موحدون توحيد ربوبية بنظر ابن تيمية وبنظر أتباعه، فهم متساوون مع المسلمين لأن المسلمين يزورون أولياء، يزورون الأضرحة فهم موحدين توحيد ربوبية، لكنهم غير موحدين توحيد ألوهية، فتوحيد الألوهية للمؤمنين فقط أما الصوفية والشافعية والشيعة هم موحدين توحيد ربوبية غير موحدين توحيد ألوهية وبهذا كفروهم وجعلوهم كالمشركين وأباحوا دماءهم واستباحوا أرضهم وعرضهم.
ماذا فعل محمد بن عبدالوهاب بعد المعاهدة المشؤومة بينه وبين محمد بن سعود عام 1159هـ؟ قاموا بغزو القرى، غزوا مناطق الحجاز، استباحوا الأعراض، أخذوا الأموال حتى استبيحت كربلاء، قتل فيها ما يقارب من 20 الف نسمة، ناهيك عما فعلوه من سرقة المجوهرات والتحف التي كانت في ضريح مقام الإمام الحسين سلام الله عليه، وهذه الأمور معروفة، فعلوها وارتكبوها من ذلك الزمان.
في اليمن وبعد قيام ثورة الـ21 من سبتمبر تحت راية قائد الثورة السيد عبدالملك بن بدرالدين الحوثي بدأ الناس يتنفسون الصعداء، بدأوا يقيمون الطقوس الدينية سواء الشافعية أو الزيدية أو الصوفية، في العام الماضي أقام الصوفية الموالد المحمدية والقصائد المصطفوية في كل مكان علنا، كان في السابق يقيم الموالد خفية خوفا من أولئك وخوفا من أن يتعرضوا للأذى لأنهم أقفلوا أكثر من زاوية، الآن الزاوية بدأت تمارس طقوسها الدينية، الزيدية كذلك مارسوا طقوسهم بشكل علني، بالإعلام بالصحافة عبر القنوات، عبر جميع الإمكانيات، وهذه بفضل قيام ثورة الـ21 من سبتمبر.

س/ ما أهمية الوحدة الإسلامية من منظوركم؟ وما هي السبل لتحقيقها لتكون واقعا ملموسا؟

الله سبحانه وتعالى أمرنا بالوحدة، النبي صلى الله عليه وآله وسلم عندما جاء وظهر في مكة سعى إلى الوحدة، عندما هاجر من مكة إلى المدينة ماذا فعل؟ وحد الناس، كان الأوس والخزرج والأوس والخزرج هم معروفون أنهم كانوا قبيلتان يمنيتان هاجروا إلى يثرب، كان الأوس والخزرج دائما في صراع والذي كان يشعل الفتن بينهما هم اليهود واليهود معروفون في إشعال الفتن في كل مكان وفي كل زمان وفي كل عصر، فكان دائما يحدث تقاتل بين الأوس والخزرج، بمجرد أن وصل النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى المدينة آخى بين المهاجرين والأنصار وحدثت لحمة أخوة، ومحبة بينهم، آخى النبي صلى الله عليه وآله وسلم بين المهاجرين بعضهم ببعض، دعا إلى الوحدة وهي دعوته، بل إن القرآن الكريم وجه بذلك (واعتصموا بحبل الله جميعا)، يريدنا أن نعتصم بحبل الله جميعا، لكن بعد أن انتقل النبي إلى الرفيق الأعلى وخاصة بعد أن استولى معاوية على الخلافة بدأ التناحر ونشر الفرقة وبدأت العنصرية والطائفية ومع مرور الزمن قام اليهود بدورهم الكبير حتى أصبح المسلمون متفرقون فيما بينهم، تراثهم منهوب، تاريخهم مكذوب حتى أصبح حال الأمة في ذيل القافلة ولقمة سائغة بيد الأعداء، وأصبحت مقدرات الأمة وثرواتها تنهب، لاحظ ترامب ماذا يفعل؟ نهب خيرات الأمة عبر النظام السعودي العميل.
فالوحدة الآن أصبحت ضرورية؛ بل ضرورة قصوى ولا بد من التوحد، الشعب اليمني في عام 1990 توحد، والوحدة اليمنية بفضل الشعب اليمني، ولولاه ورغبته للوحدة لما توحد، كان فيما قبل متفرقا، الأسرة في الشمال لا تستطيع أن تذهب إلى الأسرة في الجنوب وهكذا، بعد الوحدة عادت والتحمت اللحمة اليمنية وأصبحت أهمية الجغرافيا اليمنية مهمة جدا، اتسع الساحل اليمني وأصبح اليمنيون قوة والآن يسعى الأعداء إلى تمزيق الوحدة اليمنية عبر المجلس الانتقالي عبر الإمارات، عبر السعودية، هم يسعون، لا يريدون لليمنيين أن يكونوا قوة، فما أحرانا إلى أن نتوحد وأولا لأن نتوحد ضد هذا العدوان، هؤلاء المرتزقة الذين وجدوا الآن ما هم إلا أثر من آثار الوهابية التي حاولت أن تفرق اليمنيين وأن توجد طائفية ومناطقية لكن بقيام الثورة اليمنية استعاد اليمنيون قوتهم وإن كان هناك بعض المرتزقة في أماكن مختلفة إلا أن ذلك لم يضر.

س/ كيف تتم الوحدة الإسلامية مع وجود اختلاف ومذاهب متعددة؟ علما أن هناك أهداف مشتركة للبعض وقواسم مشتركة ونقاط التقاء.

تتم الوحدة الإسلامية عبر أمور أهمها الالتفاف حول كتاب الله سبحانه وتعالى، لا يوجد اختلاف، لا شيعة ولا سنة، جميع المذاهب والفرق الإسلامية متفقة على كتاب الله حتى أن الإمام علي عليه السلام عندما قال لرسول الله: “يا رسول الله هناك فتنة فما المخرج منها؟ قال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: “كتاب الله فيه نبأ ما قبلكم وخبر ما بعدكم، هو الفصل ليس بالهزل، من تركه من جبار قسمه الله ومن طلب الهدى في غيره أضله الله، هو حبل الله المتين وهو الصراط المستقيم هو الذي لا تزيغ به الآراء ولا تلتبس به الألسنة “، إلى آخر الحديث، كتاب الله هو الفيصل، هو الوحدة لهذه الأمة لأنه إذا ما تمسكت الأمة بكتاب الله لن تصير لعبة بأيدي الصهاينة والأمريكان ولن تصبح عالة في معايشها على سواها من بني الإنسان، الأمة عندما ابتعدت عن كتاب الله الذي أمرها بالوحدة وأمرها بالألفة والمحبة والتلاحم ووحدة الصف ما حدث لها من اختلاف إلا لما ابتعدت عن كتاب الله، عندما ابتعدت عن كتاب الله حدث لها ما حدث، هذه خطوط عريضة لا بد أن يتمسك بها، كتاب الله وعترة آل بيت النبي لأن العترة لا أحد مختلف فيها، الحديث الذي يقول وهو حديث صحيح متواتر بل أُلفت فيه كتب كعبقة الأنوار “قد تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا كتاب الله وعترتي آل بيتي فإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض”، الأمة عندما ابتعدت عن كتاب الله وعن عترة رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله وسلم هانت وذلت، الآن محور المقاومة من هم؟ حزب الله، أنصار الله، دول الممانعة لارتباطها بآل البيت، وأي مقاومة لا ترتبط بآل البيت تجدها ضعيفة وذليلة، المقاومة التي ترتبط بآل البيت تجدها قوية وعزيزة بعزة الله، فلا بد إذا أرادت الأمة الإسلامية أن تتوحد وحدة كاملة شاملة إسلامية عليها بكتاب الله لأنه مرجع الأمة الإسلامية، مرجع المسلمين، لكن الآن هناك دول إسلامية تركت كتاب الله، تركت عترة آل بيت رسول الله، تركت حتى الآثار النبوية، بل قامت باستهداف الآثار النبوية، آل سعود استهدفوا الآثار النبوية التي تعد حضارة الأمة، تعد تراث الأمة الإسلامية، استُهدف تراث النبي صلوات الله عليه وعلى آله، آثار النبي آثار الصحابة، آثار آل البيت، ومعلوم ماذا فعل آل سعود في مقبرة المعلى سواء التي في مكة أو في البقيع، هدموا جميع الآثار النبوية، بينما الآثار اليهودية ما زالت ماثلة إلى اليوم ويحافظون عليها، آثار خيبر، آثار اليهود في خيبر، أما آثار النبي فقاموا باستهدافها، الآن السعودية هي أداة من أدوات الاستكبار العالمي، وعبرها يتم تدمير الأمة الإسلامية، تدمير ثقافتها، تدمير اقتصادها، تدمير حضارتها عبر مملكة داعش، السعودية التي تبذل الأموال الطائلة للاستكبار ليقوم بتنفيذ أهدافه.

س/ كيف تجدون دور الاستكبار في إثارة العصبيات بين الأمة الإسلامية ومن أدواته كما ذكرتم الفكر الوهابي التكفيري، وما تقييمكم لهذا الدور وهل ستشهد المرحلة القادمة نفس هذا الدور أم أن هناك صور وأشكال أخرى؟

نحن نعلم أن الاستكبار العالمي لما فشل عسكريا حاول عبر الحرب الناعمة إثارة النعرات الطائفية والمناطقية، الله سبحانه وتعالى قد بين لنا أعمال هؤلاء، عندما أخبرنا الله سبحانه وتعالى عن فرعون، هو لا يقصد فرعون في زمن موسى فحسب، بل كل من تفرعن، فرعون قد يكون فردا قد يكون أفرادا قد يكون دولة قد يكون دولا، الآن فرعون العصر هو الاستكبار العالمي، الله سبحانه وتعالى يقول: (إن فرعون على في الأرض وجعل أهلها شيعا يستضعف طائفة منهم يذبح أبناءهم ويستحيي نساءهم إنه كان من المفسدين)، الله يخبرنا عن فرعون العصر، عن الاستكبار، قال إنه على في الأرض بتجبره، بفساده، ماذا فعل؟ قال جعل أهلها شيعا، يعني استخدم الطائفية، ألا ترى ماذا فعل في هذا العصر، أوجد، بل صنع قنوات، أكثر من 17 قناة كما أشار إليها السيد حسن نصر الله، أنشأ هذه القنوات ودعمها على أنها شيعية، تقوم بسب رموز السنة، وأنشأ قنوات سنية ودعمها على أنها سنية تقوم بسب رموز الشيعة، لماذا يفعل هكذا؟ حتى يظل المسلمون يقاتل بعضهم بعضا وينسوا قضيتهم المركزية، قضية فلسطين/ القضية المركزية، هذه طائفية، يزرع طائفية عبر قنوات، عبر وسائل، عبر جميع الأمور (يستضعف طائفة منهم)، قال (إن فرعون على في الأرض وجعل أهلها شيعا)، عبر الطائفية، عبر هذه الأمور، والآن تجد المسلم الشيعي يكفر السني والسني يكفر الشيعي عبر هذه القنوات، قناة وصال السنية، وقناة أهل البيت التي تتبع ياسر الحبيب، وهكذا لينسوا القضية المركزية ويظل المسلمون في صراع دائم فيما بينهم، (وجعل أهلها شيعا يستضعف طائفة منهم)، الآن الاستكبار ماذا يفعل؟ يستضعف الطائفة المقاومة، الطائفة التي يرى الخطر قادم منها يحاول يستضعفها، الآن يقوم بحربه على اليمن، أنصار الله، بحربه على لبنان، حزب الله، على إيران، دولة ممانعة معروفة، على سوريا، كل من يهتم بالقضية الفلسطينية يحاول الاستكبار إضعافه، يحاول تدميره بكل الوسائل، يستضعف طائفة منهم، الطائفة التي يرى الخطر قادم منها، ماذا يفعل؟ يذبح أبناءهم، يذبح الأبناء لأمرين، الهدف الأول عبر الدواعش طبعا، (يستضعف طائفة منهم يذبح أبناءهم ويستحيي نساءهم) عملية الذبح والسحل عبر دواعشه وغرضهم من ذلك، أولا: يرهب الناس حتى يخضعوا للدواعش، يخضعوا للمنهج التكفيري، اثنين: يشوه منهج الإسلام، الآن الاستكبار يقوم بتصوير هذه المشاهد المرعبة كأمثال الذبح، السحل وينشرها في الشعوب الشرقية والغربية حتى يقول لهم انظروا إلى الإسلام، إنه إسلام إرهاب لا إسلام حب وسلام، وفعلا نفر الناس، ويستحيي نساءهم، عبر ما يسمى نكاح الجهاد، حدث في سوريا، جبهة النصرة وحدث حتى في اليمن في دواعش تعز، يذبح أبناءهم ويستحيي نساءهم إنه كان من المفسدين لأنه أهلك الحرث والنسل، لكن هناك بشارة عظيمة من الله سبحانه وتعالى للمستضعفين طالما أن الاستكبار استضعفهم وذبح أبناءهم وقام باستحياء نسائهم ودمر أرضهم وهتك عرضهم قال (ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين)، وهذه بشارة عظيمة جدا للأمور القادمة على أن الظهور الأكبر سيكون لدول الممانعة، لدولة المقاومة، الله سبحانه وتعالى يقول (وكان حقا علينا نصر المؤمنين)، هذا النصر قادم، نحن نتفاءل، والاستكبار العالمي مهما فعل ومهما أشعل الطائفية والعنصرية ومهما قام باستهداف المسلمين عبر الحرب الناعمة إلا أنه فاشل، الآن الشعوب استنهضت وسوف نرى لاحقا خروج المسلمين في يوم القدس العالمي في كل مكان كما حدث في العام الماضي، هذا يدل على وعي الشعب المسلم بفضل وجهود دول الممانعة، القادة الإسلاميون كأمثال السيد حسن نصر الله، كأمثال السيد القائد عبدالملك بن بدرالدين الحوثي كأمثال القائد الإمام علي خامنئي وغيرهم ممن رفض الاستكبار العالمي وصار على خط الإسلام، الخط المقاوم الذي لن ينتهي حتى تزول إسرائيل وحتى تزول أمريكا بإذن الله سبحانه وتعالى.

س/ ما هي قراءتكم لاستشهاد الإمام علي في أوساط الأمة ومن شخص محسوب على الأمة؟ وكيف كان ينبغي للأمة أن تتعامل مع الإمام علي عليه السلام؟

الإمام علي سلام الله عليه معروف بأنه وصي النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو أفضل رجل بعد رسول الله صلى الله عليه وآله، الإمام علي هو امتداد لرسول الله والأئمة من بعده هم امتداد للإمام علي، وولايته واجبة، قال تعالى: (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون * ومن يتولى الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون)، لا بد أن نتولى الله وأن نتولى الرسول صلى الله عليه وآله وسلم هذا إذا أردنا النصر، وأن نتولى الإمام علي، الذين آمنوا على رأسهم وأولهم هو الإمام علي وكل من سار على نهجه من أولاده ومن المؤمنين، إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا، ما هي علامتهم؟ الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون، ذكر المفسرون أنها نزلت في الإمام علي (ع) عندما تصدق بخاتمه وهو راكع، ثم بشرهم بالنصر، قال (ومن يتولى الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون)، يعني هناك نصر، هناك انتصار لمحور المقاومة كما قلنا لأنهم تولوا الله وتولوا رسوله وتولوا الإمام علي.
لما رأى معاوية بن أبي سفيان محبة الناس للإمام علي وظهور هذا المنهج العلوي قام بعملية اغتياله عبر أناس، هو الذي خطط، معاوية بن أبي سفيان هو المخطط وما عبدالرحمن ابن ملجم إلى مظهر، وهو كان تكفيري والتكفيريون هم يسيرن على هذا النهج، كان يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله لكنه يعتقد بكفر الإمام علي كما يفعل الآن الدواعش التكفيريون، هم نسخة وهو إمامهم، وما جاء ابن تيمية ومحمد ابن عبدالوهاب إلا ليوضحوا وينشئوا مدرسة تكفير، فاغتيال الإمام علي هو اغتيال للإسلام، اغتيال للمبادئ الصحيحة، اغتيال للعدالة، اغتيال للسلوك الحق، حاولوا من ذلك الوقت أن يغتالوا الإسلام ولولا الثورات العلوية التي قامت لكان الإسلام قد غاب جوهره، قيام الثورة العلوية أعادت للإسلام جوهره السامي، أعادت للإسلام روحه، فكيف يقوم رجل يدعي الإسلام ويقتل إمام المسلمين في المحراب؟ أين المسلمين؟ العجيب أنه فيما بعد ذلك امتدحوا عبدالرحمن بن ملجم، بل رووا عن كل من لعن أمير المؤمنين، ففي كتب الجرح والتعديل يصفون حريز بن عثمان وعمران بن حطان يصفونهم بالمؤمنين وبالمتقين، أي أمة هذه! وأي إسلام، يعني من ذلك الوقت والإسلام المحمدي العلوي يحارب إلى هذا الوقت، ولذا لا بد أن يعاد الإسلام الحقيقي، لا بد أن يعاد النظر إلى التاريخ النظر إلى التراث، أن يعاد المنهج العلوي، الإمام علي عليه السلام يتم استهدافه في المسجد على أيدي المسلمين التكفيريين، هم يريدون ضرب الإسلام، حقيقة الإسلام، يريدون أن يقضوا على القرآن، على المنهج المحمدي.
فقراءتي لهذا الموضوع أن التكفيريين كانوا من ذلك العصر ومن عهد إمامهم عبدالرحمن بن ملجم والذي دعمهم وسهل لهم الأمور هو معاوية بن أبي سفيان وإن كان نسبوا قتل الإمام علي عليه السلام إلى آخرين، لكن الذي قام بالمهمة الذي دعم وخطط هو معاوية بن أبي سفيان بدليل الأبيات التي قالها أبي الأسود الدؤلي وذكر فيها وأشار إلى أن القاتل هو معاوية بن أبي سفيان.

س/ ماذا نستفيد من سيرة الإمام علي عليه السلام، ودوره في عصر رسول الله وبعد وفاته، وفترة توليه عليه السلام لشؤون الإمامة وتراثه الذي أبقاه وتجسيده للعدالة الإنسانية ومن كتب عنه من الكتاب العالميين حتى المسيحيين إذا أمكن.

الإمام علي لو أردنا أن نتكلم عنه لاحتجنا إلى أوقات كثيرة بل قد تكلم عنه المسيحيون والغربيون وأنصفوه؛ بل أصبح أسطورة، يعني حتى الرومان وغيرهم كانوا يصوروا الإمام علي بما اشتهرت شجاعته وفتوته وعظمته كانوا حتى يرسمون سيفه على الجدار، الإمام علي عليه السلام إذا ما انتهج الإنسان نهجه وما أحوجنا في هذا العصر إلى أن ننتهج نهج الإمام علي حتى نستطيع أن نحرر الأمة الإسلامية والإنسانية.
الأمة بحاجة إلى أن تسير سير الإمام علي عليه السلام وتحذو حذوه خاصة في قول كلمة الحق، الإمام علي عندما بويع بالخلافة أقام الحق، كان بعض الصحابة يقولون له لا تعزل معاوية فإنه سوف يشعل الفتن، قال لا، لن نداهن، أراد أن يقيم الحق صرح العدالة، أراد أن يبني الأمة بناء عظيما، يعيدهم إلى ما كان عليه النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وما أولئك الناس الذين وقفوا ضده إلا لأنه أراد أن يقيم الحق، أراد أن يعيد الأمة إلى القرآن، على ما كانت عليه، فالأمة بحاجة إلى أن تسير على النهج العلوي لأن النهج العلوي نهج مقاوم فالإمام الحسن والحسين ما قاموا بهذه الثورات إلا اقتداء بالإمام علي عليه السلام، فنحن في اليمن بحاجة إلى أن نعزز هذا الثبات أن نعزز هذا الصمود، أن نعرف عدونا من هو، فإذا ما قرأنا سيرة الإمام علي وتتبعنا أخلاقه وشجاعته وثباته وقوله في كلمة الحق وعدالته فسوف نشحذ الهمم ونصقل العزائم ونستمر، فإحياء ذكرى استشهاد الإمام علي عليه السلام أو أي مناسبة ترتبط بالإمام علي هو إحياء للمبادئ، إحياء للقيم، إحياء للعدالة، ولهذا كانت هذه المناسبات امتداد روحي لهذه الأمة وهذا ما يميزها عن غيرها، تجد المجتمعات المرتبطة بالإمام علي دائما تحيي مناسباته ودائما نجدها في مقاومة وفي علم وفي ثقافة متواصلة، وفي تجديد، بينما المجتمعات التي لا تقيم الشعائر الدينية، سواء المناسبات العلوية أو المحمدية تجدها خاضعة راكعة لدول الاستكبار بخلاف المجتمعات التي مرتبطة بالمنهج العلوي، فنحن بحاجة ماسة إلى أن نستعيد أمجادنا أن نستعيد حضارتنا وذلك من خلال السير على نهج هذا الإمام، ننظر إلى زهده إلى ورعه، إلى شجاعته، كان لا يخاف في الله لومة لائم، الله سبحانه وتعالى عندما قال (يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه)، معلوم أن هذه الآية نزلت في اليمنيين، واليمنيون لهم ارتباط وثيق بسيدنا علي سلام الله عليه، الدليل على ذلك أن النبي لم يرسل إلى اليمن إلا الإمام علي، صحيح أنه أرسل خالد بن الوليد لكنه أخفق، قعد ستة أشهر ولم يجبه أحد، ولما أرسل الإمام علي مجرد أن وصل إلى صنعاء، إلى سوق الحلقة، بالتحديد الذي يسمى الآن سوق الملح، احتلق عليه مشائخ همدان، وسمي سوق الحلقة لاحتلاق مشائخ همدان عليه، أسلمت همدان وجميع القبائل اليمنية، الإمام علي عندما رأى هذا الإقبال الشديد على الإسلام كتب إلى النبي وأخبره بإسلام همدان، ماذا فعل النبي؟ استبشر وخر ساجدا وقال “السلام على همدان، السلام على همدان، السلام على همدان، ما أسرعها إلى النصر وأصبرها على الجَهْد، منهم الأبدال وفيهم أوتاد الإسلام”، هنا هل كان لهمدان موقف بارز في عهد رسول الله، لم يكن، الموقف البارز كان في عهد الإمام علي وقفت همدان وجميع القبائل اليمنية مع الإمام علي، حاربت معه ضد اعدائه وضد أعداء الإسلام، في صفين، في الجمل، في النهروان، إذن الشعب اليمني له ارتباط وثيق بالإمام علي عليه السلام، انتهج النهج العلوي منذ القرن الثالث صار على خط الإمام زيد وهناك في الشمال ساروا على خط الإمام علي وفي الجنوب، حضرموت، على خط الإمام علي العريضي ابن جعفر الصادق ابن محمد الباقر وهكذا كان اليمنيون لهم الفضل في اتباعهم للإمام علي سلام الله عليه وهم السباقون في مناصرة الإمام علي سلام الله عليه.

س/ ما أهمية يوم القدس العالمي؟ وكيف نتعامل مع يوم القدس العالمي وكيف نحييه؟

يوم القدس العالمي يوم مهم جدا، هذا اليوم هو يوم المستضعفين، يوم انتصار العدالة انتصار الحق، يوم القدس العالمي الذي نادى إلى إحيائه هو الإمام الخميني سلام الله عليه، هذا الإمام الذي بعد أن انتصر على أعدائه وبعد الثورة، ثورة الجمهورية الإسلامية في إيران وبالتحديد في 79م نادى الإمام الخميني الأمة الإسلامية على اختلاف طوائفها ومذاهبها وفئاتها، ناداهم بإحياء هذا اليوم في الجمعة الأخيرة من شهر رمضان من كل عام، الإمام الخميني رأى الأنظمة العربية تخضع للاستكبار، رأى هناك تخاذل، فكان أمله على الشعوب الإسلامية فصدح بصوته ونادى الأمة الإسلامية بل والإنسانية وسماه يوم القدس العالمي ولم يسمه يوم القدس الإسلامي، لماذا؟ لأنه يوم المستضعفين في جميع بقاع العالم، سواء المسلمين أو غير المسلمين، يوم القدس العالمي تسمية عظيمة جدا، لم يقل يوم القدس العربي أو الإسلامي، بل يوم القدس العالمي ليشمل جميع الإنسانية لينصروا المستضعفين في فلسطين وكل مستضعف، هذا اليوم له أهمية كبيرة جدا لأنه يهتم بالقضية المركزية القضية المحورية، القضية المهمة جدا التي تهم كل مسلم، لنصر المستضعفين في فلسطين، ها هو العدو استهدف غزة، العدو الذي يضرب غزة يستهدف اليمن، والعدو الذي يحارب اليمن يحارب فلسطين، فهذه القضية مهمة جدا، أراد الإمام الخميني أن لا ينسى المسلمون هذه القضية، فبإحيائنا لهذا اليوم نجدد العهد نجدد العزم، نجدد الهمة في نصرة قضية فلسطين، في نصرة المستضعفين في فلسطين.
إحياء مثل هذا اليوم هو إحياء للعدالة، للمبادئ، للقيم، نجد أن في آخر استهداف لغزة استهدفت من قبل الصهاينة بمال سعودي، بمال إماراتي، نجد أن الآن فصائل المقاومة توحدت، هناك غرفة عمليات موحدة، فإحياء مثل هذا اليوم في هذا الظرف الاستثنائي مهم جدا على المسلمين على اختلاف مذاهبهم ومناهجهم أن يخرجوا عن بكرة أبيهم في إحياء هذا اليوم وأن الله سبحانه وتعالى قد كتب لهم الأجر في أي مكان يطئوه، يقول الله سبحانه وتعالى (ولا يطئون موطئا يغيض الكفار) أي موطئ، يغيض الكفار يكتب للمسلم عمل صالح، حيث قال الله تعالى: (ذلك بأنهم لا يصيبهم ظمأ ولا نصب ولا مخمصة في سيبل الله ولا يطئون موطئا يغيض الكفار ولا ينالون من عدو نيلا إلا كتب لهم به عمل صالح والله لا يضيع أجر المحسنين ولا ينفقون نفقة صغيرة ولا كبيرة ولا يطئون واديا إل كتب لهم)، يعني الله سبحانه وتعالى يكتب للمسلم أي موطئ يطئه بقدمه إذا جاع، إذا تعب، إذا نصب له عمل صالح طالما أن هذا العمل الذي خرج له يغيض الأعداء، معلوم أن خروج المسلمين إلى الساحات، إحياؤهم عبر الندوات، عبر جميع الوسائل، هذا يغيض الأعداء، طالما يغيض الأعداء يكتب لك عمل صالح، إضافة إلى أن عملك هذا يدخل في إطار الولاية لله والبراءة من أعداء الله، يعني توالي أولياء الله وتعادي أعداء الله، يعني أنت أيها المسلم بخروجك في يوم القدس العالمي تعادي أعداء الله حتى بلسانك، (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم)، يعني من يتولهم صار حكمه كحكمهم، فمهما عمل العبد، مهما عمل المسلم من الطاعات من العبادات فلا يقبل منه أي عمل حتى يعادي أعداء الله ويوالي أولياء الله، لا بد أن تعبر في هذه المعاداة، تخرج، أخرج؛ الإمام الصادق عن آبائه عن أجداده عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال (لو أن عبدا أقام ليله وصام نهاره ونفق ماله علقا علقا وعبد الله بين الركن والمقام ثم كان آخر عهده أنه قتل مظلوما بين الركن والمقام لما صعد من عمله ذرة حتى يوالي أولياء الله ويعادي أعداء الله)، أي يظهر عداءه لأعداء الله، بماذا كيف يظهر؟ بمثل هذه الأمور، يخرج ويعلن براءته وعداءه لأعداء الله، يحيي يوم القدس العالمي.

س/ كيف تقيمون استمرار العدوان على اليمن في الاشهر الحرم وغيرها ودخوله العام الخامس واستمراره في ارتكاب المزيد من الجرائم؟

هذا العدوان الذي تقوده السعودية والسعودية ما هي إلا حذاء من أحذية الاستكبار العالمي، عداء الاستكبار أو حرب الاستكبار العالمي مع أحذيته من دول الخليج هو فشلهم الذريع، لما فشلوا ولم يحققوا أي هدف من أهدافهم حاولوا الآن أن يستمروا، يريدون الآن أن يخرجوا بماء الوجه، لم يحققوا أي هدف، الشعب اليمني انتصر في جميع الجبهات، الشعب انتصر وأصبح صموده أسطوري وأصبح يضرب به المثل في جميع العالم، في ثباته في صبره في رباطة جأشه، في انتصاراته، هو انتصر، ولم يبق له إلا الانتصار الأكبر، الانتصار الأكبر هو دخول مكة، وأقول للشعب اليمني والشعوب الإسلامية ها هي الانتصارات الكبرى قد أشرقت وسحائب صيفها قد أرعدت وأبرقت وسفينتها قد جهزت، وراياتها قد رفعت، وأعلامها قد نصبت ورياحها قد هبت فكونوا يا شعب اليمن و يا شعب المسلمين ممن أمّا لسوحها وأتم بنوحها وهو السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي وسوف تستوي بكم سفينة النصر في جودي مكة، وسوف تطوفون بالبيت الحرام وسوف تزورون قبر النبي عليه وآله الصلاة والسلام وبذلك تكونوا قد حررتم الحرمين من عابد الصنمين، وبعد ذلك سوف تتمكنون من تحرير الأقصى، فلن نحرر الأقصى إلا بعد أن نحرر الحرمين، هناك علامات تلوح في الأفق على هذه الانتصارات، النصر قريب قريب قريب جدا إن شاء الله تعالى ونحن منتصرون وما علينا إلا أن نزيد في صمودنا وثباتنا ورباطة جأشنا وأن نستمر في رفد الجبهات وأن نستمر أيضا في تعزيز الوحدة والتلاحم بين جميع فئات شعبنا وسوف يكون النصر حليفنا إن شاء الله تعالى.

س/ الآن هم اتهمونا أننا قمنا باستهداف مكة للمرة الرابعة حسب زعمهم.. كيف تردون على ذلك؟

هم الآن لما فشلوا حاولوا أن يغطوا جرائمهم، أولا أن يغطوا جرائمهم على الشعب اليمني بأن الجيش واللجان الشعبية استهدفوا مكة، أيضا يغطون على فشلهم ويحاولون أن يستعطفوا العالم الإسلامي بأن الكعبة تستهدف، يريدون أن يجيشوا الجيوش باستعطافهم للمسلمين، بادعائهم الكاذب أن مكة تستهدف، مع أن الذي يستهدف الكعبة هم آل سعود استهدفوها بأمور كثيرة جدا، استهدفوها بإدخال الملاهي والمراقص وبأمور كثيرة جدا، الآن هي تستهدف، الآن هي مغتصبة من قبل آل سعود وهم الذين احتلوا واستولوا على الحجاز، على مكة وعلى المدينة- والتي لا بد من تحريرها- فهم الآن يريدون أن يحرفوا البوصلة، فالشعب اليمني هو الشعب المحافظ هو الآن يحافظ على الحرمين، يحافظ على المقدسات الإسلامية، معروف من هو الذي دمر المقدسات الإسلامية، أليسوا هم آل سعود؟ دمروا قباب آل البيت والصحابة في مكة في المعلى وهم الذين دمروا قباب وأضرحة الصحابة وآل البيت في المدينة، وهم الذين دمروا آثار النبي صلى الله عليه وآله وسلم في البقاع الإسلامية بينما الآثار اليهودية يحافظوا عليها، إذن من هم الذين يستهدفون الآثار الإسلامية والأماكن المقدسة، أليسوا هم آل سعود؟ هذا كله عبارة عن ذر الرماد على العيون، والآن قد تبين والشعوب العربية والإسلامية عرفت أن آل سعود هم كاذبون في أقوالهم ولن تنطلي على المسلمين مثل هذه الأكاذيب والفرقعات.
شكرا لكم السيد العلامة عدنان الجنيد وتقبل الله منا ومنكم الصيام والقيام وصالح الأعمال.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى