عليٌ في القرآن:(٤)
سورة البقرة:
{وَإِذا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَما آمَنَ النّاس}
<سورة البقرة.أية ١٣>
أخرج (الحافظ) الحاكم الحسكاني (الحنفي) في شواهد التنزيل بإسناده عن ابن عباس في قوله تعالى:{آمِنُوا كَما آمَنَ النّاس}
قال: علي بن أبي طالب وجعفر الطيار، وحمزة، وسلمان، وأبو ذر، وعمار، والمقداد، وحذيفة بن اليمان، وغيرهم.<شواهد التنزيل:ج١.ص٩٣> (أقول) يعني: المقصود من كلمة (النّاس) هم هؤلاء.
{وَإِذا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قالُوا آمَنَّا وَإِذا خَلَوْا إِلى شَياطِينِهِمْ قالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّما
نَحْنُ مُسْتَهْزِئوُنَ، اللهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيانِهِمْ يَعْمَهُونَ}
<سورة البقرة، الآيتان ١٤و١٥)
ذكر(الحافظ) الحاكم الحسكاني (الحنفي) في شواهد التنزيل،
قال: أخبرنا أبو العباس العلوي (بإسناده) عن مقاتل، عن محمد بن الحنفية قال: (بينما أمير المؤمنين، علي بن أبي طالب قد أقبل من خارج المدينة، ومعه سلمان الفارسي، وعمّار، وصهيب، والمقداد، وأبو ذر، إذ بصر بهم عبد الله بن أُبَي بن سلول المنافق، ومعه أصحابه، فلما دنا أمير المؤمنين،
قال عبد الله بن أُبي: مرحباً بسيّد بني هاشم وصي رسول الله، وأخيه، وختنه، وأبي السبطين، الباذل له ماله ونفسه،
فقال (يعني علي): ويلك يا ابن أُبي أنت منافق، أشهدُ عليك بنفاقك.
فقال ابن أُبي: وتقول مثل هذا لي؟ ووالله إنّي لمؤمن مثلك ومثل أصحابك.
فقال علي: ثكلتك أُمّك ما أنت إلاّ منافق.
ثم أقبل إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) فأخبره بما جرى، فأنزل الله تعالى:
:
((وَإِذا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا)) يعني: وإذا لقي ابن سلول أمير المؤمنين المصدّق بالتنزيل ((قالُوا آمَنَّا)) يعني صدّقنا بمحمد والقرآن ((وَإِذا خَلَوْا إِلى شَياطِينِهِمْ)) من المنافقين ((قالُوا إِنَّا مَعَكُمْ)) في الكفر والشرك ((إِنَّما نَحْنُ مُسْتَهْزِئونَ)) بعلي بن أبي طالب وأصحابه.
يقول الله تعالى: ((اللهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ)) يعني يجازيهم في الآخرة جزاء استهزائهم بعلي وأصحابه (رضي الله عنهم)<شواهد التنزيل:ج١.ص٩٤>