مقالات
لماذا وصف الامام الصادق عليه السلام السماء بالخضراء وليس بالزرقاء
السؤال: في كتاب توحيد المفضل مذكور بأن أديم السماء من الأخضر إلى السواد، و نحن نرى السماء زرقاء.
فهل يمكن توضيح ذلك؟
الجواب:
أولاً: وردت الكثير من الروايات تطلق الخضرة على الزرقة ونذكر منها:
أ- قال (عليه السلام): قدر قطرة من الماء في البحر الاخضر رواها الشيخ الكليني في الكافي 1/257. وقال العلامة المجلسي في شرحها في مرآة العقول 3/113: (والبحر الاخضر) هو المحيط يسمى بذلك لخضرته وسواده بسبب كثرة مائه.
ب- وقال (عليه السلام):….وجارية ليس لك فيها هوى، وليس لها عقل ولا أدب فتجعل بينك وبينها البحر الأخضر. رواه الشيخ الكليني في الكافي 5/323
ت- وقالت عفراء (امرأة من الجن صالحة) كانت تاتي النبي (صلى الله عليه وآله) فتسمع من كلامه…): رأيت ابليس في البحر الاخضر على صخرة بيضاء مادا يديه الى السماء….
ث- روى البخاري 3/204 ومسام 6/50 عن انس قال…. قال (صلى الله عليه وآله): أناس من امتي عرضوا عليّ يركبون هذا البحر الاخضر كالملوك على الاسرة.
وقال ابن حجر في فتح الباري شرح صحيح البخاري 11/62: وأما قوله الأخضر فقال الكرماني هي صفة لازمة للبحر لا مخصصة انتهى. قال: ويحتمل أن تكون مخصصة لان البحر يطلق على الملح والعذب فجاء لفظ الأخضر لتخصيص الملح بالمراد قال: والماء في الأصل لا لون له وانما تنعكس الخضرة من انعكاس آلهواء وسائر مقابلاته إليه وقال غيره: ان الذي يقابله السماء وقد أطلقوا عليها الخضراء لحديث ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء والعرب تطلق الأخضر على كل لون ليس بأبيض ولا أحمر قال الشاعر:
وأنا الأخضر من يعرفني ***** أخضر الجلدة من نسل العرب
يعني أنه ليس بأحمر كالعجم والأحمر يطلقونه على كل من ليس بعربي ومنه بعثت إلى الأسود والأحمر. انتهى كلام الحافظ ابن حجر.
ثانياً: ان الحموي في معجم البلدان الذي يذكر فيه اسماء المدن في العالم القديم قال في 1/344: البحر المحيط: ومنه مادة سائر البحور المذكورة ههنا غير بحر الخزر، وقد سماه أرسطاطاليس في رسالته الموسومة ببيت الذهب: أوقيانوس، وسماه آخرون: البحر الأخضر، وهو محيط بالدنيا جميعها كإحاطة آلهالة بالقمر.
فانهم لم يذكروه ولم يعرفوه كما نرى باللون الازرق كما نسميه الان هو والسماء ونطلق عليهما بانهما سماويان او ازرقان وبذلك نعلم الاسم واللون للسماء وللبحر في تلك الفترات وانه الاخضر.
ثالثاً: وقال الحموي في معجم بلدانه 1/23 عن خضرة السماء وليس زرقته: قالوا: وانبت الله تعالى من تلك الياقوتة التي على سنام الثور جبل قاف فاحاط بالدنيا فهو من ياقوتة خضراء فيقال والله اعلم، ان خضرة السماء منه، ويقال ان بينه وبين السماء قامة رجل.
وفي موضع اخر 4/298 قال: قالوا: وهو من زبرجدة خضراء وان خضرة السماء من خضرته.
وهناك شواهد كثيرة على تسمية السماء او البحر بالخضرة وهي اكثر ممن استعمل الزرقة بكثير فلعل كليهما وارد مستعمل وانه لا مشكلة في ايّ منهما.