قصيدة في امير المؤمنين صلوات الله عليه لأبو بكر بن شهاب الحضرمي والتي مطلعها:
خذوا الحذر إن تَطَّوَفُوا بخيامها
وإن تجهروا يومًا بردّ سلامها
إلى أن يقول:
محاسنها الغرّاء عين محاسن الوصي
قريع الحرب حال احتدامها
علي أخي المختار ناصر دينه
وملّته يعسوبها وإمامها
وأعلم أهل الدين بعد ابن عمه
بأحكامه من حلّها وحرامها
وأوسعهم حلمًا وأعظمهم تقى
وأزهدهم في جاهها وحطامها
وأوّلهم وهو الصبي إجابة
إلى دعوة الإسلام حال قيامها
فكل امرئ من سابقي أمة الهدى
وإن جلّ قدرًا مقتد بغلامها
أبي الحسن الكرّار في كل مأقط
مبدّد شوس الشرك نقاف هامها
فتى سمته سمت النبي وما انتقى
مواخاته إلا لعظم مقامها
فدت نفسه نفس الرسول بليلة سرى
المصطفى مستخفيًا في ظلامها
تعاهد فيها المشركون وأجمعوا
على الختر بئس العهد عهد لئامها
على الفتك بالذات الشريفة عيلة
على طمس أنوار الهدى باصطلامها
فبات علي في فراش محمد
ليبتاع ما تهذي به في سوامها
لعمري هل تدري بأن أمامها
على الفرش ساقيها حميم حمامها
له فتكات يوم بدر بها انثنت
صناديد فهر همها في انهزامها
وفيها لعمري جاء جِبْرٍيلُ شاكرا
مواساته في كشف غمى غمامها
ولا سيف إلا ذو الفقار ولا فتى
سوى المرتضى جاءت بصدق حذامها
وفي خيبر هل رحبت نفس مرحب
بغير شبا قرضابه لاخترامها
حصونٌ حصان الفرج كان بسيفه
كما قيل أقواها وفض ختامها
رماها إمام الرسل بالأسد الذي
فرائسه الآساد حال اغتلامها
ولولاه قاد الجيش ما دك معقل
ولا أذعنت أبطالها باغتنامها
وعمرو ابن ود يوم أقحم طرفه
مدى هوّة لم يخش عقبى ارتطامها
دنا ثم نادى القوم هل من مبارز
ومن لسبنتى عامر وهمامها
تحدى كماة المسلمين فلم تجب
كأن الكماة استغرقت في منامها
فناجزه من لا يروع جنانه
إذا اشتبت الهيجاء لفح ضرامها
وعاجله من ذي الفقار بضربة
بها آذنت أنفاسه بانصرامها
وكم غيرها من غمة كان عضبه
مبدد غماها وجالي قتامها
به في حنين أيّد الله حزبه
وقد روعت أركانه بانهدامها
تقدم إذ فر الجماهير وانبرى
لسفك دم الأعدا وشل لهامها
سل العرب طرًا عن مواقف بأسه
تجبك عراقاها ونازح شامها
وناشد قريشًا من أطل دماءها
وهد ذرى ساداتها وكرامها
وكَسّرَ معبوداتها ثم قادها
إلى دين طه المصطفى بخزامها
أجنّت له الحقد الدفين وأظهرت
له الود في إسلامها وسلامها
ولما قضى المختار نحبًا تنفّست
نفوس كثير رغبة في انتقامها
أقامت مليًّا ثم قامت ببغيها
طوائف تلقى بعد شرًّا أثامها
قد اجتهدت قالوا وهذا اجتهادها
لجمع قوى الإسلام أم لانقسامها
أليس لها في قتل عمّار عبرة
ومزدجر عن غيها واجترامها
أليس بخم عزمة الله أمضيت
إلى الناس إنذارًا بمنع اختصامها
بها قام خير المرسلين مبلّغًا
عن الله أمرًا جازمًا بالتزامها
ألست بكم أولى ومن كنت صادعٌ
بمن هو مولاها وحبل اعتصامها
هو العروة الوثقى التي كل من بها
تمسك لا يعروه خوف انفصامها
أما حبه الإيمان نصًّا وبغضه
جليّ إمارات النفاق وشامها
أما حبه حب النبي محمد
بلى وهما والله أزكى أنامها
صغار معالي المرتضى تملأ الفضا
فقس أي حد جامع لضخامها
وأزكى صلاة بالجلال تنزّلت
من المنظر الأعلى وأذكى سلامها
على المصطفى والمرتضى ما
ترنمت على عذبات البان ورق حمامها
وفاطمة الطهر التي المجد كله
محيط بها من خلفها وأمامها
وسبطي رسول الله ريحانتيه
والأئمة من أعقابه وفئامها
وأصحابه الموفين إيمان عهده
وبيعته في بدئها واختتامها