قصر غمدان
قصر غمدان، كان يقع هذا القصر في مدينة صنعاء باليمن، سيف بن ذي يزن من أشهر وآخر الملوك الذين سكنوه، وكان يعتبر من عجائب الهندسة المعمارية ومن أقدم القصور الضخمة في العالم. كانت عدد طوابق القصر عشرين طابقا بين الطابق والآخر عشرة أذرع وبني بالبوفير والجرانيت والمرمر، واستخدم القصر لإقامة الملك وإدارة البلاد حيث كان مجلس الملك في الطابق الأعلى.
ذكر الرحالة محمد القزويني غمدان في رحلاته كأحد عجائب بلاد العرب. يعتبره بعض المؤرخون أنه من أوائل القصور الضخمة في العالم وهناك اعتقاد بأن موقع القصر يقع في منشأة قصر السلاحالقائمة حالياً في صنعاء القديمة بينما ترى جهات أخرى أن الجامع الكبير بصنعاء قد بني على أنقاض هذا القصر، أما أبواب الجامع الكبير فمن الثابت كونها هي نفسها أبواب قصر غمدان وعليها كتابات بالخط المسند. ذكره الهمداني في كتاب الإكليل في الجزء الثامن بقوله:-
يسمو إلى كبد السماء مصُعّداً عشرين سقفاً سمكها لا يقصرُ
أما ياقوت فوصفها وقال بإن غمدان سبعة سقوف بين كل سقفين منها أربعون ذراعا[1[.
وقد أختلف الرواة والإخباريون في باني غمدان ، فيقول البعض أن من بناه هو الملك السبئي إيلي شرح يحضب [محل شك]بينما ترجح الروايات أن بانيه هو سام بن نوح [2] -الذي سميت صنعاء باسمه قديماً- إذ يقول : ( والذي أسس غمدان وأبتدأ بناءه وأحتفر بئره التي هي اليوم ساقية لمسجد صنعاء ” سام بن نوح ” عليه السلام ) ويسرد في ذلك قصة لبنائه ، فقال : ( ارتاد ” سام بن نوح ” البلاد فوجد اليمن أطيب مسكناً فوضع مقرانته ، فبعث الله طائراً فاختطف المقرانة وطار بها فتبعه ” سام ” لينظر أين وقع فأم بها إلى جبوب من سفح نقم وطرحها على حرة غمدان فعلم ” سام ” أنـه قد أمر بالبناء هنالك فأسس غمدان ).
بينما نسبه ابن هشام وابن كثير إلى يعرب بن قحطان وقال أكمله من بعده “وائل بن حمير بن سبأ بن يعرب”.
تهدمه:
تختلف الروايات والأخبار عن هدم قصر غمدان ولكن ترجح الدراسات اليمنية إلى أن تهدم قصر غمدان كان قد مر بمراحل منها ما إصابة من حريق أيام الغزو الحبشي لليمن حوالى (525) للميلاد وهدم جزء منه في حياة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ثم تهاوي ما بقي منه في أيام الخليفة عثمان بن عفان .
بينما يروي بعض المؤرخين الإسلاميين أن قصر غمدان قد جرى هدمه بأمر من الخليفة عثمان بن عفان. وقيل: وجد على خشبة لما ضرب وهدم مكتوب برصاص مصبوب (أسلم غمدان هادمك مقتول) فهدمه عثمان بن عفان فقتل.
و قال بن الكلبي : كان كل ركن من أركان غمدان مكتوباً بالحميرية : “أسلم غمدان معاديك مقتولا بسيف العدوان” .
ويروى أن عمر بن الخطاب قال: ” لا يستقيم أمر العرب ما زال فيهم غمدان”. وهذا القول هو الذي حض عثمان بن عفان على هدمه[3].
تاريخة:
أقدم ذكر لقصر غمدان في النقوش يرجع إلى عهد الملك السبئي شعرم اوتر ملك سبأ وذي ريدان في عام 220 للميلاد ، والنقش يذكر فيه قصريين هما قصر سلحين في مأرب وقصر غمدان في صنعاء ، وهناك نقش أخر يعود تاريخه إلى منتصف القرن الثالث الميلادي في عهد الملك إيلي شرح يحضب ملك سبأ وذي ريدان.
في حين تذكرت دائرة المعارف البريطانية بأنه ورد في بعض النقوش التي وجـدت في بعض الأحجار المتكسرة والتي تعود إلى القرن الأول الميلادي.
وذكر في كتاب ابن كثير أن من بنا قصر غمدان يعرب بن قحطان وقد اكمله بعده وائل ابن حمير بن سبأ بن يعرب .
المصادر:
1)معجم البلدان(ياقوت الحميري).
2)الهمداني في كتابه الاكليل.
3)كتاب تاريخ المستبصر.