نصر الله عند اليأس
قال تعالى : {حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ} [يوسف : 110] .
– كان الانبياء (عليهم السلام) وعلى مدى التاريخ مصرين على الثبات على دعوتهم حتى يستيئسوا من هداية الناس ، كذلك لم يمتنع معاندوهم عن عنادهم ولجيجهم ، ونقرأ في القرآن الكريم نماذج لذلك منها :
أ) نموذج على يأس الأنبياء (عليهم السلام) .
بعد سنوات طويلة من دعوة نوح (عليه السلام) للناس وعدم الاستجابة له إلا من ثلة قليلة قال له الله تعالى : {لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ إِلَّا مَنْ قَدْ آمَنَ} [هود : 36] ، وقد أبرز نوح غضبه ولعنته على قومه ما يشير الى حالة بأسه منهم بقوله : {وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا } [نوح : 27] .
كما ويمكن أن نرى ذلك اليأس من إيمان الأقوام السابقة في قصص حياة الأنبياء صالح وشعيب وموسى وعيسى (عليهم السلام) ودعوتهم .
ب) نموذج على سوء ظن الناس بالأنبياء (عليهم السلام)
كان الكفار يظنون أن تهديد الأنبياء ووعيدهم تهديد خال وفارغ وكذب – والعياذ بالله – فنحن نقرأ في سورة هود الآية 27 قوله تعالى : {بل نظنكم كاذبين) ، وقول فرعون لموسى (عليه السلام) : {إِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا مُوسَى مَسْحُورًا} [الإسراء : 101].
ج) نموذج من نصر الله سبحانه
يثبت القرآن الكريم أن نصر الله حق لا ريب فيه قد كتبه الله على نفسه ، قال تعالى : {وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ} [الروم : 47] ، ثم إنه سبحانه يقول في آية أخرى : {نَجَّيْنَا هُودًا وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ} [هود : 58] .
وأما في خصوص الغضب الإلهي الذي لا يرد عن القوم المجرمين فيقول سبحانه في سورة الرعد : {وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ} [الرعد : 11] .