أدب وشعر

نفثة مصدور .. للشاعر علي عبد الرحمن جحاف:


ذكرتك والهول الرهيب يحيط بي
فكنت جلاء الكرب مولاي مثلما
تذكر في جنح الغياهب مدلج
تبدَّى له نور السما فتبسما
فكم صنم حطمته بمهندٍ
أبى رغم أنف الشرك أن يتثلما
فلا تخذلَنِّي في الشدائد إنني
اتّخَذْتُك نحو المركب الصعب سلما
أبا العرب الأحرار هل لك دعوة
فكم من بناء شيّدته قد تهدما
يعز علينا أن ترانا بذلةٍ
كأنك لم تدفع لمجدك مغرما
ولم تقتحم هول الصفوف ولم تخض
إلى الموت زحفًا لا يلين عرمرما
ولم تنحدر نحو الكتيبة هاتفًا
بأروع خطار دَعَا وتقدما
تناجزه بادي الذراعين أصلعًا
إذا كان تحت الهندوانية احتمى
فليتك تبدو كي ترانا شراذمًا
ممزقة أنى وحيث وكيفما
أراد لها الخصم الذي ليس همهُ
سوى أن يراها في أياديه مغنما
كأنك لم تقض الليالي مسهدًا
لترقأ دمع المستجير متى همى
أبا الفقراء المجهدين دروبنا
مخضبة في كل شبر بها ارتمى
شقي عري المنكبين أكفه
مضرجة أجفانه تقطر الدما
إِمَامَ الهدى عفوًا إذا جار مقولي
أبيح مقال الشكو ممن تظلما
أيرضيك دون العالمين تغصنا
جيوش بني صهيون صابًا وعلقما
ونحن أناس ما أُنيخت رقابنا
لعسفٍ ولم يهتك لأوطاننا حمى
نجير فيضحى جارنا ذو مناعةٍ
إذا كان جار الغير نهبًا مقسما
سننت لنا خلقًا ونبلًا ورفعة
عليها سنسمو مثلما عزنا سما
صنعاء 17 ذي الحجة/ 1422ه‍
 ############

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى