معيار الصداقة وحدودها
قال تعالى : {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ} [التوبة : 31] .
– (أحبار) جمع (حبّر) ، بمعنى العالم ، و (رهبان) جمع (راهب) بمعنى تارك الدنيا ، وأولئك مع كل قداستهم عباد لله تعالى .
– قال الإمام الصادق (عليه السلام) في قول الله : {اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله ..} : (والله ما صلّوا ولا صاموا لهم ، ولكنهم أحلوا لهم حراماً ، وحرموا عليهم حلالاً فاتبعوهم) (1) .
– إن إطاعة الآخرين من دون قيد أو شرط تُعدّ نوعاً من عبادتهم ، وقد قال الإمام الصادق (عليه السلام) : (من أطاع رجلاً في معصية الله فقد عبده) (2) ، ولذا العشق والمحبة والطاعة يجب أن يكون لها حد وحدود ، وكل نظام ، أو قطب ، أو شيخ ، أو مرشد ، أو طاعة عسكرية أو حزبية هي كالغلوا في شأن الأنبياء (عليهم السلام) أو عبادتهم أو الاعتقاد بأنهم أبناء الله تعالى ، وكلّ ذلك إذا لم يكن نابعاً من الوحي والأوامر الإلهية فإنه يعدّ شركاً بالله تعالى .
_______________
1. بحار الأنوار ، ج2 ، ص 98 .
2. بحار الأنوار ، ج2 ، ص 98 .