أدب وشعر

قصيدة ( التحفة العلوية ) للعلامة محمد بن إسماعيل الأمير الصنعاني يذكر فيها خصائص أمير المؤمنين (ع):


تحفة تهدى لمن يهوى عليا ***
من رقى شأوا من المجد عليـــــا
وتحيي كل حي صادق ***
قلبه مغرى بمن حل الغريـــــــــا
وتنادي كل ناد حافل ***
بلسان ينشر المسك ذكــــــــــــيـا
لم يكن من مسك دارين وقد ***
ملأ الدارين عرفا معنويـــــــــــا
ضمخوا أسماعكم من نشره ***
وارشفوا كأسا من النظم رويـــــا
يا إماما سبق الخلق إلى ***
طاعة المختار مذ كان صبــــــيـا
باذلا للنفس فيما يرتضي ***
سيد الرسل صباحا وعشـــــــــيـا
فرقى في مكة أكتافه ***
فغدت أصنامه منه جثــــــــــــيـا
كاد أن يلمس أفلاك السما ***
ويلاقى كفه كف الثرــــــــــــــيـا
وفداه ليلة همت به ***
فتية تابعت الشيخ الغـــــــــــوي
بات في مضجعه حين سرى ***
يا بروحي ساريا كان سريـــــــا
خاب ما راموا وهب المرتضى ***
ونجى المختار يطوي البيد طيا
والأمانات إلى أربابها ***
عنه أداها ووافاه بريـــــــــــــــا
كان سهما نافذا حيث مضى ***
وعلى الأعداء سيفا مشرفيـــــــا
من ببدر فلق الهام وقد ***
هام في الشقوة من كان شقيــــــا
وبأحد حين شبت نارها ***
فتية كانت بها أولى صليــــــــــا
وابن ود ومن ترى قد تره ***
وهو ليث كان في الحرب جريـا
وانشر الأخبار عن خيبر يا ***
حبذا فتح بها كان بهيــــــــــــــا
وأبو السبطين يشكو جفنه ***
وبريق المصطفى عاد بريـــــــا
وقضايا فتكه لو رمتها ***
رمت ما يعجزني ما دمت حيــــا
من سواه كان صنو المصطفى ***
أو سواه بعده كان وصيـــــــــا
وكهارون غدا في شأنه ***
منه إلا أنه ليس نبيــــــــــــــــــــا
وغداة الطير من شاركه ***
فيه إذ جاء له الطير شويـــــــــــا
وعليه الشمس ردت فغدا ***
أفقها من بعد إظلام المديـــــــــــا
وبخم قام فيهم خاطبا ***
تحت أشجار بها كان تفيــــــــــــا
قائلا من كنت مولاه فقد ***
صار مولاه كما كنت عليـــــــــــا
ونفاق بغضه صح كما ***
حبه عنوان من كان تقيـــــــــــــــا
باب علم المصطفى إن تأته ***
فهنيئا لك بالعلم مريـــــــــــــــــــا
كم قضايا حار صحب المصطفى ***
عندها أبدى لها حكما جليــا
ويدور الحق معه حيثما ***
دار فاعلمه حديثا نبويــــــــــــــــا
واختصاص الله بالزهرا له ***
لسواه مثله لم يتهيــــــــــــــــــــــأ
وبه باهل طه إذ أتى ***
وفد نجران إذا كنت غبيـــــــــــــا
وإذا سماه طه نفسه ***
يا له مجدا به خص سميـــــــــــــا
وبسبطيه وبالزهرا كما ***
ذكرهم في الذكر قد جاء جليـــــــا
ومضى نحو جوار المصطفى ***
حبذا دار وجار قد تهيـــــــــــأ
ومضى الأشقى إلى قعر لظى ***
يتصلاها غدوا وعشيــــــــــــا
ولواء الحمد من يحمله ***
غيره أكرم به فخرا عليـــــــــــــا
كل من رام يداني شأوه ***
في العلى فاعدده روما أشعبيــــــا
كتمت أعداؤه من فضله ***
ما هو الشمس فما يغنون شيــــــا
زعموا أن يطفئوا أنواره ***
وهو نور الله ما انفك مضيــــــــا
كل ما للصحب من مكرمة ***
فله السبق تراه الأوليـــــــــــــــــا
جمعت فيه وفيهم فرقت ***
فلهذا فوقهم صار عليــــــــــــــــا
نال ما قد نال كل منهم ***
والذي سابقه عاد بطيـــــــــــــــــا
وكفاه كونه للمصطفى ***
ثانيا في كل ذكر وصفيــــــــــــــا
صلوات الله تترى لهما ***
وعلى الآل صباحا وعشيــــــــــــا

## 
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى