ميزان الاخلاق
وضع لنا الامام علي (عليه السلام) ميزانا بديعا لمفهوم الاخلاق، منطلقا من قوله (عليه السلام) : ” أحب لغيرك ما تحب لنفسك “. نافيا بذلك مبدآ الازدواجية في الاخلاق . فأغلب الناس يطلبون كل شيء لأنفسهم ولا يريدون شيئا للآخرين . بينما اكد الإمام (عليه السلام) آن كل ما تطلبه لنفسك من الحقوق يجب آن تطلبه لغيرك ، لآن الناس في الحقوق سواء ، انطلاقا من مبدآ المساواة البشرية التي ارسى أركانها النبي (صلى الله عليه وآله) حيث قال: ” كلكم لآدم وآدم من تراب “.
◄ يقول الامام علي (عليه السلام) في وصيته السابقة لابنه الحسن (عليه السلام) :
” يا بني اجعل نفسك ميزانا فيما بينك وبين غيرك ، فأحبب لغيرك ما تحب لنفسك ، وأكره له ما تكره لها. ولا تظلم كما لا تحب آن تظلم . واحسن كما تحب آن يحسن إليك ، واستقبح من نفسك ما تستقبح من غيرك. وارض من الناس بما ترضاه لهم من نفسك. ولا تقل ما لا تعلم وان قل ما تعلم، ولا تقل ما لا تحب آن يقال لك ” .
اضافة لذلك دعا (عليه السلام) الإنسان الى تأديب نفسه قبل تأديب غيره، وآن يكون تأديبه ليس بالقول وانما بالتطبيق.
◄ يقول (عليه السلام) : ” من نصب نفسه للناس إماما ، فليبدأ بتعليم نفسه قبل تعليم غيره، وليكن تأديبه بسيرته قبل تأديبه بلسانه . ومعلم نفسه ومؤدبها بها أحق بالإجلال من معلم الناس ومؤدبهم (نهج ، حكمة ٧٣ ).