مقالات

أبواب الجنّة

قال تعالى : {جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ} [الرعد : 23] .

يستفاد من آيات القرآن الكريم والأحاديث الشريفة أنّ للجنّة عدّة أبواب ، ولكن هذا التعدّد للأبواب ليس لكثرة الداخلين إلى الجنّة فيضيق عليهم الباب الواحد ، وليس كذلك للتفاوت الطبقي حتّى تدخل كلّ مجموعة من باب ، ولا لبعد المسافة أو قربها ، ولا لجمال الأبواب وكثرتها ، فأبواب الجنّة ليست كأبواب القصور والبساتين في الدنيا ، بل تعدّدت هذه الأبواب بسبب الأعمال المختلفة للأفراد. ولذا نقرأ في بعض الأخبار أنّ للأبواب أسماء مختلفة ، فهناك باب يسمّى باب المجاهدين ، والمجاهدون يدخلون بسلاحهم من ذلك الباب إلى الجنّة ، والملائكة تحييهم (1) !
وروي عن الإمام الباقر (عليه السلام) «واعلموا أنّ للجنّة ثمانية أبواب ، عرض كلّ باب مسيرة أربعين سنة» (2).
ومن الظريف أنّ القرآن الكريم يذكر لجهنّم سبعة أبواب { لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ} [الحجر : 44] وطبقاً للرّوايات فإنّ للجنّة ثمانية أبواب ، وهذه إشارة واضحة إلى أنّ طرق الوصول إلى السعادة وجنّة الخلد أكثر من طرق الوصول إلى الشقاء والجحيم. ورحمة الله سبقت غضبه «يامن سبقت رحمته غضبه» (3) .
ومن ألطف ما في الأمر أنّ الآيات السابقة أشارت إلى ثمان صفات من صفات أُولي الألباب ، وكلّ واحدة منها ـ في الواقع ـ هي باب من أبواب الجنّة وطريق للوصول إلى السعادة الأبدية.
_____________________________
1. منهاج البراعة في شرح البلاغة ، ج3 ، ص395.

2. الخصال للصدوق ، ص473 ، ابواب الثمانية ، ج7.

3. بحار الانوار ، ج19 ، ص239 : بلد الامين ، ص404 ، دعاء الجوشن الكبير .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى