مقالات

مدينة براقش التاريخية

براقش هي مدينة يمنية قديمة، وموقع أثري في وادي الفرضة على الجانب الأيسر من الطريق المعبد الذي يصل طريق صنعاء_مأرب بوادي الجوف، تقع الآن ضمن مديرية مجزر التابعة إدارياً لمحافظة مأرب، ولكنها أقرب جغرافياً إلى محافظة الجوف.

وكان اسم المدينة قديماً (هجرن/يثل)، أي مدينة يثل، كما جاء في النقوش اليمنية القديمة التي عثر عليها في خرائب المدينة، وتعتبر العاصمة الدينية لمملكة معين، وهي اقدم مدينة باليمن ترجع الى 1000 قبل الميلاد، قام السبئيون بإعادة بناء سورها في القرن الخامس قبل الميلاد، لكنها شهدت عصرها الذهبي في القرن الرابع قبل الميلاد عندما اتخذها المعينيون عاصمة لهم وبقيت يثل العاصمة الدينية لمملكة معين بعد تغير العاصمة الى قرناو.

وقد ذكر استرابون اسم هذه المدينة من بين المدن التي نزلها القائد الروماني أليس غاليوس خلال حملته العسكرية على اليمن بين العامين 24 و25 ق.م. والتي زعم أنه آخر موضع بلغه الرومان في حملتهم.

وبالرغم من تعرضها للتدمير منذ سقوط الدولة المعينية اواخر القرن الثاني قبل الميلاد، وحتى سيطرة الحملة العسكرية الرومانية عليها، إلا أنها ظلت صامدة، وظل سور المدينة صامداً إلى اليوم، ولم يؤثر في المدينة تعاقب السكنى فيها، وإعادة استعمال أنقاض المباني القديمة في العصر الإسلامي.

العصر الإسلامي

وكان أشهر من سكنها في العصر الإسلامي عبدالله بن حمزة (1217م)، وكان يتحصن بها من غارات ولاة الدولة الأيوبية، قبل أن يبني له حصن ظفار الظاهر المعروف بظفار ذيبين.

ويوجد في الجزء الجنوبي من المدينة آثار معبد يمثل النمط المعماري السائد لفن العمارة المعيني ذي الأعمدة الرأسية والأفقية وعددها حوالى 16 عموداً يعتقد بعض الباحثين أنه كان معبداً للمعبود (عثتر)، كما يوجد معبد آخر في وسط المدينة الأثرية.

ومدينة براقش تعتبر أفضل حالاً من مدن وخرائب الجوف الأثرية الأخرى لأن بقاياها مازالت واضحة المعالم ولم تتعرض للنبش العشوائي والتخريب بشكل كبير مثل المدن القديمة الأخرى، لذلك مازال سور المدينة مع أبراجها البالغ عددها ستة وخمسون برجاً في حالة جيدة، وهي من المدن الهامة، نظراً لوقوعها على طريق القوافل التجارية المحملة بالعطور والطيب والتوابل، والتي تحملها إلى مدينة الشام مروراً بهذه المدينة.

وكانت مدينة “براقش” قائمة في أيام “الهمداني”، ووصف الهمداني الآثار والخرائب التي كانت بها كما ورد في إحدى الكتابات أن جماعة من كهنة “ود”، قاموا ببناء ثلاثين “أمه” أي ذراعاً من سور “يثل” من الأساس حتى القمة. والظاهر أن هذا العمل الذي قاموا به، هو الجزء الذي كان خصص بهم عمله على حين قام أناس آخرون، وفي ضمنهم مجلس يثل، ببقية السور.

ويشير (الاخباريون)  أن براقش من مدن حكومة معين “يثل”، وهي من المراكز الدينية، وعرفت به “براقش” فيما بعد، مملكة معين هي المملكة العربية القديمة والتي نشأت في اليمن في الألفية الأولى ق م.

وللأخباريين قصص عن “براقش” وقد زعم بعض منها إنها و”هيلان” مدينتان عاديتان، وكانتا للأمم الماضية، فيما زعم بعض آخر إنها من أبنية التبابعة فهي من الأبنية القديمة وقد كان يسكنها “بنو الأدبر ابن الحارث بن كعب” ومراد في الإسلام

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى