أدب وشعر

كحِنطةِ الحُزنِ وأكبر ..!

بين حزن عليّ عليه السّلام وحزن العقيلة زينب .. تتسعُ كربلاء ..!

أرقٌ أســـــــــــالَ عــــــلى الوجودِ نذورَهُ   ***   ودمٌ يُجـــــــــــــاري غيبَهُ وظـهورَهُ

وفسيلتانِ مُدانتـــــــــــــــــــــــانِ بخضرةٍ   ***   سُفكتْ بوادٍ فاستحـــــــــــــالتْ نورَهُ

والماءُ وبَّخَ حُلْــــــمَهُ, جريـــــــــــــــــانَهُ   ***   واستلّ من عطشِ الحُســـــينِ زفيرَهُ

صَدَأَ النـــــــــــــــدى في كربلاء فيا تُرى   ***   مَنْ كانَ يُوجِعُ بالنزيــــفِ زهورَهُ ؟

مَنْ قضَّ مضـــــــجعَ خيمةٍ ما اغرورقتْ   ***   إلا وحرَّقتِ الجــــــــــوى وشعورَهُ؟

ما اغرورقتْ إلا بدمـــــــــــــــــعةِ زينبٍ   ***   والدّمعُ فيـــــــــــها يسـتفزُّ غرورَهُ !

يوماً على التلِّ المُجــــــــــــــــرَّحِ أومأتْ   ***   للحزنِ أنْ جدْ لي مدىً وعبـــــــورَهُ

واذرفْ بآهــــــــــــــــــاتي التي في طيِّها   ***   سأرى عليَّاً يستعيـــــــــــــــدُ نشورَهُ

يذرو قيامتَهُ كحنـــــــــــــــــــــــطةِ حزنهِ   ***   ويلفُّ حَورَاهُ يلفُّ غـــــــــــــــــديرَهُ

بقميصِ نهرٍ ضـــــــــــــــــاعَ في نظراتهِ   ***   ولشهقةِ الأضـــــــــــلاعِ باعَ خريرَهْ

نثرَ الأسى مــــــــــــــــــــــــلكوتَهُ بردائهِ   ***   مذْ كانَ يحتــــــضنُ الحسينَ وطُورَهُ

وأتى لصهبـــــــــاءِ الجــــــــــراحِ مرمّلاً   ***   بالصّبــــــرِ يرعى في العراءِ بدورَهُ

لَمْ يُبقِ للأوجـــــــــــــــــــــاعِ منديلاً لكي   ***   تمتصّ غِلّـتـهُ وتحفــــــــــــــظَ سيرَهُ

فعلى المسنَّــــــــــــــــــاةِ الغريبةِ أمطرتْ   ***   في دهشــــــــــــــــــــةٍ آهاتُهُ تعفيرَهُ

وعلى انزعاجِ الضـوءِ في عينِ الْهُدَى الــــــــــعبّاسِ عن عَمَـــــــــــــــدٍ رمى موتورَهُ

وعلى أناةِ المــــــــــــــــــاءِ ظلُّ رضيعِهِ   ***   والســــــــــــهمُ طوَّقَ عمرَهُ وشهورَهُ

والمفرداتُ الحُـــــــــــــــــــمْرُ تلثمُ نحَرهُ   ***   وقِماطَهُ وكفـــــــــــــــــــوفَهُ وهديرَهُ

فاسألْهُ عن يومٍ كعشرِ مصــــــــــــــــابها   ***   عن لهفةٍ قَدْ أوصلتْ تقريـــــــــــــرهُ

عن سَيبِ دمعاتِ العيـــــــــــالِ وجوعِها   ***   عن بوْحِها والمُمسكيـــــــــــــنَ نميرَهُ

يا صاحِ فاسألْ عن خيامِ نســـــــــــــــائهِ   ***   عن ثوبِها الجمــــــــــريِّ ألهبَ غيرَهُ

واسألْ بِـ من نغمٍ تهشَّــــــــــــــــــمَ غُرْبةً   ***   أجــــــــــــــــــراسُهُ قَدْ ضيَّعتْ تدبيرَهُ

الموتُ مرتــــــــــــعِشٌ يُدلِّي السيـفَ في   ***   أرضِ الطفوفِ إلى الخشوعِ – نحورَهُ

والفاطماتُ اللاتي خــــــــــضّبنَ الهـوى   ***   بندى النجيـــــــعِ ولن – هناكَ – تُعيرَهُ

فالدَّمعُ يوخزُ روحهنَّ لندبــــــــــــــــــــهِ   ***   باتَ البكاءُ كبيرَهُ وصغيــــــــــــــــرَهُ

ها غلَّفَ الدُّنـــــــــــــــــــــــيا بآدمَ أصلهِ   ***   فرأى الوجودَ مـــــــــــدارَهُ و جذورَهُ

قدْ عاشَرَ الألمَ المــــــــــــــــــــلفَّح بالفدا   ***   واختطَّ مِنْهُ نهـــــــــــــــــــرَهُ ونهِيرَهُ

حتى أفـــــــــــــــاضَ اسمُ الحُسيـنِ بقاءهُ   ***   وأقامَ عِنْدَ الْعَالَمِينَ حضـــــــــــــورَهْ

فبكتهُ ورقاءُ الحيــــــــــــــــــــــــاةِ وإنّما   ***   تَخِذَتْهُ عـــــــــــــــاشوراءَها ونذورَهْ

آهٍ حسينٌ أيُّ عـــــــــــــــــــــاشورا أرى   ***   والإنكسارُ هناكَ ينفـــــــــــخُ صورَهُ

وقيامةٌ رُجَّـــــــــــــــــــتْ وزُلزِلَ وقعُها   ***   قَدْ أنزلتْ فينا الضــــــــــنى ودهورَهُ

الرأسُ فوقَ الرمحِ يتـلو كــــــــــــــــهفَهُ   ***   ورقيمُهُ الموجوعُ يتلو نـــــــــــــورَهُ

والضعنُ يغرقُ في اكـــــــتشافِ جراحِهِ   ***   واليُتمُ قد ألقى عَلَيْـــــــــــــــــهِ نفيرَهُ

ما أطولَ الزفراتُ حينَ يشــــــــــــدّها الــــــــــــــسّجادُ والدُّنيـــــــــــــــــا تشدُّ مسيرَهُ

والمتعبــــــــــــــــــون هنا .. هناكَ يلفُّهم   ***   من ضوئهِ مدٌّ أهالَ ضميــــــــــــرَهُ

وأنا نبوءةُ حزنهِ بمـــــــــــــــــــحاجـري   ***   ها قد أتتْ بشِكـــــــــــــايتي لتزورَهُ

دمعي طواحينُ السّلامِ ومـــــــــــــــــاؤهُ   ***   وقصــــــــائدي العطشى تؤمُّ بحورَهُ

أمل الفرج

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى