من الأعمال العامة لشهر شعبان المبارك
مستحبات شهر شعبان العامة .. روي أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان إذا رأى هلال شعبان أمر مناديا ينادي في المدينة يا أهل يثرب إني رسول رسول الله (ص) إليكم ألا إن شعبان شهري فرحم الله من أعانني على شهري ثم قال أمير المؤمنين عليه السلام كان يقول ما فاتني صوم شعبان منذ سمعت منادي رسول الله (ص) ينادي في شعبان ولن يفوتني أيام حياتي صوم شعبان إن شاء الله تعالى .
أن يقول في كل يوم سبعين مرة (أستغفر الله وأسئله التوبة).
أن يقول في كل يوم سبعين مرة قائلا ( أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الرحمن الرحيم الحي القيوم وأتوب إليه ) . وفي الروايات أن من استغفر في كل يوم من هذا الشهر سبعين مرة كان كمن استغفر الله سبعين ألف مرة في سائر الشهور .
أن يتصدق في هذا الشهر ولو بنصف تمرة ليحرم الله تعالى جسده على النار .
سئل الإمام الصادق عليه السلام ما ثواب من صام يوما من شعبان فقال : الجنة والله فقال الراوي ما أفضل ما يفعل فيه قال الصدقة والإستغفار ومن تصدق بصدقة في شعبان رباها الله تعالى كما يربي أحدكم فصيله حتى يوافى يوم القيامة وقد صار مثل أحد.
أن يقول في شعبان ألف مرة ( لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه مخلصين له الدين ولو كره المشركون ) . ولهذا العمل الشريف أجر عظيم ويكتب لمن أتى به عبادة ألف سنة .
أن يصلي في كل خميس من شعبان ركعتين يقرأ في كل ركعة بعد فاتحة الكتاب (قل هو الله أحد) مائة مرة فإذا سلم صلى على النبي وآله مائة مرة ليقضي الله له كل حاجة من أمور دينه ودنياه ويستحب صيامه أيضا ففي الحديث تتزين السموات في كل خميس من شعبان فتقول الملائكة إلهنا إغفر لصائمه وأجب دعائه . وفي النبوي من صام يوم الإثنين والخميس من شعبان قضى الله له عشرين حاجة من حوائج الدنيا وعشرين حاجة من حوائج الآخرة .
الإكثار في هذا الشهر الشريف من الصلاة على محمد وآله .
عن الرضا عليه السلام قال من صام ثلاث أيام من آخر شعبان ووصلها بشهر رمضان كتب الله تعالى له صيام شهرين متتابعين . وعن أبي الصلت قال : دخلت على الإمام الرضا عليه السلام في آخر جمعة من شعبان فقال لي : يا أبا الصلت إن شعبان قد مضى أكثره هذا آخر جمعة فيه فتدارك فيما بقي تقصيرك فيما مضى منه وعليك بالإقبال على ما يعينك وأكثر من الدعاء والإستغفار وتلاوة القرآن وتب إلى الله من ذنوبك ليقبل شهر رمضان إليك وأنت مخلص لله عز وجل ولا تدعن أمانة في عنقك إلا أديتها ولا في قلبك حقدا على مؤمن إلا نزعته ولا ذنبا أنت مرتكبه إلا قلعت عنه واتق الله وتوكل عليه في سرائرك وعلانيتك ومن يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شيء قدرا وأكثر من أن تقول في ما بقي من هذا الشهر (اللهم إن لم تكن غفرت لنا فيما مضى من شعبان فاغفر لنا فيما بقي منه) فإن الله تبارك وتعالى يعتق في هذا الشهر رقابا من النار لحرمة هذا الشهر .
الأعمـــال العــامة في شعبان
ما يدعى به في كل يوم من شعبان :
الأول : ما روي عن الإمام السجاد عليه السلام بهذه الصلاة عند كل زوال من أيام شعبان وفي ليلة النصف منه وهي :
اللهم صلِّ على محمد وآل محمد شجرة النبوة وموضع الرسالة ومختلف الملائكة ومعدن العلم وأهل بيت الوحي ، اللهم صل على محمد وآل محمد الفلك الجارية في اللجج الغامرة يأمن من ركبها ويغرق من تركها المتقدم لهم مارق والمتأخر عنهم زاهق واللازم لهم لاحق ، اللهم صل على محمد وآل محمد الكهف الحصين وغياث المضطر المستكين وملجأ الهاربين وعصمة المعتصمين ، اللهم صلِّ على محمد وآل محمد صلاةً كثيرةً تكون لهم رضاً ولحقِّ محمد وآل محمد أداءً وقضاءً بِحوْلٍ منك وقوةٍ يا رب العالمين ، اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الأبرار الأخيار الذين أوجبت حقوقهم وفرضت طاعتهم وولايتهم ، اللهم صل على محمد وآل محمد واعمر قلبي بطاعتك ولا تخزني بمعصيتك وارزقني مواساة من قترت عليه من رزقك بما وسعت علي من فضلك ونشرت علي من عدلك وأحييتني تحت ظلك وهذا شهر نبيك سيد رسلك شعبان الذي حففته منك بالرحمة والرضوان الذي كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يدأب في صيامه وقيامه في لياليه وأيامه بخوعا لك في إكرامه وإعظامه إلى محل حمامه ، اللهم فأعنا على الإستنان بسنته فيه ونيل الشفاعة لديه ، اللهم واجعله لي شفيعا مشفعا وطريقا إليك مهيعا واجعلني له متبعا حتى ألقاك يوم القيامة عني راضيا وعن ذنوبي غاضيا قد أوجبت لي منك الرحمة والرضوان وأنزلتني دار القرار ومحل الأخيار .
الثاني : يقرأ هذه المناجاة التي رواها ابن خالويه وقال إنها مناجاة أمير المؤمنين والأئمة من ولده عليهم السلام كانوا يدعون بها في شهر شعبان ، وهذه المناجاة جليلة القدر مشتملة على مضامين عالية ويحسن أن يدعى بها عند حضور قلب وهو :
اللهم صل على محمد وآل محمد واسمع دعائي إذا دعوتك واسمع ندائي إذا ناديتك واقبل علي إذا ناجيتك فقد هربت إليك ووقفت بين يديك مستكينا لك متضرعا إليك راجيا لما لديك ثوابي وتعلم ما في نفسي وتخبر حاجتي وتعرف ضميري ولا يخفى عليك أمر منقلبي ومثواي وما أريد أن أبدي به من منطقي وأتفوه به من طلبتي وأرجوه لعاقبتي وقد جرت مقاديرك علي يا سيدي فيما يكون مني إلى آخر عمري من سريرتي وعلانيتي وبيدك لا بيد غيرك زيادتي ونقصي ونفعي وضري ، إلهي إن حرمتني فمن ذا الذي يرزقني وإن خذلتني فمن ذا الذي ينصرني ، إلهي أعوذ بك من غضبك وحلول سخطك ، إلهي إن كنت غير مستاهل لرحمتك فأنت أهل أن تجود علي بفضل سعتك ، إلهي كأني بنفسي واقفة بين يديك وقد أظلها حسن توكلي عليك فقلت ما أنت أهله وتغمدتني بعفوك ، إلهي إن عفوت فمن أولى منك بذلك وإن كان قد دنا أجلي ولم يدنيني منك عملي فقد جعلت الإقرار بالذنب إليك وسيلتي ، إلهي قد جرت على نفسي في النظر لها فلها الويل إن لم تغفر لها ، إلهي لم يزل برك علي أيام حياتي فلا تقطع برك عني في مماتي ، إلهي كيف آيس من حسن نظرك لي بعد مماتي وأنت لم تولني إلا الجميل في حياتي ، إلهي قد سترت علي ذنوبا في الدنيا وأنا أحوج إلى سترها علي منك في الأخرى إذ لم تظهرها لأحد من عبادك الصالحين فلا تفضحني يوم القيامة على رؤوس الأشهاد ، إلهي جودك بسط أملي وعفوك أفضل من عملي ، إلهي فسرني بلقائك يوم تقضي فيه بين عبادك ، إلهي إعتذاري إليك إعتذار من لم يستغن عن قبول عذره فاقبل عذري يا أكرم من اعتذر إليه المسيئون ، إلهي لا ترد حاجتي ولا تخيب طمعي ولا تقطع منك رجائي وأملي ، إلهي لو أردت هواني لم تهدني ولو أردت فضيحتي لم تعافني ، إلهي ما أظنك تردني في حاجة قد أفنيت عمري في طلبها منك ، إلهي فلك الحمد أبدا أبدا دائما سرمدا يزيد ولا يبيد وكما تحب وترضى ، إلهي إن أخذتني بجرمي أخذتك بعفوك وإن أخذتني بذنوبي أخذتك بمغفرتك وإن أدخلتني النار أعلمت أهلها أني أحبك ، إلهي إن كان صغر في جنب طاعتك عملي فقد كبر في جنب رجائك أملي ، إلهي كيف أنقلب من عندك بالخيبة محروما وقد كان حسن ظني بجودك أن تقلبني بالنجاة مرحوما ، إلهي وقد أفنيت عمري في شرة السهو عنك وأبليت شبابي في سكرة التباعد منك ، إلهي فلم أستيقظ أيام إغتراري بك وركوني إلى سبيل سخطك ، إلهي وأنا عبدك وابن عبدك قائم بين يديك متوسل بكرمك إليك ، إلهي أنا عبد أتنصل إليك مما كنت أواجهك به من قلة استحيائي من نظرك وأطلب العفو منك إذ العفو نعت لكرمك ، إلهي لم يكن لي حول فأنتقل به عن معصيتك إلا في وقت أيقظتني لمحبتك وكما أردت أن أكون كنت فشكرتك بإدخالي في كرمك ولتطهير قلبي من أوساخ الغفلة عنك ، إلهي أنظر إلي نظر من ناديته فأجابك واستعملته بمعونتك فأطاعك يا قريبا لا يبعد عن المغتر به ويا جوادا لا يبخل عمن رجا ثوابه ، إلهي هب لي قلبا يدنيه منك شوقه ولسانا يرفع إليك صدقه ونظرا يقربه منك حقه ، إلهي إن من تعرف بك غير مجهول ومن لاذ بك غير مخذول ومن أقبلت عليه غير مملوك ، إلهي إن من انتهج بك لمستنير وإن من اعتصم بك لمستجير وقد لذت بك يا إلهي فلا تخيب ظني من رحمتك ولا تحجبني عن رأفتك ، إلهي أقمني في أهل ولايتك مقام من رجا الزيادة من محبتك ، إلهي وألهمني ولَهاً بذكرك إلى ذكرك وهِمَّتي في رَوْحِ نَجاحِ أسمائك ومحل قدسك ، إلهي بك عليك إلا ألحقتني بمحل أهل طاعتك والمثوى الصالح من مرضاتك فإني لا أقدر لنفسي دفعا ولا أملك لها نفعا ، إلهي أنا عبدك الضعيف المذنب ومملوكك المنيب فلا تجعلني ممَّن صرفتَ عنه وجهك وحَجَبهُ سَهوُهُ عن عفوك ، إلهي هب لي كمال الإنقطاع إليك وأنر أبصار قلوبنا بضياء نظرها إليك حتى تخرق أبصار القلوب حجب النور فتصل إلى معدن العظمة وتصير أرواحنا معلقة بعز قدسك ، إلهي واجعلني ممن ناديته فأجابك ولاحظته فصعق لجلالك فناجيته سرا وعمل لك جهرا ، إلهي لم أسلط على حسن ظني قنوط الأياس ولا انقطع رجائي من حبل كرمك ، إلهي إن كانت الخطايا قد أسقطتني لديك فاصفح عني بحسن توكلي عليك ، إلهي إن حطتني الذنوب من مكارم لطفك فقد نبهني اليقين إلى كرم آلائك ، إلهي إن أنامتني الغفلة عن الإستعداد للقائك فقد نبهتني المعرفة بكرم آلائك ، إلهي إن دعاني إلى النار عظيم عقابك فقد دعاني إلى الجنة جزيل ثوابك ، إلهي فلك أسئل وإليك ابتهل وأرغب وأسئلك أن تصلي على محمد وآل محمد وأن تجعلني ممن يديم ذكرك ولا ينقض عهدك ولا يغفل عن شكرك ولا يستخف بأمرك ، إلهي وألحقني بنور عزك الأبهج فأكون لك عارفا وعن سواك منحرفا ومنك خائفا مراقبا يا ذا الجلال والإكرام وصلى الله على محمد رسوله وآله الطاهرين وسلم تسليما كثيرا .